معركة أولي البأس

خاص العهد

سوريا تتحضر: وحدة عشائرية في وجه الاحتلالين التركي والأميركي
14/07/2022

سوريا تتحضر: وحدة عشائرية في وجه الاحتلالين التركي والأميركي

محمد عيد

على وقع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، تداعى شيوخ ووجهاء العشائر العربية لاجتماع عاجل في مدينة الحسكة بغية بلورة موقف موحد من الغزو والتأكيد على وجوب مقاومة قوات الاحتلال الأمريكي والتركي والتمسك بدمشق مرجعية وطنية لا لبس فيها ولا خلاف حولها.

حين تنفع الذكرى

تكرار الاجتماعات المنددة بالتهديدات التركية بغزو جديد للأراضي السورية والانتهاكات اليومية من قبل قوات الاحتلال الأمريكي للسيادة السورية وسرقة النفط والقمح السوريين وتهريبهما إلى الخارج بات لازمة ملحة في عرف شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر العربية التي لا تريد لجذوة الرفض والاستنكار هذه أن تنطفئ. وهي إذ تجتمع بشكل دوري فإنها توجه الرسائل في اتجاهات عدة. رسائل تقول للمحتلين أمريكيين كانوا أم أتراكًا أن لا مكان لكم على هذه الأرض وأن مقاومتكم حق مشروع ومرتبط بتوافر الظروف السياسية والمادية واختيار التوقيت المناسب المرتبط بمشيئة دمشق وتقديرها للموقف.

الرسالة الأخرى التي حرص المجتمعون في الحسكة على تأكيدها موجهة نحو قوات سوريا الديموقراطية، وقد أخذت شكل النصيحة قبل الوعيد، بأن الزمن يضيق وعليكم اتخاذ قرار القطيعة مع المحتل الأمريكي الزائل طوعاً قبل أن تكرهوا على ذلك.

أما الرسالة الثالثة فقد خص بها شيوخ ووجهاء العشائر العربية دمشق حين جزموا بأنها المرجعية الوطنية التي "تلزمنا شيمنا" بالانصياع لمشيئتها وأوامرها ونواهيها وهو واجب وطني قبل أي اعتبار آخر.

نحو توحيد الموقف

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد شيخ عشيرة العبد كريم "قبيلة السادة البقارة" الشيخ محمد الخلف أن  تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو جديد للأراضي السورية ما هي إلا دليل افلاس للنظام التركي الاخواني الذي يعيش أزمة سياسية واقتصادية كبيرة في الداخل التركي على أبواب انتخابات مصيرية ويريد أن يجعل من غزواته المتكررة للأراضي السورية "خشبة الخلاص" من الواقع المأزوم الذي يعيشه من خلال الحصول على مكاسب سياسية يأمل أن تشفع له في الداخل.

سوريا تتحضر: وحدة عشائرية في وجه الاحتلالين التركي والأميركي

وأضاف شيخ عشيرة العبد كريم أن جميع أوهام أردوغان ستلقى ردًا قاسيًا ومزلزلًا وأن أبناء العشائر العربية ومختلف نسيج الطيف الوطني السوري مصممون على رد التحدي ودحر كل طامع يريد المساس بتراب هذا الوطن.    

الشيخ حيدر الهفل من قبيلة العقيدات أشار من جهته في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري الى أن الدفاع عن الأرض والعرض ليس منّة من فرد أو حزب أو عشيرة تجاه الوطن بل هو واجب أخلاقي قبل أي اعتبار آخر وحق تكفله الشرائع السماوية والمواثيق والعهود الدولية، وهذا ما يجعلنا  نضع مقاومة المحتل التركي والأمريكي نصب أعيننا ومستعدون للتضحية بالمال والرجال في سبيل تطهير هذه الأرض.

أبعد من الإدانة

بدوره، لفت الشيخ سالم المنديل شيخ عشيرة العلي الجبور في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن المزاج العام في الجزيرة السورية يدفع باتجاه مقاومة المحتل الأمريكي وصد الغزو التركي المحتمل أن يقوم به أردوغان، مشددًا على ضرورة أن يتم استثمار هذه الطاقات والرغبة بالتخلص من الأجنبي في تكوين مقاومة فاعلة.

الشيخ حسن المسلط شيخ قبيلة الجبور أشار في حديثه لموقع" العهد" الإخباري إلى أن هذا الاجتماع وهذا اللقاء هو رسالة للعالم أجمع بأن تراب الجزيرة السورية هو تراب مقدس يستحق منا جميعاً عربا وكردا وكل ألوان الطيف الوطني أن ندافع عنه وعن كل ذرة تراب من وطننا الحبيب سوريا.

سوريا تتحضر: وحدة عشائرية في وجه الاحتلالين التركي والأميركي

وشدد المسلط على أن اجتماع الشيوخ ووجهاء العشائر العربية إضافة إلى مفكرين وقادة المجتمع في الحسكة يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وبلورة موقف موحد يرأب الصدع ويؤسس لوحدة القول والعمل تجاه المحتلين الأمريكي والتركي وأدواتهما الإرهابية المرتهنة.

في سياق متصل، أكد الشيخ احمد خميس السهو أحد وجهاء عشيرة البوحمدان قبيلة السادة البقارة في حديث خاص بموقع" العهد" الإخباري أن هذا الاجتماع لن يقتصر على توجيه الإدانات ورفع صرخات الاستنكار بل يهدف إلى رص الصفوف تجاه الخطر القادم من الشمال مع من استطاع تجنيدهم من العملاء وكذلك خطر المحتل الأمريكي الجاثم فوق خيرات البلاد وأنفاس الناس.

ودعا الشيخ محمد المشوح أحد شيوخ ووجهاء عشيرة المعامرة من خلال موقع "العهد" الإخباري كل من باع نفسه للمحتل أمريكيا كان أم تركياً للمسارعة إلى وضع نفسه في خدمة الجيش العربي السوري الذي يعد بمثابة صمام الأمان القادر على حماية الحدود وصون الأرض والعرض والبشر.   

واختار الشيخ فايز النامس شيخ عشيرة البوسلامة في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري التذكير بالدور الوطني للقبائل والعشائر العربية عبر التاريخ التي كانت ولا تزال وستبقى الى جانب الوطن والرديف الحقيقي للجيش العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي سطر ويسطر أروع ملاحم البطولة والفداء في الدفاع عن الوطن.

الى ذلك نوّه الباحث الاستراتيجي أحمد إدريس في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري باللحمة الوطنية المقاومة التي يعيشها سكان الجزيرة السورية والتي تتحطم على أبوابها كافة المؤمرات والدسائس، مشيراً إلى أن هذه الأرض الطاهرة التي هي مهد الحضارات والأديان لم يصبها العقم يوماً ورجالاتها قادرون على الحفاظ على سيادتها وابقائها عنواناً للشرف والكرامة حيث بقيت تاريخياً عصيّة على الطامعين والغزاة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد