خاص العهد
عبد اللهيان في دمشق: هل يحمل وساطة بين سورية وتركيا؟
دمشق ـ محمد عيد
يستمر مسلسل التنسيق بين سورية وإيران، وتجسدت آخر حلقاته بوصول وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان إلى دمشق، واطلاقه تصريحات من قاعة الشرف في المطار تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين ووحدة الأراضي السورية، واستنكار طهران لكل انتهاك جديد للأراضي السورية سواء من خلال استنكار عبد اللهيان للاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية، وآخرها ذلك الذي سبق زيارته بساعات، أو من خلال رفض الانتهاكات التركية كذلك لسيادة دمشق على أراضيها، وما توحي به تصريحات عبد اللهيان في مطار دمشق الدولي من القيام بما يشبه الوساطة بين تركيا وسورية سيما وأنه عاد من زيارة تركيا قبل أيام معدودة.
مناقشة التطورات والمستجدات
أشار الإعلامي في التلفزيون الرسمي الإيراني عصام هلالي إلى أن وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق في هذا التوقيت بالذات يبدو أمرا طبيعيا على إعتبار أن البلدين الحليفين يعيشان حالة من التنسيق المستمر بينهما، وهو الأمر الذي عبر عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حين وصف زبارة نظيره الإيراني إلى دمشق بـ " الهامة جداً وتأتي بعد تطورات محلية وإقليمية ودولية كثيرة "، مجدداً" وقوف سورية إلى جانب إيران في متابعتها الحثيثة للملف النووي ودعم موقفها في هذا المجال".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار هلالي إلى قيام عبد اللهيان بوصف الزيارة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران بـ" نقطة تحول في العلاقات بين البلدين الذين دخلا مرحلة جديدة في المجالات كافة" .
وأضاف الصحفي الإيراني بأن هذا التوصيف من قبل عبد اللهيان لزيارة الرئيس الأسد إلى طهران، وما تبعها من إعادة تفعيل الخط الإئتماني بين البلدين، ومرور النفط الإيراني إلى الموانئ السورية عبر البحر يشير إلى مضي البلدين قدما في تمتين علاقاتهما، ربطا بما يجري في الإقليم والعالم من تطورات تستدعي التنسيق المشترك، وصولاً إلى زيارة الرئيس الأسد التي "لها ما بعدها على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية" سيما وأن عبد اللهيان كان يؤكد في كل مرة يزور فيها دمشق على ضرورة مواجهة "الإرهاب الإقتصادي الذي تتعرض له كل من سورية وإيران والعقوبات الظالمة المفروضة قسرا على البلدين ورغبة طهران في مساعدة دمشق بمسألة إعادة الإعمار بعد استتباب الأمن داخل هذا البلد".
وشدد الإعلامي في التلفزيون الرسمي الإيراني على أن وزير الخارجية الإيراني أدان في تصريحاته للصحفيين الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية ومنها الأخير على جنوب طرطوس واضعاً هذه الاعتداءات في خانة "رغبة الكيان الصهيوني في إظهار دمشق كمدينة غير آمنة لعرقلة عودة المهجرين السوريين".
ملامح وساطة إيرانية بين أنقرة ودمشق
وحول تأكيد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على معارضة إيران لأي " إجراء عسكري في سورية" لفت الصحفي في قناة العالم الإيرانية حسام زيدان في حديثه لموقع" العهد" الإخباري إلى أن عبد اللهيان أراد إطلاق هذا التصريح من مطار دمشق الدولي تحديداً، وعقب وصوله إلى سورية من أجل التأكيد على الموقف الثابت لإيران تجاه وحدة وسيادة الأراضي السورية، سيما وأن تصريحه الأخير في تركيا المتعلق ب " تفهم المخاوف الأمنية التركية" قد اسيئ فهمه و" أخرج من سياقه".
زيدان أشار إلى أن وصول عبد اللهيان إلى دمشق بعد أيام قليلة من تواجده في تركيا وحديثه المخفف عن محاولة طهران إزالة "سوء الفهم الحاصل بين سورية وتركيا عبر الطرق الدبلوماسية والحوار" يشي برغبة ضمنية من قبل الوزير الإيراني بحمل " وساطة" بين البلدين يكون عمادها الأساس عودة الجيش السوري إلى الحدود ليضمن الأمن في الجانبين مقابل إقتناع أنقرة بوقف أطماعها التوسعية في الأراضي السورية واستعمال الإرهاب سبيلاً إلى ذلك.
زيدان لفت إلى أن ما حصل من "سوء فهم" حول تصريحات عبد اللهيان في أنقرة حول " تفهمه " للهواجس الأمنية التركية قد يكون "مقصوداً" بحيث يحمل رسالة إلى قوات سورية الديموقراطية "قسد" تقول بأنه من الأفضل لها أن تسمح للجيش السوري بالانتشار في المناطق التي تسيطر عليها بدلاً من تحمل عواقب هجوم تركي وشيك مسلح بذريعة وجودها في هذه المناطق في الوقت الذي تعلم فيه جيداً أن قوات الإحتلال الأمريكي سوف تخذ ولن تقف إلى جانبها لها كما فعلت في كل المرات السابقة.