ابناؤك الاشداء

خاص العهد

خسارة بشرّي المدوّية ومتلازمة الانكار لدى "القوات"
26/05/2022

خسارة بشرّي المدوّية ومتلازمة الانكار لدى "القوات"

راشيل خوري

شهدت دائرة بشرّي سابقة في الانتخابات النيابية الأخيرة حيثُ خسرت "القوات اللبنانية" في عقر دارها مقعدها بعد خرق النائب المنتخب وليم طوق لمقعد جوزيف اسحق، ما شكل صدمة لأنصار "القوات" وكسرًا لأحادية التمثيل في بشرّي.

الجدير بالذكر أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" لم يذكر في خطابه عقب صدور نتائج الانتخابات خسارة المقعد لصالح تيار "المردة" بل كان يردد تكرارًا أنه أطاح بـ"التيار الوطني الحر" وأنه يملك الأكثرية المسيحية، محاولًا التغطية على فشل حزبه ورفض دائرة بشرّي الأحادية التي فرضت عليها من قبل "القوات اللبنانية" طيلة سنوات.

لا شك أن لتلك الخسارة أهمية ورمزية ويعدّها البعض موازية لأهمية ربح 128 نائبًا في البرلمان النيابي خصوصًا بعد دفع أموال طائلة لافشال "التيار الوطني الحر" وحلفائه.

في هذا الاطار، يوضح الكاتب السياسي غسان سعود لموقع "العهد" الاخباري أن حزب "القوات اللبنانية" كان يصب تركيزه على البترون أكثر من بشرّي اعتقادًا منه أن الفوز في بشري مضمون  نظرًا الى أنهم استطاعوا سابقًا تكريس مقعدين للقوات فيها.

العتب على ستريدا جعجع

لأعوام عديدة بعد خروج رئيس "القوات اللبنانية" من السجن استطاعت "القوات" أن تضمن وجودها في بشرّي، لكن هذه الثابتة تغيرت اليوم لأسباب عديدة. في هذا الإطار يقول سعود إن من كان ينتخب النائبة ستريدا جعجع لم ينتخبها هذه المرة، فهناك عتب كبير على أدائها وتعاملها مع القضاء، اضافة الى تراجع اهتمام "القوات" وخدماتها في بشرّي لصالح زحلة في الفترات السابقة.

أرادت "القوات اللبنانية" أن تمتد المعركة الانتخابية الى كل المناطق اللبنانية، أدى هذا الخيار الى تراجع قواتي في عدة مناطق وظهور شخصيات أخرى كالنائب وليم طوق لتلملم ما خلّفته "القوات".

هل استطاع وليم طوق انتزاع حقه من "القوات اللبنانية"؟

تحديّات عديدة كانت تنتظر النائب وليم طوق خصوصا أنه أصر رغم القرابة التي تجمعه بالنائبة ستريدا جعجع أن "يسترد حقه" في الساحة السياسية، فكيف استطاع طوق كسر أحادية بشرّي التي بقيت لسنوات تطغى على كل القضاء؟

يشير سعود الى أنه كان أمام وليم طوق تحدٍّ خصوصًا أن "القوات" كانت تتمسك بترشيح ستريدا جعجع لأنها من عائلة طوق وذلك يضمن أصوات العائلة، لكن استطاع طوق أن يقدم نموذجًا مختلفًا، كما عمل خدماتيا في المنطقة، فمثلا قدم آلية واضحة لدعم مدرسة في بشرّي حيث استطاعت كل عائلة أن تستفيد من منح تعليمية دون تمييز عبر انتمائهم لحزب "القوات" أو غيره وعمل على قطاعات صحية وزراعية ومكنها من كل النواحي.

وأضاف سعود "ما ينتظر "القوات اللبنانية" في بشرّي ليس سهلًا على الاطلاق لا سيّما أن النائب طوق شخصية نشيطة وعاملة واستطاع أن يقدم مشاريع ومساعدات لأهالي بشرّي".

متلازمة الانكار لدى "القوات"

لم يتطرق رئيس "القوات" الى خسارة بشرّي، بحسب الكاتب السياسي غسان سعود، لم يكن يومًا رئيس "القوات" صريحًا مع أنصاره أو معترفًا بتقصيره، فبالنسبة له كل ما لم يتكلم عنه لم يحصل في الأساس وأداء "القوات اللبنانية" قائم على البروباغندا والانكار.

إقرأ المزيد في: خاص العهد