خاص العهد
ناشطون تونسيون: تحرير 2000 ذكرى استرجاع الكرامة العربية
تونس - روعة قاسم
يستذكر التونسيون عيد المقاومة والتحرير الذي يصادف يوم 25 أيار من كل عام كما كل الشعوب العربية بكل ما يحمله من رسائل ورمزية باعتباره التاريخ الذي نجحت فيه المقاومة الاسلامية في لبنان في دحر جيش الاحتلال الصهيوني عن أراضي جنوب لبنان. لهذا اليوم مكانة خاصة لدى التونسيين يمثل لهم عودة الكرامة للأمة العربية والإسلامية.
دروس وعبر تاريخية
الباحث التونسي في علم الاجتماع ممدوح عز الدين يقول لموقع "العهد" الاخباري إنه في كل مناسبة تحتفي المقاومة بذكرى انتصارها لا بد من الوقوف وقفة تأمل، أولًا لأخذ العبر والدروس، وثانيًا لبناء استراتيجيات مقاومة تتماشى مع معطيات الواقع الحالي وتحولاته المتسارعة، وثالثًا لإعادة الأمل للشعوب المضطهدة والمقهورة والمحتلة، ويتابع: "بفضل المقاومة يمكن تحقيق التغيير والانتصار وتجاوز عقلية الهزيمة والاستكانة والتطبيع مع العدو فالغد أفضل ما دام هناك مقاومة".
عز الدين أكد أن أهم الدروس التي رسّختها المقاومة في لبنان أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر قد انتهت وأن التعبير عن المقاومة الشعبية هو الكفيل بدحر العدو الصهيوني من المنطقة وداعميه من القوى الامبريالية والعميلة. ويضيف "إن كل المؤامرات التي حيكت لإرباك المقاومة سواء في سوريا أو لبنان أو غزة قد سقطت وبيّنت أن خيار المقاومة هو الخيار السليم وفضحت ممارسات الدول المطبّعة والعميلة والتي عجزت عن تحقيق التنمية لشعوبها وعجزت عن تحقيق وبناء مشروع وطني حقيقي يحقق الكرامة لمواطنيها".
بحسب عز الدين فإن "مكاسب المقاومة تزداد يومًا بعد يوم بالاعتماد على عدة مؤشرات أهمها تصاعد قوى الممانعة التي تواجه الأحادية القطبية على المستوى العالمي لا سيما روسيا والصين وفنزويلا. ثانيا الممارسات الوحشية للصهاينة والتي شوهت صورتهم عالميًا وأكسبت القضية الفلسطينية المزيد من المتعاطفين، كما أن وعي الشعب العربي أصبح متزايدًا بأن الخيار الوحيد للسيادة الوطنية والتنمية هو خيار المقاومة".
مكانة خاصة لدى التونسيين
من جهته يقول الناشط الحقوقي ماجد البرهومي لـ"العهد" إن عيد المقاومة والتحرير يحتل مكانة خاصة في نفوس التونسيين، ويضيف: "نتذكر هذا اليوم جيدًا وكيف فتحنا أعيننا على مشهد جنود الاحتلال وهم يغادرون جنوب لبنان فارين هربًا ولم يؤمِّنوا خروج عملائهم في تلك الفترة، ورأينا كيف أن الأسرى يحررون في سجون الاحتلال الصهيوني في الخيام وغيره. وسعدنا كثيرًا بذلك اليوم بما أننا نعتبر أنفسنا جزءًا من المقاومة رغم أننا على بعد مسافة معتبرة في تونس والمغرب العربي".
البرهومي يؤكد أن "المقاومة رفعت رؤوسنا عاليًا ونتذكر جيدًا كيف أن الرئيس اللبناني الأسبق أميل لحود ذكر أن أول تهنئة وصلته في ذكرى التحرير كانت من تونس. طبعا لا يمكننا في هذا اليوم إلا أن نترحم على أرواح كل الشهداء الذين قضوا من أجل تحرير الجنوب اللبناني العزيز علينا جمعيا".