خاص العهد
فأس المصارف الجائرة تطال المستشفيات!
يشهد القطاع الطبي -الذي لطالما احتلّ على مر السنوات المراكز الأولى في منطقة الشرق الأوسط- أزمات شتى أدت إلى هجرة آلاف الأطباء والممرضين وإقفال عدد كبير من الصيدليات، وسط التحذيرات الجدية من إقفال عدد من المستشفيات التي لم تعد قادرة على تأمين مصاريفها ورواتب موظفيها. ولا يخفى أنّ المستشفيات ترزح تحت وطأة أزمة حادة نتيجة سياسات مصرف لبنان المركزي وجمعية أصحاب المصارف بحق المودعين عامة ومن بينهم الأطباء وعاملو القطاع الصحي والمستشفيات، وبسبب التجاوزات وعدم احترام القوانين وأصول العمل المصرفي، اذ إن آخر القرارات المصرفية الجائرة، تمثل بالامتناع الكلّي عن دفع المستحقّات للمستشفيات، فالحسابات مُجمّدة بشكلٍ شبه كلّي في المصارف ولا تستطيع المستشفيات السحب نقدًا لا بالليرة اللبنانية ولا بالدولار.
وبهذا الخصوص، يوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "المدفوعات تأتي من الجهات الضامنة على شكل حوالات مباشرة إلى الحسابات المصرفية، أو بموجب "شيك مصرفي" من قبل شركات التأمين الخاصة، وفي الوقت الذي تسدد فيه وزارة الصحة والضمان والطبابة العسكرية وغيرها فواتيرها عبر حوالات مصرفية لا تتمكن المستشفيات من الاستفادة منها".
ويقول هارون إنّ "سياسات وإجراءات المصارف لا تسمح للمستشفيات بالحصول على أموالها نقدًا، في وقت يُجبر فيه أصحابها بالدفع للموردين نقدًا لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والمازوت وكل المشتريات الأخرى، إضافة للأجور التي تمتنع المصارف عن تحويلها مشترطة تأمينها نقدًا من قبلنا".
ويتابع: "راجعنا جمعية المصارف والمصرف المركزي -اللذين يتقاذفان كرة المسؤولية - لمتابعة المشكلة وتأمين أموالنا نقدًا، لكننا لم نصل لأي نتيجة، ما يجعل كل حساباتنا التي في البنوك من دون قيمة تذكر"، ويأسف هارون لأنّ تكلفة الاستشفاء باتت خيالية، فلا مال بين يدينا لتغطية النفقات من مستلزمات وغيرها.
وبينما دق نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة ناقوس الخطر، ناشد عبر "العهد" مصرف لبنان والمصارف تحرير الأموال نقدًا لاستمرار القطاع الصحي، وإلا فـ "الويلات قادمة".
مصرف لبنانجمعية المصارفالمستشفيات