خاص العهد
الجولاني للغرب: أنا وكيلكم الحصري
محمد عيد
كل الأحداث التي حصلت في الشمال السوري خلال الأشهر الماضية والمتمثلة في مقتل زعيم "داعش" على الحدود السورية - التركية على مقربة من حاجز شهير لما يسمى "هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة" وتصفية بقية الفصائل المتشددة هناك وأخذ قاعدة البيانات الخاصة بالمقاتلين الأجانب وتسليمها للغرب مع صورههم وبصماتهم ومساعي الظهور بمظهر الاعتدال مؤشرات عديدة وهامة، تقول إن الجولاني يقدم نفسه وكيلاً حصريا للغرب بين الفصائل الإرهابية المتصارعة، وبقي على الغرب اعتماده إن لم يكن قد فعل ذلك من الأساس.
قراءة في الأحداث الأخيرة
المحلل السياسي حازم عبد الله يشير الى أن "حدث مقتل زعيم تنظيم "داعش" الابراهيمي القرشي لم يمر دون أضرار جانبية على هيئة تحرير الشام بزعامة أبو محمد الجولاني". وفي حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري لفت عبد الله الى أن الحدث على أهميته، والمتمثل في إصابة أكبر التنظيمات الإرهابية المنافسة للجولاني في المنطقة بمقتل للمرة الثانية على التوالي في مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، ساهم إلى حد بعيد في رسم التحالفات ضد "غدر الجولاني" في مخيمات الشمال".
وقال إن "الاحتجاجات التي اشتعلت على الفور واجهها مسلحو الهيئة بالرصاص الحي لكن ذلك لم يحل دون اتساعها باتجاه الريف الشمالي"، موضحًا أن "كل المعطيات التي جمعها الناشطون في المنطقة أفضت إلى اتهام الجولاني بالوشاية بمكان الهاشمي لدى طائرات التحالف التي نفذت عملية إنزال في أطمة بالقرب من أحد أشهر حواجز هيئة تحرير الشام الأمر الذي أدى إلى مقتله لقاء عشرة ملايين دولار".
ولفت عبد الله الى خطوة اتبعها الجولاني أشارت بأصابع الاتهام اليه وهي توجيه إنذار للمسلحين الأجانب من أجل إخلاء معسكراتهم ومنازلهم ومغادرة إدلب".
الباحث السياسي أكد في حديثه لموقعنا أن "هيئة تحرير الشام عملت على جمع قاعدة بيانات بعد استدعاء هؤلاء المسلحين للتحقيق معهم حول الطريقة التي دخلوا فيها إلى سوريا وكيفية تجنيدهم، كما عمدت إلى أخذ صورهم وبصماتهم في مشهد يعيد إلى الأذهان كيفية اقتلاع فصيل جند الشام وزعيمه مسلم الشيشاني قبل أشهر من ريفي إدلب واللاذقية وتمدد هيئة تحرير الشام للسيطرة على المناطق التي كانت بحوزتهم".
وظيفة عميل الاستخبارات الجولاني
ويشدد المحلل السياسي حازم عبد الله على الدور الذي أنيط بالجولاني القيام به أو الذي عرضه هو بنفسه على الغرب والمتمثل في "إنهاء ملف المسلحين الأجانب" وتقديم كل المعلومات المتعلقة به للاستخبارات الغربية التي يرتبط بها، مشيراً إلى أن محاولة "استقواء" الجولاني بالغرب مقابل الخدمات الجليلة التي يقدمها له مرتبطة بالنقمة الشعبية التي جرّتها عليه سلوكات تنظيمه الإرهابية بعدما جعل المواطنين هناك، نتيجة وشاياته المتعددة بـشركائه في الإرهاب، عرضة لصواريخ التحالف ونيرانه فضلاً عن جرائم القتل وعمليات الخطف والسرقة".
ولفت عبد الله إلى أن الجولاني ومن خلال محاولة الاستثمار في ملف المقاتلين الاجانب يسعى إلى إصابة عدة عصافير بحجر واحد أولها إقناع الغرب بأنه التنظيم المعتدل الذي يمكن للغرب الاعتماد عليه ثم الاجهاز على بقية التنظيمات المتشددة التي رفضت الانضواء تحت لوائه فاختارت إعلان الحرب عليه فيما اختار هو أن يخاطب الغرب قائلا: "تلقفوا يدي الممدودة إليكم فأنا أجدر من يمكن أن يكون وكيلكم الحصري هنا".