خاص العهد
نظام المقاومة..ومحورية تحرير القدس
حجة الإسلام محمد مهدي ایمانی پور
رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ـ طهران
في مسيرة يوم القدس العالمي، خرج مئات الملايين من المسلمين إلى الشوارع في أجزاء عديدة من العالم لإظهار التزامهم بقضية تحرير فلسطين والقدس المقدسة من براثن المحتلين الصهاينة. هذه الانتفاضة العالمية لو شئنا تسميتها، هي النقطة المضيئة والجامعة والأساسية في "توطيد نظام المقاومة".
نظام المقاومة الذي يتشكل في المنطقة منذ عقود في مواجهة نهج التسوية مع العدو الصهيوني. مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، شهدنا بداية الصحوات الدينية والثقافية والخطابية والعسكرية والأمنية وقدرات أنصار تحرير فلسطين في ظل نظام وبنية يراكمان الكفاءة والذكاء على مدى 43 سنة الماضية. إن السلبية والركود والاستسلام والتحالف مع الأعداء لا مكان لها في قاموس المقاومة والنظام الذي يتشكل حول هذا المحور المقدس.
اليوم، يعمل نظام المقاومة بشكل حاسم وفعال ليس فقط ضد العدو الصهيوني، ولكن أيضًا ضد أعداء الأمن الإقليمي والعالمي. لكن السؤال الرئيسي هو لماذا تعتبر القدس الشريف مركز ثقل نظام المقاومة بل محور هذا النظام، هناك نقطتان أساسيتان يمكن الإضاءة عليهما:
أولاً، القدس المقدسة، باعتبارها القبلة الأولى لمسلمي العالم، ليست فقط بحكم مكان مقدس، بل هي أيضًا رمز لحركة جماعية في طريق تطهير المنطقة من قذارة العدو الصهيوني الغاصب. لقد حاول نظام المحتل للقدس وأنصاره مرارًا وتكرارًا تهميش خطاب المقاومة باحتلال القدس المقدسة وترسيخ هذا الاحتلال، وحتى محاولة جعل الاستيلاء على المسجد الأقصى وطرد الفلسطينيين من أرضهم يبدو وكأنه "الحقيقة الثابتة". ومن الواضح أن الاعتماد على خطاب المقاومة وإعادة إنتاجه بالمشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي والحركات الجماعية الأخرى الداعمة للقدس الشريف، سوف يقضي على خطة أعداء العالم الإسلامي ويدمرها.
النقطة الثانية تتعلق بفشل الأعداء في ترتيب "نظام التسوية". لقد بذلت الدول الصهيونية والأمريكية وبعض الدول العربية المعارضة لخطاب المقاومة في السنوات الأخيرة قصارى جهدها لرسم وتنفيذ "نظام التسوية" لتأسيس هذا الهيكل "الخالي من الحقيقة واللاإنساني" عند الرأي العام العالمي. كما أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية ونظام الاحتلال في القدس كان يصبو إلى تحقيق هذا الهدف، وإرساء خطاب التسوية لن يعني سوى الانكسار والدمار للمسلمين. لذلك فإن أي عمل جماعي للدفاع عن حرم القدس الشريف وتحريره من قذارة المحتلين هو خطوة نحو كسر نظام التسوية وهزيمة لداعميه، لصالح تقوية وتثبيت وترسيخ نظام المقاومة من أجل يوم قادم لا محالة، ومواجهة تخوضها جيوش محور المقاومة مستندة إلى عضد الجمهورية الاسلامية في ايران ستكون بعدها القدس العزيزة محررة من براثن الاحتلال وتخفق فوق قبابها راية التوحيد.