معركة أولي البأس

خاص العهد

تقدير موقف | اليوم 57: ما الجديد في عمليات إقليم الدونباس؟
21/04/2022

تقدير موقف | اليوم 57: ما الجديد في عمليات إقليم الدونباس؟

عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية 

مواضيع العرض | عمليات إقليم الدونباس 


1-عمليات إقليم الدونباس

قدّم اليوم الخميس وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تقريراً مفصّلاً للرئيس فلاديمير بوتين عن الوضعيّة العامة لعمليّات الجيش الروسي في أوكرانيا، وجاء في تقريره تأكيد تحرير مدينة ماريوبول بالكامل باستثناء منطقة آزوف حيث يتحصّن ما يقارب الـ 2000 مقاتل.

وفي تقريره أشار شويغو إلى أنَّ عديد القوات الأوكرانية في ماريوبول مع بدء المعارك كان 8100 مقاتل تم القضاء على نصفهم وأسر 1478 بينما لا يزال 2000 منهم محاصرين.

من جهته، أمر بوتين بوقف عمليات الاقتحام التي قد تستغرق أياماً عديدة للقضاء كلياً على المحاصرين في آزوف ستال والاكتفاء بمحاصرتهم ومشاغلتهم نارياً رغبة منه في عدم سقوط جنود روس نظراً لصعوبة المعركة.

إذن نحن أمام تطوّر سينهي معركة ماريوبول التي كانت تنتظر لانهائها الوصول إلى مرحلة القضاء الكامل على ما تبقّى من مقاتلي كتيبة آزوف وهو الأمر الذي اعتبره بوتين أمراً غير مجدٍ ويؤخّر انطلاقة العمليات في الدونباس بوتيرة أعلى ممّا هي عليه الآن.

أمّا على المستوى الميداني، لا تزال عمليات إقليم الدونباس على وتيرتها السابقة مع حدوث عمليات تقدّم يومية لا تتجاوز عشرات الأمتار حيث تعمل الوحدات الروسية في هذه المرحلة على تفجير حقول الألغام والتخلّص من العوائق التي تمنع تقدّم المدرّعات والتي زُرِعت بكثافة غير مسبوقة.

تتركز العمليات الآن على محاور :
-كاميانكي – سلوفيانسك من اتجاه جنوب شرق أيزيوم.
-كريمينايا – سلوفيانسك من اتجاه الشرق.
-بوباسنا – كراسنا غورا من اتجاه شرق لوغانسك باتجاه كراماتورسك.
-غورليفكا – كراماتورسك من اتجاه شمال شرق دونييتسك.

وبالنظر إلى العمليات الدائرة على هذه المحاور يمكن التأكيد على نية الوحدات الروسية الوصول إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك كهدف أساسي من عمليات الاقتحام في المرحلة الحالية والإطباق على مساحة واسعة تضم أيضاً مدينة سيفرودونييتسك.

واسقاط هذه المدن الثلاث سيكون بمثابة انطلاقة واسعة للعمليات اللاحقة وضربة لأكثر من ثلث القوات الأوكرانية التي تقاتل على محاور لوغانسك ودونييتسك إضافة إلى فتح الباب أمام تقدّم الوحدات الروسية باتجاه الغرب والشمال إضافة إلى توسيع نطاق الخط الجبهوي في جنوب أوكرانيا.

وبعد إصدار الرئيس بوتين أوامره الإكتفاء بمحاصرة منطقة آزوف ستال، من المتوقع أن تبدأ الوحدات الروسية تخفيف عديد قواتها في مدينة ماريوبول والبدء بعملية زجّها في معارك تحرير المناطق الغربية من جمهورية دونييتسك، وتقدّر المعلومات عديد القوات الروسية التي ستغادر مدينة ماريوبول بـ 8000 مقاتل غالبيتهم من القوات الخاصة والقوات الشيشانية.

ومما لا شك فيه أنَّ هذه المعارك القادمة ستكون صعبة ومعقدّة بالنظر إلى حجم التحصينات التي أقامتها القوات الأوكرانية ونوعية الأسلحة التي يتم التركيز فيها على الأسلحة المضادة للدروع التي يمكنها البدء بالتعامل مع اندفاع المدرعات الروسية من مسافة 4 كلم حتى مسافة 100 متر بحسب نوعية ومسافات القواذف المختلفة من جافلين إلى لاو.

ولتجاوز هذه المشاكل التي ستعترض الدبابات الروسية بدأت الوحدات الروسية باعتماد الرمي المشبع براجمات الصواريخ إضافة إلى الاستخدام المكثف للقذائف الموجهة باللايزر والتي تطلقها الهاونات عيار 120 ملم إضافة إلى الصواريخ المضادّة للدروع والتحصينات من طرازات مختلفة التي تُطلق من منصات محمولة على عربات ومن طائرات الهليكوبتر.

ومنذ ثلاثة أيام، تشير عمليات القصف المكثّف لأكثر من ألف هدف يومياً على خطوط الاشتباك المباشرة أنَّ العمليات دخلت مرحلة ما قبل التمهيد الناري الكثيف الذي تعتمده عادة الوحدات الروسية،

وفي المعلومات أنَّ كتيبتين من راجمات tos-1 قوامها 36 راجمة تم استقدامها إلى محاور القتال وهي راجمات ذات مدى قصير ولكن يمكنها أن تحدث خسائر كبيرة في صفوف القوات الأوكرانية باعتبار أنَّها تعتمد لحظة انفجارها على تفاعل المواد الموجودة في الرأس المتفجر مع الأوكسجين فتحدث صدمة حرارية هائلة يمكنها التأثير على الجنود في التحصينات حتى لو كانوا تحت الأرض.

ويُذكر أنَّ استعراض هذه الأسلحة يهدف إلى توضيح طبيعة المعركة وتعقيداتها ورغبة الجيش الروسي بتحقيق انجازات ميدانية بأقل عدد من الخسائر في الجنود والمعدات خصوصاً أنَّ نتائج المعركة التي يتم التحضير لها ستؤسّس لما هو أبعد من إقليم الدونباس في حال نجاحها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد