ابناؤك الاشداء

خاص العهد

تقدير موقف | اليوم  52 : المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة
16/04/2022

تقدير موقف | اليوم  52 : المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة

عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية 

مواضيع العرض | المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة

المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة
بمرور شهر على العمليات ادركت القيادة الروسية ان مفاعيل الصدمة والترويع الناتجة عن مراحل القصف، والإندفاعة الأولى لم تصل الى النتيجة المتوخاة على الرغم من المساحات الشاسعة التي سيطرت عليها وحدات الجيش الروسي إضافة الى تحقيق مسائل رئيسية هامة منها:

تقدير موقف | اليوم  52 : المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة

ـ تحقيق السيطرة الجوية شبه المطلقة.

ـ تدمير وتحييد كامل قطع الأسطول البحري الأوكراني باستثناء قسم من منظومات الصواريخ ارض ـ بحر الذي تم وضعه في ملاجيء حصينة.

ـ تحييد قسم كبير من دبابات القتال الأوكرانية الرئيسية وقطع المدفعية ذاتية الحركة والراجمات الصاروخية.

ومع ذلك قاتلت القوات الأوكرانية بشراسة من ضمن خطة مسبقة الإعداد اشرف عليها خبراء من الجيش الأميركي على مدى سنوات، عبر إعادة هيكلة كاملة للجيش الأوكراني باعتماد نظام الكتائب المستقلة بنمط قتال البقعة باشراف مباشر من قيادة قوات الدفاع الإقليمية.

ومع ان السيطرة الجوية الروسية تحققت بشكل شبه مطلق بعد مرور أسبوع على العملية، الا انّ الطائرات والطوافات الأوكرانية لا تزال تنفذ طلعات محدودة، حيث تم ابعاد جزء منها الى غرب أوكرانيا وتم إخفاء وتمويه قسم في شمال وشرق أوكرانيا.

كان أداء القوات الأوكرانية ولا يزال جيداً بحيث لا يمكن الادعاء حتى اللحظة انّ انهياراً في صفوف الجيش الأوكراني على وشك التحقق.

وانطلاقاً من نتائج العملية المباشرة على الأرض قررت القيادة الروسية التعديل على الخطة الروسية الذي اعتمد على الإحاطات الكبيرة وحقق إنجازات مهمة في الجنوب ومقبولة في الشرق على الرغم من المقاومة الأوكرانية الشرسة والى انسحاب في الجبهة الشمالية بنتيجة قرار صادر عن الرئيس بوتين تم اعتباره بادرة حسن نيّة بعد النتائج الإيجابية لجولة مفاوضات اسطمبول التي تراجع الجانب الأوكراني فيما بعد عن بنود أساسية فيها.

منذ أسبوعين اعادت القيادة الروسية جدولة مهام وحدات الجيش الروسي دون التخلي عن الوصول الى تحقيق الأهداف الكاملة والتي نذكر على عجالة اهم ما تحقق منها:

تقدير موقف | اليوم  52 : المدرسة العسكرية السورية في التكتيكات الروسية الجديدة

ـ نزع سلاح أوكرانيا : تحقق منه الجزء الأكبر عبر تهشيم اسلحة الجو والبحرية والمدرعات الأوكرانية.

ـ منع أوكرانيا من تصنيع أسلحة نووية من خلال السيطرة على محطة زابوروجيا وهي اكبر محطة نووية مؤهلة لتصنيع السلاح النووي.

ـ ربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر الشريط البري الواسع والممتد في إقليم الدونباس.

ـ السيطرة على كامل شواطيء بحر آزوف واكثر من نصف شواطيء البحر الأسود بالسيطرة المباشرة وعلى النصف الآخر بالحصار.

القيادة الروسية بعد مرور فترة على العملية وضعت على جدول أولوياتها تحرير كامل إقليم الدونباس لما يمثله ذلك من إضافة كبيرة في المفاوضات المستمرة بدون جدوى حتى الآن واعتمدت عمليات القضم البطيئة بنفس النمط الذي اعتمده الجيش العربي السوري ومحور المقاومة في سورية المتمثل بعمليات التطويق والإطباق بعمليات احاطة صغيرة في محاور مختلفة إضافة الى ان تحقيق الهزيمة بالجيش الأوكراني في الدونباس وشرق أوكرانيا سيشكل بداية انهيار كبيرة للجيش الأوكراني حيث تتواجد نخبة القوات الأوكرانية في هذه المناطق وبالتالي فإن تحطيم قدرة هذه القوات سيكون بمثابة بداية انطلاقة جديدة للوحدات الروسية تشبه الى حد كبير  الزحف متعدد الإتجاهات الذي سلكته قوات الجيش السوري وحلفائه في اتجاهات البادية المختلفة حيث الظروف تتشابه الى حد كبير لجهة السيطرة الجوية والأعداد البشرية المشاركة في المعركة إضافة الى تحسن الطقس في أوكرانيا والذي سيمكن الوحدات الروسية من تنفيذ المنورات الواسعة وتحقيق اندفاعات كبيرة.

اذن المرحلة الآن هي مرحلة القضم البطيء والقصف المستمر لتحصينات الجيش الأوكراني في الدونباس التي تتولاها طائرات الدعم القريب والمدفعية وتدمير منشآت الدعم في مختلف انحاء أوكرانيا والتي تتولاها طائرات الدعم العملياتي والصواريخ عالية الدقة  إضافة الى اعتماد حركة مرنة لمواجهة الصواريخ المضادة للدروع بنفس الأساليب التي تم استخدامها في سورية واعطت نتائج عالية واحبطت اهداف الجماعات الإرهابية على الرغم من الأعداد الكبيرة التي تم تزويدها بها من هذه الصواريخ وهو ما يحصل الآن في أوكرانيا.

ختاماً يمكن القول ان المواجهة بابعادها السياسية هي نفسها بفارق انها تخاض الآن على الأرض الأوكرانية وبادوات مختلفة وبنفس الشعارات والمصطلحات التي استخدمت سابقاً وعنوانها الإدارة الأميركية المباشرة لكن هذه المرة بهيستيريا غير مسبوقة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل