خاص العهد
عفرين المنسيّة في ذكرى احتلالها الرابعة: التحرير آت
محمد عيد
تمر في هذه الأيام الذكرى الرابعة لاحتلال الجيش التركي لمنطقة عفرين التي تقطنها أغلبية ساحقة من السوريين الأكراد الذين يستصرخون العالم اليوم للنظر في مظلوميتهم بعدما مارس الغزاة سياسة التغيير الديموغرافي الممنهجة بحقهم مؤكدين أنهم سوريون قبل أي اعتبار آخر.
مطامع تركية غير مخفية
يفند السياسي السوري الكردي ريزان حدو في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري كل المزاعم التركية بشأن تهديد الأمن القومي التركي بسرد الوقائع التالية:
أولًا: الكرد السوريون وطيلة السنوات التي كانوا يتواجدون فيها على الحدود مع تركيا - الحديث عن عفرين - لم يطلقوا رصاصة واحدة على الأراضي التركية رغم أن عفرين منطقة حدودية وتحيط بها تركيا من ثلاث جهات شمال وغرب وشرق.
ثانيًا: المشروع التركي في الشمال السوري لا يهدف فقط إلى وضع حد للأكراد؛ فبالعودة السريعة للذاكرة في الأعوام من ٢٠١٤ وحتى ٢٠١٦ تشير خارطة سيطرة الفصائل التي تدور في الفلك التركي وصولاً إلى دخول الجيش التركي بشكل مباشر واحتلاله مدينة جرابلس في ٢٤ آب ٢٠١٦ إلى وقوع معظم مدينة حلب وريفها تقريبًا تحت سيطرة الجيش التركي والفصائل المرتبطة به باستثناء نبل والزهراء وعفرين وعين العرب (كوباني) التي حاول تنظيم داعش احتلالها ولم يستطع إضافة إلى كون ثلثي مدينة حلب تحت سيطرة فصائل تركيا.
ويشير ابن مدينة عفرين الذي كان يشغل سابقًا موقع الناطق باسم "وحدات حماية الشعب الكردية" إلى أن كل هذه المناطق (أحياء حلب - ريف حلب: مارع - عزاز - جرابلس - الراعي) لا يتواجد فيها الأكراد إلا بنسبة ضعيفة باستثناء عفرين ذات الأغلبية الكردية، فضلًا عن معامل حلب التي سرقت إلى تركيا،
فهل أصحاب هذه المعامل أكراد؟ وصولاً إلى محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي التي وصل إليها الأتراك وأدواتهم. إذًا المشروع التركي يحاول شق صفوف كل السوريين رغم ادعائه محاربة الأكراد منهم فقط وهو يلعب على الوتر العنصري ومحاولة إحداث شرخ عرقي بين السوريين - عربا وكردا - بالتوازي مع سعيه لإحداث فتنة طائفية بينهم كذلك".
ثالثًا: المشروع التركي التوسعي واضح ويتبناه حزب العدالة والتنمية تحت عنوان العثمانية الجديدة وإعادة أمجاد السلطنة العثمانية ويهدف إلى فرض الهيمنة التركية على حساب دول وشعوب المنطقة. المشروع التركي لا يستهدف الأكراد ولا السوريين فقط بل يستهدف دول وشعوب المنطقة فالجيش التركي وأدواته متواجدون في شمال وغرب سوريا وفي شمال العراق وكذلك في ليبيا كما أن هناك معلومات تتحدث عن تواجد ونشاط للاستخبارات التركية في شمال لبنان.
تغيير ديموغرافي ممنهج في عفرين
وبالحديث عن الأدوات والآليات والخطوات التي يتبعها الساسة الأتراك في الشمال السوري بهدف تحقيق مشروعهم، يؤكد ابن مدينة عفرين في حديثه لموقعنا بأنها تتمثل في إحداث تغيير ديموغرافي في عفرين وهي مدينة كان أكثر من ٩٧ في المئة من سكانها من السوريين الأكراد قبل أن يعمد الجيش التركي إلى تهجيرهم فلم يبق منهم إلا قرابة ٢٥ في المئة، مشيراً الى أن المشكلة بالنسبة لتركيا ليست فقط في الكرد فأهالي عفرين سوريون يملكون ثقافة وفكرا وطبيعة تختلف تماماً عن ثقافة المشروع التركي ويرفضون تماما الفكر التركي والارهاب.
ممارسات إرهابية في عفرين
ويشير حدو في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى حقيقة ما يحدث في عفرين من جرائم ترتكب بحق أبنائها من قتل وخطف مقابل الفدية والاستيلاء على الأراضي والممتلكات والعقارات والمصانع وقطع الأشجار وحرق المحاصيل، والهدف هو تغيير كامل هوية عفرين ودفع ما تبقى من أهلها الأصليين الصامدين إلى مغادرتها قهرًا بعد افقارهم.
رسائل عتب
وحرص ابن مدينة عفرين على أن يحدث موقع "العهد" الإخباري عما يتحدث به أهل المنطقة، بعد أربع سنوات من احتلالها، حيث يسود شعور عام بأن التعامل مع هذه القضية لم يرتق إلى مستوى الكارثة، مشيرًا إلى أن الأحزاب الكردية المتنوعة فشلت في إدارة هذا الملف وهي غائبة عنه. كما عتب حدو باسم أهالي عفرين على الحراك الوطني والنخب في سوريا وبعض الاعلام معتبرًا أنه يجب بذل المزيد من الجهود لنصرة قضية عفرين وتسليط الضوء على معاناتها وتغطية الذكرى الرابعة للاحتلال التركي وفق ما يليق بالكارثة.
وفي نهاية حديثه لموقع "العهد" الإخباري جزم السياسي السوري الكردي بأن السوريين حكومة وجيشًا وشعبًا سيقومون بتحرير عفرين فهي ملك لكل السوريين، معتبرًا أن الخطوة الأولى تكمن في أن نكون نحن السوريين يدا واحدة.