خاص العهد
حبلُ نجاة من ظلام الحصار: "القرض الحسن" بالمرصاد
لطيفة الحسيني
حربُ العيش بكرامةٍ ورغد متواصلة. الحواجز والمعوقات أيضًا مستمرّة. حصار الغذاء والدواء والمحروقات يشتدّ. إزاء هذا "البلاء"، يجد اللبنانيون أنفسهم أمام خياريْن: إمّا الاستسلام والخضوع، أو الكفاح للبقاء والانتصار.
لعلّ أزمة الوقود أقسى جزئية في المِحنة الممتدّة منذ سنتيْن الى الآن. لا شيء يعمل دون بنزين ومازوت اليوم. الأصعب في كلّ هذا الكهرباء. بغيابها، يرتهن المواطنون لـ"كارتيل" المولّدات، فتتفاقم المأساة.
وسط كلّ هذا السواد، تخترق جمعية "القرض الحسن" المشهد. مشروعٌ جديدٌ من صندوق "التيسير" يقف عند الحاجة الأساسية لعموم الشعب: قرض الطاقة الشمسية.
على الرغم من الضغوطات الأمريكية التي تمنع اللبنانيين من متابعة حياتهم وتعكيرها بالحرمان من الضوء والطاقة، وفي ظلّ رفض الدولة اللبنانية للعروض الآتية شرقًا من إيران وروسيا والصين، يبرز هذا القرض كحبل نجاة، وبطريقةٍ لا تُضاعف الأعباء عليهم.
في التفاصيل، يهدف المشروع بالمرتبة الأولى لمعالجة مشكلة الكهرباء وفاتورتها على المواطنين مع ارتفاع بورصة الاشتراكات وتمكينهم من شراء ألواح الطاقة الشمسية بأسعار مناسبة ومقابلة، فتكون الأولويّة للأُسر الأكثر حاجة، وتشمل أيضًا المؤسّسات والبلديات.
تختلف قيمة القرض بين الأفراد والبلديات. المواطنون ممّن استوفوا الشروط المُدرجة يُمنحون 5000$ كحدّ أقصى، على أن يجري تسديد المبلغ ضمن مهلة تمتدّ لـ60 شهرًا، فيما تحصل البلديات على 35000$ كحدّ أقصى من أجل تأمين الطاقة الشمسية للمشاريع الخاصة بها ضمن نطاقها.
المُهلة الرسمية لإطلاق المشروع حُدّدت في بداية شهر رمضان المبارك. باكورة نشاط من شأنه أن يكسر حالة الإذعان والإفلاس التي تُصيب الدولة، ولا سيّما عند مُطالبتها بتلبية أبسط حقوق مواطنيها. لا مكان للندب والبكاء والتحسّر على فُرصٍ غُيّبت وأُضيعت عمدًا، فالذي يريد يستطيع ونموذج القرض الحسن حاضر، أكان خلال أزمة المودعين في المصارف، أو في مشقّة الحصول على ضوء في الظلام هذا كلّه.
اذًا، يُثبت حزب الله مرة جديدة بمؤسّساته أولويّته: الوقوف مع الناس وخدمتهم في الضرّاء قبل السراء، وما يُراد له أن يسري في الساحة الداخلية من فقدان كلّ مقوّمات النهوض والمقاومة لن يُصبح أمرًا واقعًا.
الكهرباءالقرض الحسنالطاقة الشمسية