ابناؤك الاشداء

خاص العهد

دمشق وطهران: رؤية مشتركة لقضايا المنطقة
24/03/2022

دمشق وطهران: رؤية مشتركة لقضايا المنطقة

محمد عيد

لم ينقطع التنسيق السوري - الإيراني عبر العقود الماضية يومًا، لكن وتيرته كانت تتصاعد بقوة مع تسارع الأحداث في المنطقة والعالم، وهو الأمر الذي كان يستدعي زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين بغية تكوين رؤية مشتركة تعود بالنفع على طهران ودمشق التي استقبلت بالأمس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على وقع تطورات هامة ومتسارعة في الإقليم والعالم.

ماذا عن التوقيت؟

يلفت الإعلامي الإيراني في التلفزيون الرسمي عصام الهلالي الى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق تأتي وسط تطورات خطيرة ومتسارعة تحصل على مستوى الإقليم والعالم وهي تندرج في إطار التنسيق المشترك بين البلدين اللذين يعرفان جيدًا كيف يستفيدان من "التحولات السياسية المضطربة التي حصلت مؤخرًا على مستوى العالم كله".

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار هلالي المواكب لزيارة عبد اللهيان إلى دمشق إلى الأحداث الهامة التي استدعت "التنسيق الفوري والمباشر في هذا التوقيت بالتحديد والمتمثلة بقرب التوصل إلى اتفاق نووي تأمل من خلاله طهران رفع العقوبات عنها مع الحفاظ على كامل حقوقها النووية المشروعة وهي التي حرصت على وضع السوريين في أدق تفاصيل هذه المفاوضات التي وصف وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد المفاوض الإيراني فيها بـ " الذكي".

وبحسب هلالي فإن زيارة عبد اللهيان إلى دمشق تأتي عقب زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات والاستقبال الذي حظي به هناك وهذا أمر تشجعه إيران خلافًا لما يروج له بعض الإعلام، وقد رحب به وزير الخارجية الإيراني في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع نظيره السوري وأشار فيه إلى ارتياح بلاده لحالة الانفتاح العربي على دمشق التي تزداد قوة طهران بقوتها والعكس صحيح.

وأشار الإعلامي الإيراني في حديثه لموقعنا إلى أنه من الأمور التي استدعت التنسيق المشترك كذلك ما يجري في أوكرانيا من صراع روسي - غربي على أراضي هذا البلد وانعكاسات هذا الصراع على البلدين وعلى العالم بأسره سواء على المستوى السياسي الذي استدعى المزيد من التنسيق الثنائي والمشترك على خط موسكو - طهران - دمشق أو على المستوى الاقتصادي الذي مس العالم كله نتيجة تداعيات هذه الحرب ونال من دول تتمتع باقتصاديات قوية فوجب التنسيق الاقتصادي والتجاري بين دولتين حليفتين تخضعان معًا للعقوبات الغربية وهو الأمر الذي شدد عليه وزير الخارجية الإيراني الذي وصف ما يتعرض له البلدان بالإرهاب الاقتصادي.

هلالي أكد أن ما يجري في أوكرانيا زاد من قناعة موسكو بوزن وأهمية كل حليف لها " فكيف إذا تعلق الأمر بكل من دمشق وطهران؟" مشيرًا إلى حرص الدولتين على الإفادة الحقيقية من هذه التموضعات السياسية لهذا الصراع ودرء تداعياتها السلبية عليهما.

الظفر لمحورنا

الإعلامي المواكب لزيارة عبد اللهيان نوه كذلك إلى حرص طهران على التنسيق مع دمشق وخاصة بعد  عملية الرد القوي والمزلزل على الكيان الصهيوني والتي استهدفت بالصواريخ مركزًا للموساد الصهيوني في أربيل وقامت بها طهران انتقامًا لاستشهاد اثنين من مستشاريها العسكريين المتواجدين بشكل شرعي على الأراضي السورية والذي يعني دمشق جيدًا باعتبار أن الاعتداء حصل على أراضيها.

كل هذه المعطيات فضلًا عما يجري في اليمن وأزمة السعودية وتخبط سياساتها هناك ومباركة طهران لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي تجري الآن في جنيف جعلت من زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى دمشق زيارة جاءت في توقيت يرتقب معه قطف الثمار سواء على مستوى الملف النووي الذي يديره الإيرانيون بحرفية عالية وصبر استراتيجي أو على مستوى الانفتاح العربي على دمشق التي تعرف كيف تقدم وتحجم فيه بعيدًا عن الابتزاز والشروط المسبقة أو محاولة الاغراء بفك الارتباط مع طهران.
 
ولفت هلالي إلى أن الزمن يسير في مصلحة طهران ودمشق رغم الصعوبات الكبيرة التي يتحملها البلدان، والتسويات حين تعقد ستكون بين طرفين أحدهما جرب كل شيء ولم يصل إلى نتيجة والآخر كان مدركاً أن العاقبة الفضلى ستكون له وإن احتاج الأمر إلى كل هذه التضحيات.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل