معركة أولي البأس

خاص العهد

الانتخابات النيابية في طرابلس: نسخة معدّلة عن 2018
25/02/2022

الانتخابات النيابية في طرابلس: نسخة معدّلة عن 2018

محمد ملص

تتحضر مدينة طرابلس شمال لبنان، لخوض غمار المعركة الانتخابية، لكن المتغيرات التي طغت على الساحة اللبنانية عمومًا، أرخت بظلالها على المدينة التي تعيش حالة من الهدوء الانتخابي، قبيل أشهر قليلة من انطلاق السباق الانتخابي. حالة الترقب هذه، تأتي لأسباب عديدة، أبرزها القرار الذي اتخذه تيار "المستقبل" ومعه سعد الحريري في العزوف عن الترشح وخوض الانتخابات، وهو ما تسبب بحالة من الضياع الانتخابي لدى مختلف الأفرقاء السياسيين.

مع انكفاء الرئيس سعد الحريري عن الانتخابات النيابية سارعت العديد من القوى السياسية الى التجهز للانقضاض على تركة "المستقبل" في محاولة لزيادة حجم الكتل النيابية. على رأس هؤلاء الطامحين كانت "القوات اللبنانية"، وهي التي بدأت تمني نفسها في أن تكون لها حصة الأسد من مقاعد السنة، فيما بدأت فعليًا العمل على افتتاح مكاتب لها في طرابلس والمنية، وتوزيع المساعدات الغذائية والاستشفائية، وصولًا الى الاعلان، لأول مرة في تاريخ الانتخابات النيابية، عن عدد من المرشحين لها في طرابلس وباقي المناطق الشمالية.

ولكن، كيف يقرأ الشارع خطوة "القوات"؟ وهل سيتقبل فكرة زعامة سمير جعجع له؟

لطالما شكل حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه سمير جعجع حالة من الاستفزاز للشارع الطرابلسي، كونه المتورط الأول باغتيال رئيس الحكومة الشهيد رشيد كرامي، بالاضافة الى تاريخه الأسود والمجازر والدماء التي أهرقت والأرواح التي زهقت في مناطق طرابلس وزغرتا وعند حاجز البربارة ابان الحرب الأهلية. هذه الصورة لطالما شكّلت حالة من العداء الشديد بين أبناء الشمال وحزب "القوات"، وهو دائمًا ما كان يحاول جاهدًا، طيلة الأعوام الماضية، افتتاح مكاتب له في عدد من مناطق طرابلس والشمال إلا أنه كان يواجه بالرفض الشديد من أبناء المدينة وفعالياتها وقيادتها.

اضافة الى تلك الصورة الدموية، فإن مسارعة سمير جعجع عقب أيام من اعلان الرئيس الحريري اعتكافه السياسي للانقضاض على تركته، شكل حالة من الاستنكار والغضب لدى جمهور "المستقبل" أولًا، وجمهور السنة ثانيًا، ما استدعى تحركًا سريعًا لدار الفتوى للملمة ذيول قرار الحريري ومنع جعجع من تحقيق طموحاته.

مصادر سياسية طرابلسية أكدت لموقع "العهد" أن "حزب القوات لن يحظى بأي مقعد نيابي في طرابلس أو المنية أو الضنية وربما سيخسر مقعده الوحيد في عكار".

وتابعت المصادر "باتت القوات اللبنانية تشكل اليوم العدو الاول للشارع السني، كونها لم توفر لحظة الا وساهمت في محاربة قيادة الشارع السني، والسعي الى الحلول مكانه، اذ إنها كانت من أشد المؤيدين والمرحبين باعتقال الرئيس سعد الحريري في السعودية، وها هي اليوم تساهم في اقصائه، وتعلن أنها مستعدة لقيادة الشارع السني بدعم خليجي - سعودي، وهو مشروع سيكون مصيره الفشل حتمًا".

الى ذلك تحاول جهات طرابلسية صياغة تحالف سياسي - انتخابي يمنع القوات من تحقيق مآربها. وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "العهد" فإن ٤ لوائح ستشكل في طرابلس وهي على الشكل الاتي:

ـ لائحة قريبة من "المستقبل": كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة، وغسان نجل النائب سمير الجسر، وعن الضنية قاسم عبد العزيز وسامي فتفت وعن المنية عثمان علم الدين.

ـ لائحة الرئيس ميقاتي، ولا تزال المشاورات مستمرة لجوجلة الأسماء.

ـ لائحة كرامي الصمد: تضم فيصل كرامي، طه ناجي، جهاد الصمد عن الضنية، وكمال الخير عن المنية بالإضافة الى مرشح علوي.

ـ لائحة أشرف ريفي والمجتمع المدني وربما يكون فيها مرشح للقوات.

انطلاقًا من تلك المعطيات، تبدو الصورة في دائرة الشمال الثانية، أقرب الى أن تكون نسخة مشابهة عن انتخابات 2018، بالاضافة الى أن النفور بين الشارع السني و"القوات اللبنانية" لا يزال في أوجه، وهو ما سيقطع الطريق أمام أي تمدد قواتي محتمل الى مدينة الشهيد رشيد كرامي، رغم الوعود التي تغدق على أبناء المدينة بأن الأموال الخليجية ستكون بعهدة "القوات".

سعد الحريري

إقرأ المزيد في: خاص العهد