معركة أولي البأس

خاص العهد

ما نجهله عن أنيس النقاش "طيّب المعشر"
25/02/2022

ما نجهله عن أنيس النقاش "طيّب المعشر"

مصطفى عواضة

تصوير: موسى الحسيني

عندما نذكر اسم فلسطين تتبادر إلى أذهاننا بطولات قد يخطها مداد أو دماء أو كلاهما، لا فرق، فمن يجيد كتابة التاريخ يحفر مجده على جدران قلوب الأمة بيد الله، وما كان لله ينمو.

قد يكون أنيس النقاش الذي ارتبط اسمه بكل حرف من اسم فلسطين والعروبة والمقاومة أحد هؤلاء الذين باتوا فكرًا لا يموت، فكلنا يعرف "خالد" رفيق "كارلوس" وعملية فيينا عام 1975، حيث جرى احتجاز وزراء النفط في منظمة "أوبك"، وذاك الصحفي الذي كان أوّل من استجاب لتنفيذ حكم الإعدام بآخر وزير خارجيّة في عهد الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي في فرنسا شاهبور بختيار.

لكن ما لا نعلمه عن أنيس "الحلو كالعسل" و"الصلب كالجبل" بحسب وصف عقيلته "بتول خدابخش النقاش"، حدّثتنا عنه وروت بعض جوانب شخصيته في مقابلة مع موقع "العهد " الإخباري. فأبو مازن الأنيس الذي يبدأ يومه بصلاة الصبح وتلاوة القرآن الكريم وبعض الوقت من المطالعة، لم يتوانَ يوما عن استئناف نشاطاته مع الناس الذين كان يؤمن بتحفيزهم على المقاومة أينما حل وكان لهذا الهدف دائم التجوال والتنقل بين البلدان خاصة بيروت وطهران حيث عاش.

ولشريكة حياته ونضاله السيدة "بتول خدابخش النقاش" التي لم تفارقه طوال مسيرته وسفره إلا في مشواره الأخير ـ لأسباب حالت دون ذلك ـ نصيب كبير في قلبه وحياته بحسب ما روت. فلم تذكر يومًا أن الأنيس "طيب المعشر" وجّه لها كلامًا قاسيًا أو سلبيًا طيلة حياتها معه على مدى 28 عامًا، رغم انشغالاته وضغوطاته كان دائمًا ذاك الداعم الذي ينظر للأمور بعين الإيجابية والرضا حتى في البلاءات والمصاعب.

ما نجهله عن أنيس النقاش "طيّب المعشر"

بحسب السيدة خدابخش فإن حياة النقاش كانت من أجل فلسطين، وكذلك زواجها، فقدر الله أن يكون لقاؤهما الأول في ذكرى انتفاضة الحجارة بطهران بعد خروجه من السجن بعام واحد، إذ كانت السيدة "بتول خدابخش" إحدى موظفي وزارة الإرشاد الموكلة باستضافة الصحافيين الأجانب، وكان اللقاء بالنقاش الذي كان يرافق الصحفي الراحل مصطفى ناصر.

للنقاش معاناة مع السجن في باريس. أحداث عدة روتها عقيلة الراحل لـ"العهد" عن تلك الحقبة، فأنيس بطبعه الرافض للظلم، تضارب مع أحد سجانيه الذي منعه من رؤية ابنه الطفل "مازن" بعد عام على الانقطاع عنه.

أما عن نضالاته، فتذكر زوجته أنه خاض اضرابًا عن الطعام خلال سجنه 3 مرات، آخرها استمر لـ140 يومًا، وصل وزنه حينها إلى 35 كلغ، الأمر الذي كان سببًا أساسيًا في الإفراج عنه بعد الفشل في إنقاذه 3 مرات من قبل فريق السجن الطبي لأسباب تقنية، بالتالي ستشكل وفاته مخالفة للدستور الفرنسي الذي يعتبرها جريمة انسانية فأفرج عنه بمرسوم رئاسي خاص.

في كلمة أخيرة ختمت السيدة بتول خدابخش حديثها عن النقاش بالقول إن الحياة معه لـ28 عامًا كانت من نعم الله عليها: "أنيس كان قلبًا أشكر الله ان منحني إياه".

أنيس النقاش

إقرأ المزيد في: خاص العهد