خاص العهد
السفير الإيراني في دمشق لـ"العهد": نتوقع زيارة قريبة للرئيس روحاني الى سوريا
دمشق ـ محمد عيد
أكّد السفير الإيراني في دمشق جواد تركابادي في حديث لموقع "العهد" الإخباري موقف بلاده المبدئي والثابت القاضي بحق الشعب والقيادة السورية الممثلة بالرئيس بشار الأسد الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية بممارسة السيادة الوطنية على كامل التراب السوري وكامل الثغور والحدود. تركابادي شدد على عزم إيران مواصلة دعم القضية الفلسطينية بصرف النظر عن مستوى التآمر والاستسلام الذي يبديه بعض حكام الأمة ممن يفرطون بحقوق شعبهم.
ورداً على سؤال حول أصداء زيارة الرئيس الأسد الى طهران، وهل سيقوم الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني بزيارة قريباً الى سوريا، أجاب تركابادي "القيادتان السورية والإيرانية دائما على تواصل، وأعتقد أن الزيارة التي تمت للرئيس الأسد إلى إيران كانت زيارة موفقة وناجحة جداً وأعطت بوضوح دلالات تشير إلى عمق المحبة والود الذي يكنه كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا قيادة وشعبا، وفي الحقيقة نحن نتوقع أن هذه الزيارات والتواصل سيستمر وإن شاء الله يكون هذا اللقاء الذي تشيرون إليه في وقت قريب".
وحول المنطقة الآمنة التي يدور الحديث عنها شمال سوريا، قال السفير الايراني في دمشق "مبادئنا ثابتة فنحن مع خيار الشعب السوري، هو من يجب أن يقرر مصيره وهذا حقه من خلال حكومته الشرعية التي يقودها الرئيس الأسد، وأن يمارس السيادة الوطنية على كامل التراب والثغور وكل الحدود، هذا موقف ثابت لن نتراجع عنه ونرى أن مصيرنا نحن أبناء هذه المنطقة هي أن نلتقي وأن نتجاوز هذه الإشكالات وهذه المشاكل وإن كان جرحها عميقاً، هذا مفهوم ولكن لا زال الغد هو الذي ينتظرنا والذي يجب أن نبنيه بأيدينا جميعا وأن يكون بناؤنا الحضاري بناءً نستحقه وتستحقه شعوبنا التي كافحت وناضلت وبقيت وصمدت". وتابع "بيت القصيد في سوريا أنها بانتصارها قد استطاعت أن ترسم خط الأمان والاستقرار لهذه المنطقة كلها. كان يراد من خلال المؤامرة على سوريا أن تدخل في نزاعات داخلية قومية وعرقية ومذهبية ومتضاربة في شتى الشؤون، ذلك لأنهم كانوا يريدون من خلال ذلك ضرب هذه المنطقة التي هي أم الحضارات. النصر الذي تحقق في سوريا أوقف هذا المسار الهمجي وهذه الرؤى الشيطانية وهذا التوجه الذي كان يريد أن يزيل كل مقومات الحياة الحقة في هذه المنطقة، هذا انكسر، هذا انهزم وهذا هو النصر الكبير، ما يجب أن نقدم عليه نراه أسهل وإن شاء الله سوف يأتي تباعا وكل أمر في يومه إن شاء الله".
وحول اندفاعة الكثير من البلدان العربية والإسلامية تجاه الاستسلام للأمريكي والصهيوني، قال السفير الايراني "بعض الحكام يعتقدون أنهم يستطيعون أن يبقوا في هذه الرؤى الفاسدة، وهذا الهبوط المذل لأنفسهم، ويبقون على هيمنتهم على مقدرات شعوبهم ولكنهم مع ذلك لن يستطيعوا. الأمة الإسلامية ليست هؤلاء وهي لا ترتمي على أقدام أحد، هي أمة عزة، نحن موصوفون في القرآن "كنتم خير أمة أخرجت للناس" ونحن أمة المحبة وأمة المودة ربنا أعزنا بأن أعطانا الخير والبركة والمحبة فيما نؤمن به، إيماننا هو الحق ومن يسر على طريق الحق ينتصر، لهذا نحن نرى أنفسنا منتصرين، ولهذا نحن نرى أن أمة الخير سوف تكون لها كلمتها وهذا وعد الله. نحن لا نتخلف عما نراه المنهج الذي يصلنا بإرادة بارئنا، ولا يهولنا إن كنا قلائل أو كان هناك من يقول إن الناس قد جمعوا لكم، هؤلاء لن يستطيعوا أن يأخذوا منا يقيننا بأننا إن شاء الله منتصرون، لهذا فإننا لا نخاف ولا نتردد ونحن ذاهبون إلى المقصد المعلوم".
وتابع تركابادي "نحن نعرف ماذا نريد، نحن نتوجه إلى الأهداف العليا التي تقودنا إليها عقيدتنا السمحاء. إن ربنا منّ علينا بهذا الموقع، لسنا خائفين أبداً، والصغار هم الذين يتخوفون لأنهم يتربصون بالآخرين الشر فيرون كل ما يحيط بهم هو الشر، هم الذين سوف يهمشهم التاريخ وهم الذين سوف ينسون من الذكر على صفحات التاريخ وسوف يزولون".
وختم السفير الايراني حديثه لموقع "العهد" بقوله: "نحن إذا كنا نأخذ هذا التوجه فلأننا نراه هو الحق، الزلل إذا اصاب أيا كان فهذا أمر لا يهمنا فنحن لا نتخذ الموقف من اجل هذا وذاك، حتى إذا هو أصابه زلل أو أخذ إلى مواقف أخرى يجب ألا يكون فيها، نحن لا نقلق ولا نخاف لأننا لا نتخذ مواقفنا من أجل اشخاص، إنما توجهنا هو عقيدة وهو رؤية تنسجم مع الحق الذي نطالب به".