معركة أولي البأس

خاص العهد

الكيان الصهيوني لا يحقق أهدافه من العدوان.. وسوريا نحو تغيير قواعد الاشتباك
12/02/2022

الكيان الصهيوني لا يحقق أهدافه من العدوان.. وسوريا نحو تغيير قواعد الاشتباك

دمشق ـ محمد عيد
تعامل إعلام الكيان الصهيوني بالكثير من الجدية مع بيان الخارجية السورية المتعلق بالاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية، وذهب بعضه إلى تأويل البيان وقراءة ما وراء سطوره من خلال الجزم بأن الرئيس السوري بشار الأسد يفكر جدياً في تكريس معادلة الردع مع هذا الكيان.

الهدف سياسي بامتياز

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري رأى عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أنه ورغم تكرر الاعتداءات على سماء دمشق يبدو من دراسة طبيعة هذه الاعتداءات انها "تخدم اهدافًا سياسية" فقط ولم تعد تحقق اي هدف عسكري، فمعظم هذه الصواريخ لا يصل إلى الأرض، بسبب اعتماد سوريا على منظومات قصيرة المدى ومتوسطة مثل "بوك ام" و"بانتسير ام وان"، وبعد اسقاط الطائرة اف ١٦ لم يعد طيران الكيان يجرؤ على اختراق الأجواء السورية، فهو يعتمد على رمي الصواريخ من الأراضي المحتلة او من فوق البحر او من الأجواء اللبنانية.
وأضاف الحاج علي "حجة استهداف قوات ايرانية في سورية قد سقطت تماما لانه لم يسجل ابدا اي اصابات في صفوف المستشارين الإيرانيين الموجودين في سورية".

العدوان مستمر لهذه الأسباب

ويتساءل عضو مجلس الشعب السوري في حديثه الخاص بموقع العهد الإخباري: "لماذا يستمر العدو في هذا الاستهداف الفاشل تماما من كل الجوانب العسكرية؟!".
وجواب هذا السؤال بنظر الحاج علي هو ان "حكومة بينيت مضطرة للقيام بهذه الاعتداءات من اجل رفع معنويات الجبهة الداخلية للعدو والمنهارة تماما، بسبب عدة عوامل اهمها:
تعاظم قوة محور المقاومة وعلى راسه الجيش العربي السوري، والمقاومة اللبنانية، التي انتقلت في معادلة الصراع مع العدو الى مستويات لم يعهدها الكيان، فالمقاومة اللبنانية "ترد الصاروخ بالصاروخ، والاستهداف بالاستهداف"، لذلك العدو بحاجة دائمة لاي "نصر وهمي" يرفع من خلاله معنويات الجبهة الداخلية لديه، رغم انه يعلم تماما انه غير قادر على فتح حرب شاملة امام محور المقاومة، في الوقت الحالي".

ويشدد عضو مجلس الشعب السوري على وجود ضغوط امريكية على الكيان للاستمرار في هذا العدوان، لاستثماره سياسيا بغية الضغط على الحكومة السورية من جهة، وايضا على حلفائها الروس من جهة اخرى، لكي تستثمرها في الضغط السياسي "لكسب اوراق" امام الدولة السورية في الجزيرة السورية، حيث الوجود الأمريكي الآن مهدد بمقاومة شعبية يمكن ان تندلع بين لحظة واخرى.

ومن جهة اخرى تحاول أن تضغط على الصديقة روسيا، كونها تمتلك قواعد في سورية وبالتالي تستثمر بالضغط على سورية، لتوظيف ذلك في ملفات تتعلق بشرق اوروبا، وخاصة اوكرانيا.
 

الكيان الصهيوني لا يحقق أهدافه من العدوان.. وسوريا نحو تغيير قواعد الاشتباك

وأشار عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي إلى ضرورة عدم الفصل بين ما يحدث من اعادة توليد وانتاج "داعش" مرة اخرى في البادية السورية والاعتداءات العسكرية التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تستثمر كحجة لاطلاق اليد الأمنية لتنظيم "قسد" الانفصالي في الجزيرة لوأد أية مقاومة يمكن ان تولد هناك من جهة، وربطاً بما يحدث في شرق اوروبا وبحر الصين الجنوبي من جهة ثانية.

ويرى الحاج علي ان العدو "مضطر" لتنفيذ هذه الاعتداءات لممارسة دوره كمعسكر متقدم لامريكا في المنطقة، ولكنه بدأ يستشعر الخوف، لان الصواريخ السورية (الطائشة) حسب تعبيرهم بدأت تطال المستوطنات الشمالية ووصلت لجنوب النقب ومنطقة ديمونة.
 
تململ روسي

 ومن جانب آخر أشار عضو مجلس الشعب السوري في حديثه الخاص بموقعنا إلى التصريحات الروسية التي بدأت "تتململ وتتصاعد وتيرتها" من تكرار هذه الاعتداءات وخاصة مع استخدام روسيا الحرب الإلكترونية للتشويش على الرادارات والصواريخ الإسرائلية، وكشف ادوات العدو الصهيوني القذرة من خلال استعمال الممرات الجوية المدنية او استخدام الطائرات الروسية والمدنية كستار لتنفيذ هذه الاعتداءات، للتخفيف من ردة فعل الدفاعات الجوية السورية، "كل هذا يدفع العدو للتصريح عن خوف مبطن" انه يمكن في أي لحظة ان يتلقى هزيمة نكراء في اجواء فلسطين المحتلة على غرار اسقاط الطائرة الإسرائيلية (مفخرة الصناعة الامريكية) او ان تنجرف الأمور الى اسوأ من ذلك من خلال "استهدافات مباشرة" من قبل سلاح الصواريخ في سورية، وخاصة بعد ان اثبتت ما يسمى بالقبة الحديدة فشلها في معركة "سيف القدس"، وان الـ ٧٠ مليار دولار التي خصصتها امريكا لتطوير هذه المنظومة لن تنفع امام تعاظم قوة صواريخ المقاومة وازدياد فعاليتها.
لذلك فإن العدو مضطر ان يلعب هذا الدور الوظيفي رغم قناعته بانه "سيكون الضحية" في هذا الصراع الذي ينتج نظاما عالميا جديدا.
 
وشدد عضو مجلس الشعب السوري في ختام حديثه الخاص بموقع العهد الإخباري على أنه من بيان الخارجية السورية "نستشعر" ان القيادة السورية ممكن ان "تغير قواعد الاشتباك" مع العدو باي لحظة وتقلب الموازين لمصلحتها، وهذا سيؤدي لهزيمة نكراء امام محور المقاومة، وهذا ما يمكن قراءته من بين سطور صفحات اعلام العدو.

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد