خاص العهد
إنجاز "خيبر شكن".. الدلالات والرسائل
حسن شريم
لا شكّ أنّ الخطوة الإيرانية النوعيّة الجديدة المتمثّلة بإزاحة الستار عن الصاروخ الاستراتيجي بعيد المدى "خيبر شكن" تزامنًا مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران تحمل رسائل مختلفة إلى كافة دول العالم وخاصة الغرب.
الصاروخ الجديد يعدّ ضمن منجزات الجيل الثالث من الصواريخ بعيدة المدى التابعة للحرس الثوري، والتي تتميّز بخصائص فريدة، إذ يحتوي على وقود صلب، وفي مرحلة الهبوط يكون لديه القدرة على العبور عبر الدرع الصاروخي، وقد أدّى تصميمه الأمثل إلى خفض وزنه بمقدار الثلث مقارنة بالعينات المماثلة وتقليل وقت إعداده وإطلاقه إلى السدس.
وتعدّ الخفّة الشديدة والسرعة في إصابة الأهداف في نطاق 1450 كيلومترًا من القدرات الأخرى لهذا الصاروخ، مع الإشارة إلى أنّه تم تصميمه من الفكرة إلى الإنتاج، من قبل العلماء المجتهدين في سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني.
الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد شمص، لفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري، إلى أنّ "صاروخ "خيبر شكن" أو "خيبر المدمّر" صاروخ بالستي متطور جدًا تحدّث عنه قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري على أنّه يعمل بالوقود الصلب وأنّ وزنه أقل من ثلث أوزان الصواريخ البالستية الأخرى إضافة إلى إصاباته الدقيقة وكذلك مداه البعيد إذ يصل حوالي 1450 كلم".
واعتبر شمص أنّ إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران عن مدى الصاروخ "خيبر شكن" "1450" كلم هو رسالة واضحة إلى كيان الاحتلال الصهيوني، بأنّ كيانه تحت مرمى الصواريخ الإيرانية الجديدة البالستية والمتطورة، فلو أطلق هذا الصاروخ من مناطق الحدود الإيرانية كمنطقة أهواز أو من نقاط حدوديّة أخرى باتجاه فلسطين المحتلة، فالمسافة من أهواز إلى "تل أبيب" حوالي 1260 كلم وإلى مفاعل ديمونا هي أقل من ذلك".
"خيبر شكن".. رسالة ودلالة واضحة على قوّة إيران
ورأى شمص أنّ الإعلان عن الصاروخ بهذا التوقيت جاء ردًا على التهديدات "الإسرائيلية" والحديث عن خيارات العسكرية في حال فشل المفاوضات النووية في فيينا التي "تسير باتجاه وبمنحى إيجابي".
وأضاف "الصاروخ خيبر رسالة ودلالة على قوّة إيران، لأنّ الغرب قلق من المنظومة الصاروخية الإيرانية ورغم ذلك استطاعت إيران أن تبعد هذا الموضوع عن النقاش في مفاوضات فيينا، فإيران اليوم وبالتزامن مع مفاوضات فيينا وذكرى انتصار الثورة الإسلامية تجري هذه التجربة وتعلن عن هذا الانجاز، فيما المفاوض الغربي وأوروبا والغرب كلّه التزم الصمت لأن هذا من حق إيران".
وتابع شمص "أنّ إيران ألزمت ما يسمى بـ "المجتمع الدولي" والغربيين بأنّ المنظومة الصاروخية الإيرانية من حقّ إيران وتطويرها أيضًا في سبيل الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية" والأميركية".
وشدّد شمص على أنَّ الاعلان عن الصاروخ لهو رسالة قوة واقتدار في أبعادها المتعددة السياسية والعسكرية بطبيعة الحال، وهذا مرتبط بما قاله سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة على قناة "العالم" بأنّ أيّ اعتداء "إسرائيلي" على إيران سيقابله ردًا مباشرًا منها وليس من حلفائها، رغم أنّهم موجودون ولن يسمحوا بهزيمة إيران، لكن هذه الرسالة هي تأكيد على أنّ إيران هي من سيردّ على أيّ اعتداء "إسرائيلي" أو أميركي وأنّ لديها القدرة على ذلك.
وأشار إلى "أنّ إيران خلال السنوات الأربعين الماضية طوّرت قدراتها الصاروخيّة والمدفعيّة ومنعت الحرب عليها، ولولا هذه القدرات العسكرية لإيران لكانت واشنطن اليوم في إيران كما وصلت إلى العراق وإلى كابول، وما تفعله إيران اليوم هو لمنع الإعتداء عليها، فهي لم تفكّر في الاعتداء على أحد، والتاريخ الحديث بعد انتصار الثورة الإسلامية يثبت أنّ إيران كانت دائمًا بموقع المعتدى عليها ولم تعتدِ على أحد، فهذه المنظومة الصاروخية وتطويرها اليوم لأجل حماية مصالح إيران وفي إطار الدفاع عن نفسها، ولتمنع الحرب عليها من قبل الصهاينة وأميركا".
ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران