خاص العهد
سبسطية الفلسطينية..بلدة تقاوم للحفاظ على الهوية
مصطفى عواضة
تغتني بلدة سبسطية الفلسطينية بالكنوز والآثار العائدة إلى العديد من الحضارات التي سكنت البلدة قديمًا، فهي كانت عاصمة الرومان في منطقة فلسطين.
وتبعد هذه البلدة ما يقارب 5 كلم2 عن محافظة نابلس، وتبلغ مساحتها 5000 كلم2، فيما خضع 2500 كلم2 منها لسلطة الإحتلال بعد معاهدة "أوسلو" عام 1993 وهي المساحة الأثرية من المنطقة.
حاول الإحتلال منذ سيطرته على المنطقة أسرلة آثارها وتهويد تاريخها لكن هذا المشروع أفشلته مقاومة أهالي البلدة لسنوات.
وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الإخباري "إن حكومة الإحتلال تبنّت هذا المشروع في الآونة الأخيرة وأمنّت كل المستلزمات اللوجستية، وتقوم برصد المبالغ المالية الضخمة للوصول لهذه المنطقة الأثرية دون أي عوائق".
ويضيف عازم إن "إحد مشاريع العدو للسيطرة على سبسطية فتح شارع وإنشاء جسر إلتفافي يربط المنطقة بالمستوطنات المحيطة بها".
هذا ويشير عازم إلى أنه خلال العام الماضي كانت هناك زيارات متعددة إلى المنطقة لمسؤولين إسرائيليين من وزراء حكومة منهم وزير الأمن الداخلي ونواب كنسيت بالإضافة إلى مدير عام شرطة الإحتلال الذي وعد بإنشاء مركز شرطة بحجة حماية المنطقة الأثرية.
رئيس بلدية سبسطية يوضح ايضاً، أن الإحتلال استغل الإتفاقيات المبرمة في ظل إرتفاع اعتداءات العصابات الصهيونية ومنع السلطة الفلسطينية من العمل في المنطقة، مشيرا إلى أن رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية المقيم بالقرب من المنطقة الأثرية هو من يسعى لجلب الإستثمارات والأموال والأذونات القانونية من أجل تهويد التاريخ والأثار هناك.
ويتابع محمد عازم أن"الحكومة الإسرائيلية صرحّت أنها رصدت مبلغ 5,000,000 شيكل لترميم المنطقة الأثرية لكن الهدف الحقيقي هو التهويد. فالإحتلال يزعم أن هذه المنطقة تعود للتاريخ اليهودي، إلا أن حفريات الآثار الموجودة تثبت العكس، لكنهم يقومون بسرقتها لمصلحة تجار الأثار اليهود ومع الأسف يتم الأمر أحيانا بأياد فلسطينية.
ويختم عازم مقابلته مع موقعنا، مشددًا على أن المعركة مع العدو للحفاظ عى التاريخ والهوية، هي تحدٍ كبير، ونحن نحاول بشتى السبل وبالتعاون مع العديد من المؤسسات أن نحبط عملية التهويد لكن كل المحاولات حتى الآن لم تفلح.