خاص العهد
مستشار الشهيد سليماني يروي لـ"العهد" بعض مآثر رفيق دربه
العهد - مختار حداد
في أجواء الذكرى الثانية لشهادة قائد قوّة القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس، التقى موقع "العهد" الاخباري رفيق درب الشهيد سليماني ومستشاره، للحديث عن الحاج الأسطورة وذكراه الخالدة.
"الشهيد الحاج قاسم سليماني كان رجلًا شجاعًا ومدبرًا، ومُنَظّرًا كبيرًا، ينفّذ قوله". بهذه العبارات يصف مستشار الشهيد سليماني رفيق دربه، ويقول: "بعد مرحلة الدفاع المقدس بقي الحاج قاسم في حرس الثورة الاسلامية للدفاع عن الاسلام والجمهورية الاسلامية، وكان من الشعب ومع الشعب، يهتم بشكل كبير بمتابعة هموم وقضايا الناس خاصة عوائل الشهداء".
يستذكر المستشار مراحل الجهاد مع الشهيد: "في شرق البلاد كنا نواجه الأشرار، ولكن في نفس الوقت كان يتابع وضع الفقراء في هذه المناطق، وسعى جاهدًا لخلق فرص عمل لهم، وسعى لمنح الأمان للمسلحين وخلق فرص عمل لهم في مجال الزراعة لكي يكفوا عن تلك الأعمال".
أكثر من محطة كان للشهيد سليماني بصمته فيها بحسب المستشار: "في زلزال مدينة بم (شرق محافظة كرمان) عام 2003، حضر سليماني برفقة الشهيد كاظمي وبقي فترة طويلة هناك يخدم المواطنين، وفي سيول جنوب ايران كان سليماني أوّل من وصل الى المنطقة ونظّم المواكب الخدمية لمساعدة المواطنين.
كان يعتقد بأنه يجب خدمة الناس دومًا ومتابعة مشاكلهم وهمومهم وقضاياهم".
لم تكن هذه الأعمال غريبة عن الحاج، فبحسب المستشار: "الحاج قاسم كان يعتبر نفسه جندي الامامين الخميني والخامنئي، وكان يعتبر كلمة سماحة قائد الثورة الاسلامية هي فصل الخطاب، ولم يكن خلال مهامه يميّز بين عرق أو طائفة أو مذهب الأشخاص، بل كان يتابع مهمته لخدمة الانسان. لقد خصص معظم وقته لخدمة الثورة والاسلام".
ماذا عن مهامه الخارجية؟ يقول المستشار إن الشهيد سليماني "في مهماته الخارجية كان يتابع بجدية برنامجه، ولم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث، ولا يهمه الزمان ولا المكان، حتى كان بعض من يعمل معه يتعب من كثرة العمل".
يتابع المستشار: "الشهيد سليماني كان رجلًا استراتيجيًا، يتوقع الأحداث قبل حدوثها، وقف بقوة أمام برنامج الأعداء، وفي هذا الطريق كان يتمتع باخلاص كبير، ولم يكن يرغب بالترويج لعمله وانجازاته ويعتقد بأن المهم هو أن الله عزّ وجل يرى عملنا".
لم يكن سليماني بحسب المستشار قائدًا عسكريًا فقط، بل علاوة على ذلك كان قائدًا شجاعًا ومدبرًا في ساحات القتال، ذا رؤية عميقة ومحترفًا ومؤثرًا لا نظير له، وكان قويًا في النشاطات الثقافية والاعلامية وخدمة الناس والنشاط الدبلوماسي أيضًا، وأوضح أن "العديد من الضيوف الأجانب كانوا عندما يزورون البلاد يرغبون بلقائه حتى لو كانت دقائق قليلة".
بمقابل كل ذلك، يلفت المستشار الى أن الشهيد سليماني كان بسيطًا في حياته، ورغم انشغاله في العمل كان يتصل ويتواصل مع أبناء الشهداء ويتحدث معهم ويتابع أمورهمـ فمثلًا كان يذهب الى السوق مع والدة أحد الشهداء الكبيرة في العمر (الشهيد علي شفيعي وحيد والديه) ويساعدها في شراء حاجيات منزلها. على هذا المنوال كانت خدمته لعوائل الشهداء، لذلك، الكثير من أبناء الشهداء عندما استشهد الحاج قاسم شعروا بأنهم أصبحوا يتامى مرة أخرى".
يروي رفيق درب الحاج ما دار بينه وبين سليماني: "في احد الأيام مازحته قائلًا إننا ندعو له بالشهادة، ففرح كثيرًا وقال "جيد"، لكننا قلت له: "لكن ليس الآن، فاليوم الثورة وقائدها وجبهة المقاومة والمدافعين عن المقدسات والجميع بحاجة لكم"، لكنه أجاب: "إن أثر دمائي اليوم خاصة بين الشباب مختلف عن الأثر في المستقبل". واليوم نرى أثر دماء الشهيد سليماني في المنطقة والعالم.