معركة أولي البأس

خاص العهد

معادلة ردعٍ جديدة تكسر العدو: الأسرى مقابل التصعيد
06/01/2022

معادلة ردعٍ جديدة تكسر العدو: الأسرى مقابل التصعيد

يوسف جابر

141 يومًا كانت كفيلةً لهزم الكيان الصهيوني مجددًا. حربٌ خاضها الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش بأمعاءٍ خاويةٍ سطَّرت خلالها المقاومة معادلة ردعٍ جديدة عبر تهديد العدو بالرد المباشر في حال شهادته.

وبإنهاء سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري للأسير بتاريخ 26 شباط/فبراير المقبل، فُتحت أبواب الانتقادات في الداخل الصهيوني على مصراعيها وسط حالةٍ من الإحباط جرّاء ركوع الكيان أمام تهديدات المقاومة.

التخبّط الاسرائيلي عكسته وسائل إعلام العدو. صحيفة "يديعوت أحرونوت" علّقت على ما قد يحصل في حال استشهد أبو هواش وهو مضرب عن الطعام ولم تخضع سلطات الاحتلال لمطالبها، فأشارت الى أن موته كان يمكن أن يؤدي بشكل شبه مؤكّد إلى جولة عسكرية عنيفة في قطاع غزة.

برأي "يديعوت"، لدى المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة القدرة على ثني "إسرائيل" من خلال التهديد بالمواجهة.

صحيفة "هآرتس" أيضًا أشارت الى أن قضية أبو هواش كادت أن تؤدي لحرب مع حماس والجهاد، ولذلك آن الأوان لإعادة النظر في ملف الاعتقال الإداري.

عن أبعاد وتأثير إضرابات الأسرى على المستوى السياسي والعسكري في كيان العدو، تحدّث محلّل الشؤون الاسرائيلية في قناة "المنار" حسن حجازي لموقع "العهد الإخباري"، فلفت الى أنَّ معركة الأسير أبو هواش خلقت واقعًا جديدًا على مستوى المُعادلات، مُبيّنًا أنَّ الاعلام الاسرائيلي والخبراء الصهاينة تحدثوا عن أنَّه بعد معادلة القدس المحتلة مقابل غزة، ظهرت معادلة جديدة اسمها الأسرى مقابل التصعيد.

ورأى حجازي أنَّ المعادلة أثبتت نجاحها لأن الجانب الاسرائيلي وافق على إنهاء اعتقال الأسير الإداري، مشيرًا إلى أنَّ هذا إقرار بضعف الاحتلال أمام المعادلات التي تصنعها المقاومة.

وقال: " لم يكن الاحتلال موافقًا على الإفراج عن الأسير أبو هواش حتى يكسر معادلة الإضراب عن الطعام مقابل الحرية، إلّا أن عنصر المقاومة دخل على خط المعركة ما أجبر الاحتلال على إخلاء سبيله ليس خوفًا من موته، وإنما خوفًا من تداعيات شهادة أبو هواش التي قد تأخذ العدو نحو المواجهة مع الفصائل".

وعن انعكاس الإفراج عن الأسير على الداخل الصهيوني، أوضح حجازي أنَّ "أوساط العدو عبَّرت عن شعورها بالهزيمة أمام الانتصار الفلسطيني الجديد، فعضو الكنيست الصهيوني يوآف غالانت قال إنَّ الأمر لا يُبشّر بالخير، والفلسطينيون يتقدمون بمعادلات الردع الجديدة، كما أن الجهاد الإسلامي يملي السياسة على الحكومة في "إسرائيل"، وإعلام العدو أيضًا تساءل عن كيفية تعامل الكيان مع إيران ومحور المقاومة في وقتٍ ترضخ "تل أبيب" لابتزاز الفصائل الفلسطينية".

بحسب حجازي، اليمين الاسرائيلي وجَّه الكثير من الانتقادات واصفًا قرار الإفراج عن الأسير بالهزيمة والفشل"، ولو كانت الحكومة الحالية هي حكومة نتنياهو لاضطرت للرضوخ لأن الأمر ليس بضعف الحكومة أو قوتها، بل وجود إرادة لدى المقاومة للمواجهة مع الاحتلال نتيجة استشهاد أسير مضرب عن الطعام.

وبيَّن حجازي خلال حديثه لـ"العهد" أنَّ المقاومة تُدرك حجم قوّتها وإمكانياتها وتعلم متى تؤثر على قرار الكيان الصهيوني وتجبره على تقديم تنازلات، مؤكدًا أنَّه تحوُّلٌ كبير على المستوى الداخلي وعلى صعيد الصراع سيترتّب عليه مزيدًا من القيود والعوائق أمام المُحتلّ.

وأشار إلى أنَّ العدو يعترف بفقدانه زمام المبادرة، فبعد تطور تجربة وإمكانات الفصائل في غزة والداخل المحتل والضفة، صار الجانب الفلسطيني مستعدًا للمواجهة في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء، مشددًا على أنَّ صورة هذا لكيان هُشِّمت بعد 4 حروبٍ خاسرة مع غزة، وأظهرت ضعف جيشه كما فقد ثقة جمهوره به، وعدم استعداده لخوض جولات جديدة باتت تتحكّم بأدائه وتضطرّه للتنازل.

وحول مستقبل سياسة الاعتقال الاداري، ذكر حجازي أنَّه حاليًا لا يجرى الحديث عن التراجع عنها لأن الاحتلال يبررها بالحاجة الأمنية، ولا يعرف الأسير التُهم الموجهة إليه لضبط النشطاء الفاعلين في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية المُحتلين.

واعتبر أنَّ بمحاولة العدو كسر مسار "من يُضرب عن الطعام ينال حريته" أظهر ضعفه أمام العزيمة الفلسطينية وأوصلته في النهاية إلى حد المواجهة العسكرية، وهذا قد يدفعه في المستقبل للتخلّي عن الاعتقال الذي يتناقض مع كل القوانين والمواثيق الدولية.

وخلص حجازي في حديثه لـ"العهد" الى أنَّ الأسرى قضية جامعة لكل الفصائل والأكثر قوة في فلسطين، والمحللون الصهاينة المختصون بالشأن الفلسطيني يقرّون بأنَّها قضية مقدسة لدى المقاومة ولا يمكن للاحتلال اختراقها عبر التنسيق الأمني مع السلطة.
 

السجون

إقرأ المزيد في: خاص العهد