معركة أولي البأس

خاص العهد

60 بالمئة من عدوى كورونا المحلية بـ"أوميكرون"..و85 سريرًا شاغرًا فقط في غرف العناية
31/12/2021

60 بالمئة من عدوى كورونا المحلية بـ"أوميكرون"..و85 سريرًا شاغرًا فقط في غرف العناية

فاطمة سلامة

لدى سؤال المعنيين عن الواقع "الكوروني" في لبنان، لا يتوانون عن وصف الأوضاع بالـ"كارثية". المتحوّر الجديد "أوميكرون" يُوسّع رقعة انتشاره فيحصد الضحايا حصدًا. يخوض لبنان هذه المرّة معركة "الكورونا" بأسلحة محدودة جدًا. أسرّة المستشفيات ضئيلة مقارنةً بالعام الماضي. أعداد الأطباء والممرضين أيضًا تقلّصت بعدما شهد هذا القطاع موجة هجرة. ثمّة نقص في المستلزمات والأدوية التي إن وجدت فبأسعار خيالية. تكلفة الليلة الواحدة لمصاب الكورونا في العناية الفائقة تتراوح بين 7 و10 ملايين ليرة، وتكلفة السرير العادي بين 4 و7 ملايين ليرة. لكل هذه الأسباب وأكثر، يقبع لبنان في وضع لا يُحسد عليه مطلقًا، خاصةً أننا نواجه متحورًا ينتقل عبر المرور العابر، فالثواني كفيلة بجعل أي شخص مصاب. وعليه، يرى المعنيون أن لا حل سوى بأخذ اللقاح، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وإلا قد نذهب الى سيناريوهات "قاتلة".

الحلو: 85 سريرًا فقط شاغر في غرف العناية الفائقة قد تمتلئ خلال الساعات القادمة

مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة الدكتور جوزيف الحلو يتحدّث لموقع "العهد" الإخباري فيوضح أنّ الواقع الحالي وأرقام الإصابات التي تخطّت الـ4500 إصابة أمس الخميس تستدعي الإقفال العام. برأيه، ماذا ينتظر لبنان أكثر؟!. بالأرقام يتحدّث الحلو عن واقع غرف العناية الطبية في المستشفيات فيلفت الى أنّ نسبة إشغال الأسرّة ارتفعت بشكل ملحوظ خاصة في عكار وبعلبك الهرمل والجنوب. ثمّة مناطق وصل فيها الإشغال الى 95 بالمئة، بينما لا يزال بال الناس مشغولًا بأين سيقضون ليلة رأس السنة. وفق الحلو، تختلف نسب إشغال أسرة العناية بين منطقة وأخرى، إلا أنّ نسبة الإشغال العامة لا تقل عن الـ75 بالمئة. إجمالي الأسرة في غرف العناية الفائقة 423 سريرًا بعد أن كانت 1200 العام الماضي، فيما لا يزال 85 سريرًا منها فقط شاغرًا قد تمتلئ اليوم.

60 بالمئة من عدوى كورونا المحلية بـ"أوميكرون"..و85 سريرًا شاغرًا فقط في غرف العناية

ويأسف الحلو لتلكؤ المستشفيات الخاصة التي لم تفتح الأقسام التي أقفلتها باستثناء القليل القليل منها، سائلًا: "ماذا ستفعل المستشفيات في حال أتاها مصابون الى غرف الطوارئ؟". ويوضح أننا نعيش اليوم تحديات عدة من "أوميكرون" الى "دلتا"، والمؤسف أنّ جميع من في المستشفيات هم تحت عمر الخمسين عامًا ومن غير الملقحين. وهنا يشدّد الحلو على ضرورة أخذ اللقاح لحماية أنفسنا والحفاظ على من نحب. 
ويوضح الحلو أننا وصلنا الى مرحلة نرجو فيها المواطنين وندعوهم لأخذ اللقاح مع تأمين كافة التسهيلات وإعطائهم الحرية باختيار اللقاح الذي يريدون ومجانًا وذلك على عكس الدول الأخرى، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالصور الصادمة التي يتم تداولها عن تجمعات دون الالتزام بأدنى معايير السلامة تنبئ بأننا ذاهبون الى "مهوار" لا نعلم كيف نخرج منه. 

وضعنا الحالي أصعب بكثير من العام الماضي

ويشدّد الحلو على أنّ وضعنا الحالي أصعب بكثير من العام الماضي اذا استمرّ الاستهتار لدى الناس. العام الماضي كان لدينا أطباء، ممرضون، مستشفيات وأدوية. كل هؤلاء غير موجودين العام الحالي. وردًا على سؤال لا يخفي الحلو أننا قد نصل الى الـ10 آلاف إصابة بعد الأعياد اذا بقي الاستهتار سيد الموقف نظرًا لسرعة انتشار المتحور "أوميكرون". 

وفي الختام، يطلب الحلو من الجميع أخذ الحيطة لأنّ الندم لا ينفع وكي لا يتكرر مشهد العام الماضي عندما كان المصابون يبكون في ممرات المستشفيات بسبب عدم وجود أماكن. على الجميع التنبه هذه المرة فنحن ذاهبون نحو حرب لا نملك فيها "ولا خرطوشة". 

هارون: لا إمكانية للمستشفيات لأن تفتح أقسامًا جديدة 

وحول "تلكؤ" المستشفيات الخاصة عن فتح أقسام لاستقبال مرضى كورونا، يقول نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون لموقعنا إنّ المسألة ليست تلكؤًا، لكن لا إمكانية للمستشفيات لأن تفتح أقسامًا جديدة وسط الضائقة المالية والنقص في الموارد البشرية. وفق تقديره، من يقدر على فتح الأقسام لم يتوان، ومن أقفل الأقسام لا تسمح ظروفه بإعادة فتحها. وهنا لا يخفي هارون أنّ لدينا مشكلة حقيقية في عدد الأسرّة، فأسرة العناية لا تتعدى الـ450 وأسرة العزل العادية 500 سرير فقط بينما العام الماضي كان لدينا 2500 سرير بين أسرة عناية وعادية.

60 بالمئة من عدوى كورونا المحلية بـ"أوميكرون"..و85 سريرًا شاغرًا فقط في غرف العناية

ويشدّد هارون على أنه في حال تفشى كورونا فنحن في وضع صعب جدًا، موضحًا أنّ العمل جار مع المستشفيات التي لديها أماكن مفتوحة لزيادة عدد أسرتها، أما المستشفيات التي أقفلت وهي الأكثرية الساحقة فلا قدرة لديها على إعادة فتح الأقسام خاصة أنّ تكلفة العلاج باتت مرتفعة، فتكلفة علاج المصاب في غرفة العناية الفائقة تتراوح بين 6 و10 ملايين ليرة، أما في الغرفة العادية فتتراوح بين 4 و7  ملايين ليرة. 

عبد الساتر: الوضع "مأساوي" و60 بالمئة من الإصابات المحلية بـ"أوميكرون"

المتخصّص في العلوم البيولوجية البروفسور فادي عبد الساتر يتحدّث لموقعنا عن خطورة "أوميكرون" فيلفت بداية الى سرعة انتشاره جراء وجود 33 طفرة على البروتين الشوكي، وهو بروتين تتعرّف عليه الأجسام المضادة ويتواصل مع الخلية البشرية، وأي تغير فيه من الممكن أن يزيد الفرص من سرعة التصاقه بالخلية ليتهرب جزئيا أو كليًا من الجهاز المناعي. 

60 بالمئة من عدوى كورونا المحلية بـ"أوميكرون"..و85 سريرًا شاغرًا فقط في غرف العناية

وبحسب عبد الساتر، أثبتت الدراسات أنّ نسبة الإصابات بـ"أوميكرون" باتت كبيرة جدًا في العالم، ففي بريطانيا 90 بالمئة من الإصابات سُجّلت بهذا المتحور. أما فرنسا فقد سجّلت 206 الاف اصابة في يوم واحد جراء سرعة انتشار هذه السلالة وهذا رقم مرعب. وهنا يشير عبد الساتر الى أنّ الخوف اليوم هو على الناس غير الملقحين. طبعًا هذا لا يمنع أن يدخل من تلقى اللقاح الى المستشفى ولكن النسبة الأكبر ممن دخلوا الى المستشفيات كانوا من غير الملقحين كحالة الاثنين الذين توفوا أمس في جنوب لبنان. 

ويوضح عبد الساتر أنّ عدد الإصابات المرتفع والذي يسجّل يوميًا في الإعلام لا يعكس حقيقة الواقع. من وجهة نظره، الواقع أكبر بكثير مما هو منشور، وارتفاع الاصابات في الإعلام مؤخرًا مرده الى الإقبال على فحوصات الـPCR. وهنا يشير عبد الساتر الى أنّ 60% من الفحوص الإيجابية التي أجريت في مختبري مستشفيي "بهمن" و"الرسول الأعظم" تعود إلى المتحور "أوميكرون" وقد انتشرت محليًا. هذه الفحوصات تعطي -برأي عبد الساتر- ملخصًا عما يحصل في البلد، ما يعني أنّ مجمل الإصابات في لبنان باتت بـ"أوميكرون" أي أنّ 60 بالمئة من الاصابات المحلية بهذا المتحور الجديد، إضافة الى أن أغلب الإصابات القادمة من الخارج تحمل توقيع "أوميكرون" أيضًا، نظرًا لسرعة انتشار هذا المتحور في بلدان عديدة.   

وفق عبد الساتر، الوضع "مأساوي" وثمّة مخاوف كبيرة جدًا من فترة ما بعد الأعياد. برأيه، علينا الالتفات لما يحصل في أوروبا وفرنسا تحديدًا حيث وضع هذان البلدان أكثر من سيناريو للمواجهة، فما بالنا بلبنان حيث نسبة التلقيح لا تصل الى حدود الـ40 بالمئة؟!.
 

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد