على حبّ فاطمة (ع).. عطاءٌ مدرار

لطيفة الحسيني

لأنّ خدمة الناس أشرف العبادات وأعظم مصاديق الجهاد في سبيل الله لا بدّ من الوقوف الى جانبهم والتحرّك باتجاههم كي لا يبقى بينهم من يشعر بإهمال أو وحدة. الأوضاع الخانقة تفرض نفسها اليوم على أيّ تعاضد اجتماعي يُبذل من أجل المنسيّين والمُتعفّفين.

في حيّ السلم، يُرسم مشهدٌ جميل. جهودٌ جبّارة تُبذل وعنوانُها قضاء الحوائج على حبّ فاطمة (ع). بعد مبادرة على حبّ محمد (ص) في بلدة حام البقاعية (قضاء بعلبك)، التأم جمعٌ من المنظّمين، ليسوا قلّة، للتصدّي للهموم المعيشية المُتعاظمة استكمالًا لمشروع "مبادرون" الشبابي.

 

 

منطقة بيروت، التعبئة التربوية، الهيئات النسائية، كشافة الإمام المهدي (عج)، جمعية المعارف الثقافية الإسلامية، جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية، الهيئة الصحية الإسلامية، وحدة النقابات، وحدة المهن الحرة، وحدة الأنشطة الإعلامية، مشروع "راغب" العلمائي، كلّ هذه الجهات التقت لهدفٍ سامٍ: تكافلٌ شاملٌ صحيًا وتربويًا واجتماعيًا وغذائيًا.

المُبادرة الضخمة تعكس عملًا ثقافيًا تبليغيًا نوعيًا بأساليب جديدة وضرورية، ولأنها كذلك لا تقف عند حدود بلدة أو حيّ. بدعمِ أهلِ الخير، العمل يتمدّد الى كلّ المناطق وفق الخطط الموضوعة، والغاية الأساسية حسب المُشرفين عليها "كسر حصار الشيطان الأكبر الأميركي عن لبنان وشعبه ومقاومته".

اللافت في "الحملة" مشاركة كشافة الإمام المهدي (عج). عنها، يقول معاون مسؤول الكشافة في بيروت منير يونس لموقع "العهد الإخباري" إن الجمعية أخذت على عاتقها تكثيف دورها الاجتماعي في السنوات السابقة واللاحقة، وهو ما سيتعزّز أكثر ليتحوّل الى فعلٍ منظّمٍ ومسؤولٍ يترتّب عليه تحقيق مجموعة من الأهداف.

 

 

يونس يشير الى أن الجمعية تعمل على تقوية التكافل المعيشي، وفي سبيل ذلك أنشأت مجموعة من أفواج الخدمة المُجتمعية وهي عبارة عن "جسم شبابي متطوّر"، ويوضح أن الكشفيّين قاموا بتنفيذ من الفعاليات للأفراد والأطفال والناشئة من حملة النظافة (شارك فيها 120 متطوّعًا) في أحياء المبادرة، الى تجهيز ودهن الشوارع وتجميلها، مرورًا بإقامة مهرجانات خاصّة بالأطفال (500 طفل) بمناسبة ولادة السيدة زينب (ع) مع تضمينها ألعابًا وأنشطة تعبيرية ومسابقات.

الدور الحالي للكشافة يربطه يونس بتجارب كانت قد خاضتها سابقًا على صعيد مساعدات مُحدّدة، لكن هذه المرة مُختلفة بفعل تغيّر الظروف، ما دفعها الى المُباشرة بتطبيق الأنشطة الميدانية.  

المبادرة تستمرّ شهرًا ونصفًا على أن تُختتم في نهاية كانون الثاني المقبل تزامنًا مع ولادة السيدة الزهراء (ع)، وفق يونس. الفعاليّات المطروحة والتي تتحقّق تباعًا تستهدف كلّ الفئات العمرية تقريبًا (من الجنسين)، ولعلّ أبرزها إعادة الأطفال الى المدارس وأكثر من 50 نشاطًا حيويًا.

 

 

ويُبيّن يونس أن تركيز الكشفيّين ينصبّ اليوم على بناء حديقة ثابتة للأطفال في محيط مجمع الإمام الرضا (ع) في حي السلم، بعد أن تمّت إعارة المشرفين على المبادرة أرضًا في المنطقة على مدى طويل، والآن يجري تشجيرها وتجهيزها وتثبيت ألعاب فيها، لتُمسي واحةً ومُتنفّسًا للأولاد هناك، على أن تُسمّى حديقة الزهراء (ع).

معاون مسؤول الكشافة في بيروت يتحدّث عن سلسلة من النشاطات المُشابهة ستشهدها الليلكي والأوزاعي وشوارع أخرى من حيّ السلم، خدمة لأبناء الضاحية الجنوبية لبيروت.

ماذا حقّقت المبادرة حتى الآن؟

إنجازات المبادرة طويلة. المشرفون عليها يُحدّدون المُستهدفين منها بأنهم عائلات متعفّفة، شباب، رجال، نساء، أطفال، مسنّون، طلاب، مرضى، باحثون عن عمل، وأهالي حي السلم.

وفق هؤلاء، فعاليات عديدة أقيمت ومجالاتها متنوّعة وهي تأتي على الشكل الآتي:

إحياءات دينية: ولادة السيدة زينب (ع) - شهادة السيدة الزهراء (ع) - دعاء الندبة - تكريم فتيات محجّبات.

أنشطة ميدانية:

حملة نظافة لشوارع حي السلّم بمشاركة 150 متطوعًا من العلماء المُعمّمين والفتية في الكشافة والطلاب الجامعيين والثانويين وأهالي الحي

وليمة على حبّ فاطمة (ع) لـ 750 شخصًا تم فيها توزيع 50 حصة عائلية على العائلات المُتعفّفة.

زرع 50 شجرة أمام مجمع الإمام الرضا (ع) وفي حديقة الزهراء (ع) للأطفال

ورشة دهان لجدران الأبنية المستهدفة في المبادرة

توزيع 100 حصة تموينية مع 100 حصة من اللحوم على العائلات المُتعفّفة

مُعاينة 13 منزلًا تحتاج إلى الترميم من قبل التجمع الإسلامي للمهندسين

توزيع أثاث منزلي

متابعة أوضاع 39 شابًا عاطلًا عن العمل

توعية صحية ومعاينات طبية (369 شخصًا) وفحوصات مخبرية (381 شخصًا) وتوزيع أدوية مزمنة ( 50 مريضًا) وخدمات استشفائية للعشرات

تكريم 33 ممرّضة في مركز الإمام الرضا (ع) الصحي

متابعات تربوية لعشرات الطلاب وتوزيع قرطاسية

مسح احتياجات اجتماعية وصحية وتربوية ومهنية

مهرجانات ثقافية ورياضية ونشاطات كشفية

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد