معركة أولي البأس

خاص العهد

إفلاس العدوان في اليمن.. بنك الأهداف السعودية بات صفرًا
24/12/2021

إفلاس العدوان في اليمن.. بنك الأهداف السعودية بات صفرًا

تمخّض الهيجان السعودي فولّد عدوانًا همجيًّا جديدًا على المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء أقل ما يمكن وصفه بأنّه يعكس حالة الهستيريا ومستوى الإنهزام النفسي والمعنوي والإنهيار الأخلاقي لقوى العدوان.

الضجّة الكبيرة التي أثارها الإعلام السعودي حول مزاعم بوجود مخزن للأسلحة تابع لحركة "أنصار الله" في ملعب الثورة بالعاصمة اليمنية صنعاء تعكس حجم إفلاس العدوان الذي عجز على مدى سنوات سبع من النيل من عزيمة الشعب اليمني رغم كل أنواع الحصار التي يمارسها، فصار العدو السعودي يقاتل طواحين الهواء ويسعى لتحقيق انتصار وهمي ولو كان ملعبًا رياضيًا سبق أن استهدفته غاراته.


الكاتب السياسي اليمني، علي ظافر، يعتبر في حديث لموقع "العهد" الأخباري أنّ الضغط الذي حصل ونزول وسائل الإعلام إلى ملعب الثورة حال دون قصفه من قبل العدوان، وقد شنّ غارات على أماكن سكنيّة أخرى في شارع الزبيري بجانب عدد من المدارس والمستشفيات، وكأنّه يريد المكابرة بعد تعريته أمام الرأي العام، بعد ثبوت أنّ الملعب رياضي محض وسبق أن قصفه العدوان سابقًا.

وكأنّ المشاهد التي نُشِرت على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، أحرجت العدوان وأفقدته كل مبرراته ودعاياته، فهرب إلى الأمام بقصفه أحياء سكنيّة أخرى، ولم يقصف الملعب، بحسب ظافر، الذي أشار إلى أنّه "في محصلة 7 سنوات من العدوان والغطرسة التي بدأ بها السعودي، كان يتخيّل أنه سيحسم الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، أمّا "اليوم نحن على مشارف نهاية العام السابع، فما الذي حققه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن؟".

الكاتب اليمني يضيف "هناك إفلاس وأزمة في الخيارات وتعمّدهم بقصف الأحياء المدنيّة في صنعاء بهدف إرعاب السكّان أوّلًا، والضغط على الجانب الوطني من خلال السكان، لكن هذا الشعب تعوّد على مدى سنوات ولم يعد شيئًا مفاجئًا بالنسبة له، فكل مواطن يمني وطّن نفسه للشهادة في أيّ لحظة، والكفّة راجحة لليمنيين في الميدان، وبالتالي تلجأ دول العدوان للضغط من خلال التصعيد العسكري".

ظافر تحدّث أيضًا عن تواطؤ من قبل الأمم المتحدة في عملية الضغط، فقبل أيام، أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه سيخفّف المساعدات، كذلك برنامج الصحّة العالمي هدّد برفع مادة الديزل عن القطاع الصحي، بالإضافة لعمليات القرصنة، وهي جميعها تأتي ضمن إطار إركاع الشعب اليمني وفرض المقاربات السياسيّة التي تريدها واشنطن والرياض، ولكن بالتأكيد هم جرّبوا كل هذه الأدوات خلال سبع سنوات وفشلوا، وهم الآن يجرّبون المجرّب، وبالتأكيد سيفشلون أمام صمود الشعب اليمني وأمام حكمة وحنكة القيادة، وهو الشعب المعروف بالحكمة، ولا تنطلي عليه كل وسائل الضغط، لا الغارات ولا الحصار ولا تخفيف المساعدات، هذا الشعب تعوّد على الصبر والتضحية وأن يمضي بخياراته مهما كلّفه ذلك من تضحيات، وبالتالي لا يمكن للعدوان بأن يحقق أهدافه من خلال الترويع بالغارات وغيرها".

ويختم ظافر "لا شكّ أن خسارتهم في الميدان وفي كل المسارات حتى بالاقتصاد، وبالنظر إلى الواقع الاقتصادي في المحافظات التي يصفونها بأنها محرّرة (وهي محتلة)، فإنّ الواقع الاقتصادي فيها تعيس جدًا مقابل صنعاء، فقد وصل الدولار الواحد في مرحلة معينة إلى 1700 ريال يمني، بينما حافظ على قيمة 600 ريال في صنعاء مقابل الدولار الواحد"، وهذا يعني حتى في المجال الاقتصادي فإنّ دول العدوان ومرتزقتهم قد فشلوا ولم يقدّموا النموذج.


العدوان السعودي ترافق مع حملة إعلامية فاشلة

وفي ذات السياق، يرى الصحافي اليمني، طالب الحسني، أنّ السعودية مفضوحة حتى في سياق التهديد، فهي تقول أنّ "على اليمنيين سحب الأسلحة من ملعب الثورة"، بينما يفترض -بحسب ادعائها- أنّها تستهدف الأسلحة، متسائلًا فماذا ستستهدف إن تمّ سحب السلاح؟.
 
ويجزم الحسني أنّ السعودية تحاول أن تقلّد الأمريكي، فهي تضع عناوين جديدة في التصعيد، وتستهدف أماكن في العاصمة صنعاء، كما فعلت بالأمس عندما استهدفت شارعًا عامًا، "وكأن هناك ضوءًا أخضر أمريكيًا للتصعيد السعودي".

ويشير الحسني إلى أنّ العدوان يتعمّد تدمير الجسور والمنشآت المدنية، مدّعيًا أنّه يلتزم بالقانون الدولي وهو يزعم أنه يستهدف أماكن سريّة للحوثيين وأسلحتهم، بينما الواقع أنّ العدوان يستهدف منشآت وطرقات عامة مثل استهداف جسر السبعين المعروف لدى جميع اليمنيين، ويسأل "كيف يمكن لهذا الجسر أن يُستخدم عسكريًا؟"، كذلك الأمر عندما استهدف مطار صنعاء، مشيرًا إلى أنّ أي خبير عسكري يدرك أنّ هذا المطار لا يمكن أن يُستخدم عسكريًا، فهو صغير وكذلك الاستهدافات التي قام بها العدوان كانت لتعطيل هذا المطار بشكل كلّي، حيث استهدف كل ما له علاقة بتزويد الطائرات بالوقود وبالملاحة، وذلك لكي يتوقّف هذا المطار عن العمل.

وإذ يلفت الحسني إلى أن هذا التصعيد يأتي أيضًا للضغط على معركة مأرب، يشير إلى ترافق التصعيد مع حملة إعلامية فاشلة بأنّ السعودية "قادرة على كل شيء وأنّ لديها معلومات عن الأسلحة ومنشآت سريّة وغيرها"، لكن الواضح أنهم يفتقدون للذكاء في هذه الحملة، وعندما قرروا استهداف ملعب الثورة، إلاّ أن غاراتهم استهدفت شارع الزبيري، وهو أحد أشهر الشوارع في العاصمة وهو شارع مدني لا يمكن أن يشهد أيّ نشاط عسكري، ويعجّ بالمحلات والمواطنين، كما أنّ مهلة الساعات الستة التي أعطاها العدوان السعودي لم يكن لها قيمة، وفيها تقليد لنمط عمل الصهاينة والأمريكيين.

إقرأ المزيد في: خاص العهد