معركة أولي البأس

خاص العهد

البحرين تستورد دناءتها
16/12/2021

البحرين تستورد دناءتها

لطيفة الحسيني

خَبِرت المعارضة البحرينية بكلّ أطيافها أساليب آل خليفة القمعية. لم يعد هناك ما يصدمها. الاستبداد يستكمل فصوله الى خارج حدود المملكة مع أهلها الأصيلين الذين تمتدّ جذورهم الى ما سبق قبيلة الحكّام اليوم. عند التواصل مع شخصيات في المعارضة، تبدو الصورة لديها "واقعية": من أجل سحق أيّ مُخالف لأهواء السلطة تُستعمل كلّ الطرق، وحتى المُستوردة أو المُوَلّاة من راعية الإذلال في المنطقة: السعودية.

قرار الدولة اللبنانية بترحيل أعضاء جمعية "الوفاق الوطني الاسلامية" من لبنان قد يكون جزءًا من سلسلة ستُستتبع لاحقًا في سياق التضييق على محور رفض الانصياع للأوامر الخليجية في عموم المنطقة العربية. هذا ما يُجمع عليه المواكبون للضغط السعودي ومن ورائه الأمريكي على لبنان.

المعارضة البحرينية التي لجأت قهرًا الى بيروت بعد استفحال الأزمة السياسية في المنامة منذ عام 2011، إثر اعتقال الآلاف وانتهاك حقوقهم واستشهاد المئات منهم وإسقاط جنسية العديد أيضًا، ترى نفسها اليوم ضحيّة طغيان لا يتركها بسلام.

تنطلق مقاربة المعارضة البحرينية للتطوّر الآتي من لبنان من قضية استقالة الوزير جورج قرداحي، إذ أثبتت الوقائع أن المسألة لم تكن مرتبطة بالأخير ولا بتصريحاته، واليوم أيضًا ليست مرتبطة بجمعية "الوفاق" أو جهة أخرى في المعارضة. هي ترى أن المطلوب تركيع بيروت وضرب الحراك البحريني في الخارج بعد أن ضُرب صوته في الداخل ولم يعد يستطيع التعبير بحرية عن مطالبه.

برأي مصادر المعارضة، المحور السعودي الأمريكي يريد أن يُحوّل بيروت الى عاصمة من عواصم التطبيع، ولذلك لا يُستبعد أن يُعلن عن خطوات مُشابهة لترحيل "الوفاقيين" تطال فئات أخرى مناوئة لأنظمة الخليج على صعيد الجزيرة العربية عمومًا من القطيف الى اليمن، وصولًا الى القنوات الإعلامية المرتبطة بها.

كلّ هذا التصرّف من الجانب البحريني ينمّ عن نيّة لنسخ الأسلوب السعودي في قضية قرداحي، ليُثبت فعلًا أنه لا يفقه إلّا الـ"ريتويت"، لا يهمّه مؤتمر بل ركوب موجة التصعيد التي تُديرها الرياض.

جمعية الوفاق البحرينية

إقرأ المزيد في: خاص العهد