معركة أولي البأس

خاص العهد

بورصة الدواء أسبوعية!
15/12/2021

بورصة الدواء أسبوعية!

لطيفة الحسيني

تحليق الدولار الذي يضرب كلّ قطاع في لبنان مستمرّ. حتى الآن تبدو كلّ الاجراءات المُعلن عنها لِلَجم الكارثة الاقتصادية شكليةً لا أكثر. الطبابة تتصدّر أولويات المواطنين وهمومَهم اليومية، غير أن شراء  الأدوية أضحى مُهمّة عسيرة ومذلّة تتطلّب جهدًا جبّارًا.

في أقلّ من شهر، لاحظ المواطنون أن أسعار الأدوية تبدّلت وارتفعت. بعض الصيدلانيين عندما يُسألون عن السبب يُحيلونه الى تثبيت دولار الدواء عند عتبة الـ26000 ليرة لبنانية. تفقّد لائحة وزارة الصحة هو الآخر يُظهر أن الأرقام الجديدة باتت خيالية بعد مُصيبة رفع الدعم عن معظم الأدوية المزمنة والمسكّنات. ماذا يحصل؟ وهل السيناريو هذا سيبقى حاضرًا في صناديق الصيدليات؟

موقع "العهد الإخباري" عَلِم أن الصيادلة باتوا أمام تسعيرة أسبوعية للدواء، بعد الاتفاق الذي أُبرم بين وزارة الصحة وشركات الأدوية ليجري التسعير بأقلّ من 20% من السعر الرسمي للدولار، وآخر تسعيرة لدى الصيادلة بُنيَت على أساس 22000 للدولار، ولهذا زادت من الأسبوع الماضي الى اليوم بنحو 15.5%.

وبحسب مصادر "العهد"، التسعيرة المُقبلة للدواء ستكون على دولار الـ26000، والقطاع برمّته تحوّل الى بورصة أسبوعية.
 

مصيبة الدولار

بدوره، ربط نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة كلّ ما يجري من تغيّرات في الأسعار بأزمة الدولار، وقال لـ"العهد" إن الدواء المُستورد مُسعّر بالعملة الأجنبية ولم يزد بل مع الوقت ينخفض، فيما سعر الدولار هو الذي يتغيّر في السوق".

وفق جبارة، "سعر الدواء في لبنان لا يزال مُسعّرًا بحدود الـ22000 ليرة لبنانية، والى الآن لا أزمة ولا حتى مِحنة صحية، المشكلة كلّها تكمن في دولار السوق السوداء، والحلّ الأوحد لا يكون إلّا بمعالجة هذه الإشكالية".

وإذ طمأن جبارة الى أن "أدوية الأمراض المُستعصية في الإجمال متوفّرة في البلد"، أوضح "لم نعد بعد الى وضع طبيعي، فهناك استثناءات وانقطاع لبعضها الذي قد يصل خلال أسبوع أو أسبوعيْن، لأن الأمر مرهون بالشحنات القادمة الى لبنان بشكل متواصل"، وأشار الى أن "وزارة الصحة حلّت هذا الموضوع وبدأت بإعطاء موافقات مسبقة بشكل دوري ما يُسهّل عملية شحن طلبات الأدوية".

وقال "على الرغم من أننا لسنا في وضع طبيعي إلّا أننا لسنا في أزمة، ولذلك اليوم لا نسمع أصوات الجمعيات التي تُعنى بأمراض السرطانات".

وفيما يخصّ أدوية الأمراض المزمنة، لفت جبارة في حديثه لـ"العهد" الى أن وزير الصحة فراس الأبيض كان قد عالج موضوع توفّر هذه الأدوية كأولوية، ثمّ أصدر قرارًا بتخفيض الدعم في محاولة لزيادة حجم استيراد الأدوية هذه، ومنذ أسبوع تقريبًا أعطى موافقات مُسبقة لشحنها وعليه تمّ إرسالها الى الشركات في الخارج للبدء بعملية الشحن والمسألة باتت مسألة وقت وأسابيع قليلة حتى تكتمل الشحنات وتجهّز".

جبارة تحدّث لـ"العهد" عن انخفاض الطلب على الأدوية غير المدعومة بنسبة 50% بعد ارتفاع أسعارها، متوقّعًا أن "ينخفض الطلب على أدوية الأمراض المزمنة للسبب نفسه، وأمام هذا الواقع الجديد، يتجه المواطنون الى شراء أدوية أقلّ كلفة من دول الجوار أو من مراكز رعاية صحية منتشرة في لبنان تابعة إمّا لجمعيات أو لوزارة الصحة".

نقابة مستوردي الأدوية في لبنان

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل