خاص العهد
بعلبك تواجه الأمرّين: لا كهرباء ولا ماء!
إيمان مصطفى
بعلبك بلا كهرباء لليوم الثالث على التوالي. الأحياء والمنازل غرقت بالظلمة، والتقنين القاسي من قبل أصحاب المولدات يزيد المعاناة، أمّا الوعد بعودة التيار يوم أمس فلم يُترجم على أرض الواقع.
"سبب الانقطاع يعود إلى عطل في شركة كهرباء لبنان"، يقول رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق لموقع "العهد الإخباري"، موضحًا أن الانقطاع شمل معظم المناطق اللبنانية بسبب الانخفاض الحاد على توتر الشبكة مما أدى إلى خروج بعض معامل الإنتاج عن التغذية، نافيًا كل ما يتم تداوله من أن قطع التيار عن مدينة بعلبك جاء بقرار من مؤسسة كهرباء لبنان.
ويلفت إلى أن أهالي المنطقة لم يظهروا حتى الآن أي رد فعل سلبي، على الرغم من ساعات العتمة الشاملة في الليل بسبب التقنين القاسي لمولدات الكهرباء التي رافقت غياب التيار الكهربائي، والذي يُضاف إلى الحرمان الذي تعاني منه المنطقة بشكل عام.
ويتابع بلوق: "عقدنا اجتماعًا مع أصحاب المولدات في المنطقة، وتباحثنا بموضوع المازوت الإيراني وحددنا الأسعار"، مضيفًا: "سنصدر بيانًا رسميًا بهذا الخصوص خلال أيام".
غياب التيار الكهربائي ألحق بالمواطنين خسائر فادحة، على ما يُبيّن رئيس بلدية مقنة فواز المقداد لـ"العهد"، ويشير الى حصول عمليات تلف لمخزونات البرادات من المواد الغذائية والتموينية، فيما هناك عجز عن تأمين مياه الشفة من المضخات، وهناك جفاف حتى في خزانات البيوت لعدم القدرة على سحب المياه من الآبار أو شراء الصهاريج لملئها، ناهيك عن العتمة الشاملة ليلًا بسبب التقنين القاسي للمولدات أيضًا.
المقداد يؤكد لـ"العهد" أن الحال سيئ جدًا في المنطقة، داعيًا المعنيين لحل المشكلة بسرعة.
المنطقة تدفع الثمن غاليًا
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد يأسف من جهته، في حديثه لـ "العهد" أنه في كل مرة عندما يصار إلى تخفيض الإنتاج في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، هذه المنطقة تدفع الثمن غاليًا.. ويقول "لدينا محطة تحويل من أهم المحطات في لبنان، اذ كلّف إنشاؤها الذي انتهى العام الماضي 67 مليون دولار، وهي تنظّم عملية توزيع الكهرباء في المنطقة"، ويضيف: "اليوم لدينا مشكلة بإنتاج الكهرباء في المعامل، واذا لم تنتج هذه المعامل أكثر من ألف ميغاوات، يصبح التوزيع على كل محطات التحويل في لبنان ضعيفًا".
ويتابع: "بالتالي يزيد الضغط على شبكة الكهرباء، ممّا يؤدي إلى خروج بعض معامل الإنتاج عن التغذية، ويتوقف إنتاج الكهرباء عن العمل في بعلبك لأسباب غير مقنعة"، ويشدد على أن معالجة هذه المشكلة تقع على عاتق مؤسّسة كهرباء لبنان، رافضًا بأيّ شكل من الأشكال أن يتحمّل سكان محافظة بعلبك الهرمل تبعاتها بحرمانهم من التيار الكهربائي، ممّا يزيد على الناس الذين يعانون من أعباء لا طاقة لهم على تحملها.
ويلفت المقداد إلى أن حزب الله كسر الحصار الظالم من أكبر قوة في العالم، بينما اليوم لا يستطيع فك الحصار عن محطة تحويل الكهرباء في بعلبك، لأن الكهرباء مقطوعة مركزيًا من بيروت منذ ثلاثة أيام.
المقداد يعتبر أيضًا أن "اللامسؤولية في التعاطي مع قضايا الناس ألحقت أضرارًا كبيرة بمؤنة الناس المنزلية، وأتلفت المواد الغذائية والأدوية التي تحتاج إلى تبريد لتخزينها في المؤسسات والمنازل، إلى جانب انقطاع المياه وانقطاع خطوط الاتصال والانترنت"، ويأسف للواقع المأساوي الذي يواجهه أبناء المنطقة وسط غياب التغذية عبر المولدات أيضًا.
ويناشد المقداد عبر موقعنا المسؤولين في مؤسسة كهرباء لبنان الذين تواصل معهم جميعًا في بيروت والبقاع لأن يبادروا إلى إعادة التيار الكهربائي اليوم إلى محافظة بعلبك الهرمل حتى لا نقع في أمور أسوأ.