خاص العهد
عبد اللهيان صوت دمشق القوي في قمة بغداد
محمد عيد
رغم عدم تلقيها دعوة رسمية لحضور مؤتمر بغداد لدول جوار العراق فإن دمشق وجدت في وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان صوتها القوي هناك، لا سيما وأن الرجل قد ألزم نفسه هذه المهمة حين انتقد بشدة تغييب سوريا عن المؤتمر وإعلانه أنه سينقل للقيادة فيها كل ما جرى فيه أثناء زيارته إلى دمشق وهو ما قام به بالفعل.
أرسل حكيماً ولا توصه
يؤكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن سوريا هي الحاضر الغائب في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الحاج علي إلى أنه من حيث الشكل والجسد والتمثيل الدبلوماسي سوريا لم تكن حاضرة في هذا المؤتمر ولكن كانت موجودة على طاولة الحوار، وخاصة من قبل حلفاء سوريا الذين حضروا هذا المؤتمر" وعلى رأسهم الجمهورية الاسلامية الإيرانية، فالزيارات المكوكية من قبل مسؤولين عراقيين وايرانيين قبل المؤتمر لدمشق، أعطت مؤشرًا إلى أن موقع سوريا الجيوسياسي هو الذي أعطى لهذا المؤتمر القيمة الكاملة المرجوة منها، فالتعاون والشراكة في الشرق الاوسط لا يمكن أن يتما أبدًا من بدون سوريا".
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري "صحيح أن سوريا لم تحضر كجسد ديبلوماسي وذلك بسبب وجود دول ما زالت تناصب العداء للشعب السوري وتشترك في سفك دماء السوريين مثل تركيا وفرنسا وبعض دول الخليج، ولكن زيارة وزير الخارجية الإيراني السيد حسين أمير عبد اللهيان الى سوريا ولقاءه الرئيس الأسد مباشرة بعد المؤتمر قد أوصلت رسالة واضحة لكل المؤتمرين أن الدور السوري أساسي في أي تسوية في الشرق الأوسط، وعلاقة ايران بسوريا استراتيجية، وهناك تنسيق سياسي ايراني سوري، يصل الى أن ايران يمكن لها أن تمثل سوريا في أي محفل دولي وهذا ما كان منذ بداية العدوان على سوريا وخاصة في مساري استانة وجنيف".
الاقتصاد عنوان قديم جديد
عضو مجلس الشعب السوري أشار إلى أنه من حيث الشكل، فإن زيارة عبد اللهيان تتضمن كل معاني القوة وترسل رسائل لكل أعداء حلف المقاومة أن دول المحور هي جسد واحد سياسي وعسكري واقتصادي، أما عن المضمون فإن وزير الخارجية عبد اللهيان وضع الرئيس الأسد بمضمون هذا المؤتمر وكواليسه والاتفاقات الاقتصادية التي من شأنها أن تنعش الاقتصادين الايراني والسوري، اللذين يعانيان من الارهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة على شعبي البلدين.
الحاج علي لفت إلى أن المرحلة القادمة تحمل في طيّاتها دوراً بارزاً لايران للتعاون السياسي والاقتصادي، الذي من شأنه ان يؤدي لتفادي العقوبات والغطرسة الامريكية. ويبرز دور ايران كدولة اقليمة كبيرة لا يمكن الاستهانة او الاستخفاف بها مهما بلغت التحديات.