خاص العهد
أزمة المازوت تطال مختلف القطاعات..هل تتوقّف المستشفيات والمصانع عن العمل؟
يومًا تلوَ آخر تتفاقم في لبنان الأزمات التي اجتمعت في مكان وزمان واحد حتى بات كلّ ما هو أساسي وحيوي نادر وصعب المنال. يعيش المواطنون من قلّة الموت حيث لا دواء ولا بنزين ولا كهرباء ولا مواد أساسية وحيث الإحتكارات سيدة الموقف في مختلف القطاعات. الشُح الحاصل بمادة المازوت أزمة تُهدّد بحصول أزمات متعدّدة وعلى مختلف الصّعد. الضّرر النّاجم عن نفاد هذه المادة الحيوية والأساسية لكلّ ما حولنا من قطاعات يُشكّل تهديدًا للأمن الصحي والغذائي على حدّ سواء. ولا نبالغ إذا قلنا أنّ مادة المازوت بمثابة "أوكسيجين" المستشفيات والمصانع وحتّى المنازل وسط التّقنين القاسي الذي يشهده قطاع الكهرباء.
بكداش: ثمّة توجّه لإقفال المصانع
نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش يلوّح في حديث لموقع "العهد" الإخباري بأنّ هناك توجّها لإقفال المصانع ولهذه الغاية سنعقد مؤتمرا صحفيًا الثلاثاء المُقبل. وفق بكداش، فإنّ المصانع تستهلك ما بين الـ10 والـ15 طن في النهار الواحد، لكنّ مادة المازوت غير موجودة حتى في السوق السوداءالتي ارتفع فيها سعر صفيحة المازوت من 150 ألفا إلى 250 ألفا، فيما أصبح سعر الطن بحدود الـ590 دولار إلى 600 دولار ما يؤكّد أنّ الشّركات والموزّعين يخلقون هذه البلبلة في السوق.
وفيما يلفت بكداش إلى أنّ مشكلة تهريب المازوت هي مشكلة كبرى، يشدّد على أنّ مشكلة التّخزين أيضًا كبيرة. بحسب بكداش فإنّ بعض المصانع تتمكّن من الحصول على المازوت المدعوم مرة واحدة في الأسبوعين، وبعض المصانع تمكّنت من الحصول على المازوت من السوق السوداء عندما كان السعر 150 ألفا أما اليوم وفي ظلّ ارتفاع السعر فيؤكد بكداش أنّهم لن يستطيعوا شراء هذه المادة.
في حال بقيت الأوضاع كما هي من الآن ولغاية أسبوع لن تقفل المصانع فحسب بل مؤسسات كبيرة
وفي سياقٍ متّصل، يشدّد بكداش على أنّ غلاء المازوت سيؤدي إلى غلاء أسعار السّلع ومختلف الصناعات ولو لم تكن بنسبة كبيرة لأنّ المازوت يشكّل 10 بالمئة من الكلفة. وهنا يستغرب بكداش كيف لا نرى اهتمامًا من المعنيين في هذا الملف رغم أنّ المازوت من أهم المواد لأنّها مرتبطة بكافّة القطاعات وإذا لم نحصل على مادة المازوت سنضطر إلى الإقفال.
وفي الختام، يؤكّد بكداش أنّه من الآن ولغاية أسبوع -إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه- لن تقفل المصانع فحسب بل مؤسّسات كبيرة بعدما وصلنا إلى مرحلة يتمّ فيها ضرب كافّة القطاعات.
هارون: في حال نفاد كمية المازوت "ستموت المرضى"
بدوره، نقيب المستشفيات الخاصّة سليمان هارون يختصر المشهد في حال نفاد كمية المازوت عن المستشفيات بالقول "ستموت المرضى". هل بإمكاننا تخيّل مستشفى بدون كهرباء؟ يسأل هارون الذي يلفت إلى أنّنا سنكون أمام كارثة.
ويشير هارون إلى أنّنا نسّقنا خلال الأسبوعين الماضيين مع وزارة الطاقة والمستشفيات لتيسير الحال قدر الإمكان وقد وجدنا صعوبة كبيرة لتأمين المازوت للمستشفيات. وفي السياق، يوضح المتحدّث أنّ المعنيين أبلغونا أنّهم يعملون على إفراغ البواخر لكنّنا لا نعلم كم ستكفي هذه البواخر. وفق تقديره، الوضع خطير جدًا لأنّ المستشفيات لا تملك مخزونًا بل تؤمّن المازوت على قاعدة "كل يوم بيومه" حيث تصل المستشفى إلى النّفس الأخير حتى نتمكّن من تأمين ما يكفيها لبضع ساعات.
ويشدّد هارون على أنّ المازوت مادة أساسية وحيوية داخل المستشفيات وانقطاعها سيشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المرضى خاصّة وسط التّقنين القاسي في الكهرباء والذي يصل إلى 22 ساعة يوميًا.
سعادة: إذا لم نستلم المازوت خلال الساعات المقبلة ستنطفئ المولدات
من جهته، رئيس تجمع أصحاب المولدات الخاصّة في لبنان عبدو سعادة يوضح أنّ أصحاب المولدات يعملون على قاعدة "كل ساعة بساعتها"، لافتًا إلى أنّ التّقنين القاسي بدأ لأنّ الخزّانات فارغة وإذا لم يتمّ تزويدنا خلال الساعات المقبلة بالمازوت سينطفئ المولد الذي ينفد مخزونه لوحده. وفق سعادة، فإنّ هذا الأمر سينسحب على كافّة المناطق بدون استثناء، موضحًا أنّنا أمام خيارين فإمّا أن يتمّ تزويدنا بالمازوت اليوم السبت وغدًا الأحد أو فليتحمّلوا مسؤولية تزويد الناس بالكهرباء.
ويكرّر سعادة أنّنا إذا لم نستلم المازوت خلال الساعات المقبلة، فالوضع سيء والمولدات ستنطفئ من تلقاء نفسها على جميع الأراضي اللبنانية.
ابراهيم: المخابز لا تعمل على المياه
أما نائب رئيس إتّحاد أصحاب المخابز والأفران علي ابراهيم فيطمئن بأنّ المازوت مؤمّن لليومين المقبلين بعد أن استلمنا مادة 500 ألف ليتر أمس الجمعة.
لكنّ إبراهيم يأمل أن يستمر المعنيون بتأمين هذه المادة الحيوية فالمخابز لا تعمل على المياه بل تحتاج إلى المازوت.