معركة أولي البأس

خاص العهد

انتخابات طرابلس الفرعية: تيار المستقبل يبحث عن مُنقذ!
25/02/2019

انتخابات طرابلس الفرعية: تيار المستقبل يبحث عن مُنقذ!

محمد ملص

عادت الانتخابات النيابية لتطرق أبواب عاصمة الشمال طرابلس، وتفتح الباب على مصراعيه بوجه القوى السياسية المتصارعة، بعد القرار الذي أصدره المجلس الدستوري بإبطال نيابة ديما جمالي، والذي شكل اجحافاً واضحاً وظلماً كبيراً بحق المرشح الطاعن طه ناجي. إلا أن ذلك لن يمنع الأفرقاء من التحضير لتلك المعركة، والتوجه الى صناديق الانتخاب مرة جديدة.

شكلت قرارت المجلس الدستوري حول الطعون الانتخابية، مفاجأة كبيرة، ليس من ناحية إبطال نيابة نائب تيار "المستقبل" ديما جمالي،  بل بعد الإعلان عن المقعد السني الخامس في طرابلس شاغراً، والذي كان من المفترض أن يؤول الى المرشح طه ناجي. إلا أن التدخلات السياسية، دفعت بالدستوري الى الإعلان عن انتخابات نيابية خلال شهرين، وهو ما أعاد فتح شهية القوى السياسية على اعادة خوض معركة انتخابية في وجه تيار "المستقبل" الذي يأمل في عودة نائبه المطعون في نيابتها.

وفيما لا تزال الأمور ملفوفة بنوع من الغموض، سيّما لناحية التحالفات السياسية التي يتوقع أن تنشأ، إذ من الواضح أن التحالفات والخصومات التي ظهرت في انتخابات أيار/ مايو 2018 لم تعد موجودة، خاصة بعد أن دخل سعد الحريري ونجيب ميقاتي في ما يشبه التحالف بينهما، وبعد أن منح الحريري مقعداً وزارياً لميقاتي، وربما تنسحب تسوية التوزير على النيابة أيضاً بشكل يقطع الأمل أمام أي مرشّح في وجههما، لكن لا شيء محسوماً حتى الآن، والكل في انتظار القرار الذي سيتخذه ميقاتي.

كيف سيرسم سيناريو التحالفات؟

لا شك أن قرار المجلس الدستوري فاجأ الجميع، بمن فيهم تيار "المستقبل" كونه غير مستعد لمعركة نيابية خصوصاً في طرابلس، والتي يتواجد فيها خصومه الأساسيون بدءًا من الرئيس ميقاتي والوزير فيصل كرامي، وأشرف ريفي، وهو ما يضعه أمام جولة نيابية غير مضمونة كون ساحة المعركة مفتوحة أمام الجميع. مختلف القوى السياسية في طرابلس أعادت سريعاً تشغيل محركات ماكيناتها الانتخابية، وعادت ونشطت الاتصالات بين بعضِها البعض، الا أن الجميع بانتظار موقف ميقاتي، كون "مفتاح القوة " يكمن في جيبه، وهو بامكانه أن يحدد الفائز في الانتخابات الفرعية، خصوصاً أن نتائج الانتخابات أثبتت قوة ميقاتي، وكرّسته قوة كبيرة على الساحة الطرابلسية بنيله أكثر من 21 ألف صوت تفضيلي.

بحسب ميقاتي لا شيء محسوماً حتى اللحظة، الا أن معلومات موقع "العهد" تشير الى أن "لقاءً سيجمع الرئيسين ميقاتي والحريري، الأربعاء في بيت الوسط، وسيحدد بعده ميقاتي موقفه، وربما يعطي صورة  قريبة عن خريطة التحالفات المقبلة". فإذا ما نجح الحريري في إبعاد ميقاتي عن المعركة، أو في إعلان تحالف بينهما على اسم جمالي، فذلك سيعني حتماً حسم المعركة وعودة المقعد الى "المستقبل".

في المقلب الآخر، بدأ النائب فيصل كرامي مشاورات سياسية ومناطقية، حول احتمالات خوض المعركة الفرعية،  ما يعني ان كرامي وفريقه السياسي لن يدخلوا في معركة محسومة  النتائج سلفا خاصة اذا حصل تحالف ثلاثي بين الحريري - ميقاتي - الصفدي، الا أن  مصادر الوزير  كرامي  أشارت لموقع "العهد" أن "الاتصالات مفتوحة مع الرئيس ميقاتي، وبكير بعد على اعلان التحالفات"، وتابعت المصادر:" يجب إعادة إنصافنا بعد القرار المجحف من الدستوري، ربما نتفق على إعادة ترشيح الحاج طه ناجي "المظلوم" أو ربما نتفق على مرشح اخر توافقي، كل شيء في أوانه".

أما لجهة اللواء اشرف ريفي، والذي يطمح في إعادة إثبات نفسه بعدما كشفت الانتخابات النيابية الحجم الحقيقي له، فقد بدأ في إجراء العديد من المشاورات السياسية، وبحسب معلومات لموقع "العهد" فإن ريفي بدأ في إعادة فتح القنوات المغلقة مع تيار المستقبل، وأرسل اكثر من اشارة ايجابية في اتجاه الرئيس الحريري علّ ذلك يعيد وصل ما انقطع وبالتالي الاتفاق على  كيفية إدارة الانتخابات الفرعية في طرابلس".

كل السيناريوهات مطروحة في المعركة التي فرضت على القوى الطرابلسية، إلا أن المؤكد أن تيار المستقبل لن يكون قادراً بمفرده على الفوز بالمقعد، وهو بحاجة الى منقذ أساسي، ربما يكون الرئيس ميقاتي، وربما سيتوجه المستقبل لخوض معركة قاسية إذا لم ينجح التحالف مع ميقاتي، إلا أنه من المؤكد أن ريفي لن ينجح في استمالة حليف له، إن كان الرئيس ميقاتي أو الوزير كرامي، إلا إذا أتت التوقعات مغايرة للقراءات السياسية الحالية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد