خاص العهد
اليمن إلى القدس أقرب
سراء جمال الشهاري
منذ بداية معركة "سيف القدس" إلى اليوم، واليمن ترفد شعبها في فلسطين الأبيَّة، ويجود أبناؤها بما امتلكوا نصرةً للقضية الأم.
هي حملة شعبية انطلقت بشعار "القدس أقرب" دعا لها قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في أول أيام معركة "سيف القدس" لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته. فُتح للحملة رقم حسابٍ مخصص في البريد اليمني، وتهافت اليمنيون على المشاركة فيها دونما انتظار.
لا رقم رسميّا للمبالغ التي جمعتها الحملة، ولكن بعض المشاركات في عددٍ من المحافظات بلغت الملايين، فمحافظة صعدة من عمق جراحها وأنين حصارها بلغت مشاركاتها المائتي مليون ريالٍ يمني، جمعها أهالي الشهداء وذوو الجرحى وأسر الأسرى، وأنفق فيها من هُدِّمت بيوتهم وأُحرقت مزارعهم ولم يبقِ لهم العدوان شيئًا للحياة.
ووصلت المبالغ من محافظة الحديدة المجوّعة المنهكة بالفقر، والمذبوحة بالقصف اليومي على أبنائها مائة مليون ريالٍ يمني. هي مشاركة أبناء الحديدة الذين اعتادوا النوم جياعًا بسبب حصار تحالف العدوان، لكن لم يثنهم جوعهم عن الانتصار للأقصى.
تحرك المواطن اليمني في كل بلدةٍ ومحافظة، وهو يدرك حجم المسؤولية وساند شعب فلسطين ومقاومته، ليمتد حبل الله المتين من صنعاء إلى القدس وتشاركها حربها وحصارها وألمها، وتصنع معها انتصارها.
يشيد ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" في اليمن الأستاذ أحمد البركة، في حديث خاص لموقع "العهد" الاخباري، بدور "الشعب اليمني السبّاق إلى القدس، فوقوفه مع فلسطين دعمًا وتضحيةً ليس وليد الساعة، بل هو قديمٌ قدم الإحتلال. لذا فنحن نصنف الدعم اليمني بالمال في حملة "القدس أقرب" التي دعا لها السيد عبد الملك الحوثي في مرتبةٍ تسبق الكثير من الدول الغنية، وهذا طبيعيٌّ فالشعب اليمني غنيٌّ بأخلاقه وكرمه وإيثاره".
فلسطين في اليمن
لم تُنس سنيّ العدوان السبع اليمانيَّ قضيته الأولى، ولم تمح نيران الغارات والصواريخ القدس من أفئدة الأنصار وألبابهم، ولم يحلِ الحصار والجوع وقلة ذات اليد من أن يتقاسم اليمني يسير قوته مع اخوته في ثالث الحرمين الشريفين.
يشير ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" الى أن "الشعب اليمني دعم فلسطين بالمال والنفس والتفاعل الشعبي، وهذا هو ما تحتاجه فلسطين. فرغم بعد فلسطين عن اليمن جغرافيًا، إلا أننا في فلسطين نشعر بقرب اليمن منا ومن حقوقنا التي تعتبرها اليمن على رأس اهتمامها".
ويضيف البركة "نحن اليوم نشعر بتلاحم القيادة والشعب اليمني في دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه في أرضه ومقدساته وعلى رأسها الأقصى المبارك. ولا شك أن هذا التفاعل سيزداد يومًا بعد يوم لنصل إلى مشاركة الشعب اليمني للشعب الفلسطيني في معركة التحرير بإذن الله".
أي اعتداءٍ على القدس سيفجر حربًا اقليمية
أثناء تقليب صفحات انتصار معركة "سيف القدس" مع ممثل "الجهاد الاسلامي"، يشدد الأستاذ أحمد البركة لـ"العهد" الاخباري على أن "حرب "سيف القدس" كانت انجازًا عسكريًا أذهل كل المحللين، فللمرة الأولى كانت الرصاصة الأولى من المقاومة. وللمرة الأولى نشهد التحام كل الجبهات على مستوى الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة ومناطق الـ 48".
ويوضح البركة أنَّ "اطلاق 4500 صاروخ في أحد عشر يومًا يعد انجازًا عسكريًا غير مسبوق، كما أن معركة سيف القدس قد شلت الحياة لدى الاحتلال وأدخلت أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ".
وأمام هذا النصر التاريخي والاستثنائي لفلسطين مقاومةً وشعبًا ولكل محور المقاومة يعبّر البركة لـ"العهد" الإخباري عن دور اليمن شعبًا وقيادةً في المحور: "وجود اليمن في محور المقاومة بالتأكيد سيضيف لهذا المحور زخمًا كبيرًا، فاليمني مقاتلٌ صلبٌ، وانسانٌ وفيٌّ لقضاياه، وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية".
ويشير البركة إلى ما وراء تصريحات السيد القائد عبد الملك الحوثي فيقول "رأينا كيف أن السيد عبد الملك الحوثي قد صرح بأن أي اعتداءٍ على الأقصى سيفجر حربًا اقليمية، وهذا يعني مشاركة اليمني في هذه المعركة ونحن نؤكد أن الاحتلال الصهيوني يعمل ألف حساب لتصريحات السيد عبد الملك".
ماذا بعد سيف القدس؟
مع انقسام خارطة أنظمة العالم العربي والاسلامي إلى جبهتين هما جبهة محور المقاومة وجبهة التطبيع مع العدو، يوضح البركة لـ"العهد" الاخباري موقف فلسطين شعبًا ومقاومة حيال المطبعين: "علاقتنا مع محور التطبيع هي علاقة مع الشعوب وليست مع الأنظمة، الشعوب العربية تتوق لحرية فلسطين وليس لها ذنب في ما تفعله أنظمتها، أما أنظمة التطبيع مع العدو فنحن نتمنى عليهم مراجعة حساباتهم، فالعدو لن يعطيهم الأمان والهدوء، وإنما الشعوب العربية هي من تستطيع اعطاءهم ذلك".
ويؤكد للعهد الاخباري أن "علاقة المقاومة مع أنظمة التطبيع ستصاب بالفتور، وهذا طبيعي فالعدو الصهيوني يشترط عليهم ذلك، ويقف حجر عثرةٍ أمام أي علاقة مع فصائل المقاومة".
وعن السخط العبري - العربي الموجّه صوب ايران بعد نصر "سيف القدس"، يستهجن البركة هذا السخط "ايران التي تدعم المقاومة بالمال والسلاح لن يؤثر فيها تنديدٌ هنا أو سخطٌ هناك. ونحن نشكر كل من يقف معنا ويدعمنا ضد هذا العدو وهذا طبيعي، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وليدعم كل من ينتقد ايران فلسطين، وسنشكر دعمه لنا".
ولأن فلسطين هي قسيم هذه الأمة يُشدّد ممثل "الجهاد الاسلامي" على "التقرب مع كل من يتقرب من فلسطين والابتعاد عن كل من يبتعد عنها".
ويؤكد أيضًا "علاقة المقاومة بايران مستمرة وتشتد يومًا بعد يوم".
المقاومة الفلسطينية جاهزة للتنكيل بالعدو
في ختام حديث ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" الفلسطينية في اليمن، يوصل البركة رسالته مطمئنًا كل محبٍ للقدس ومهددًا كل مبغضٍ لها: " المقاومة الفلسطينية راكمت الكثير من العتاد العسكري الذي يمكن له أن يؤلم العدو الصهيوني، وقد شاهدنا هذا التطور في مدى الصواريخ الفلسطينية واختراقها لمنظومة القبة الحديدية التي طالما فاخر بها العدو، المقاومة الفلسطينية تتطور كل يوم وتجهز لتصعيد العدو، وهي على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يطرأ على الساحة الفلسطينية المحتلة والعدو يعرف ذلك جيدًا، لذلك هو يخشى المواجهة مع المقاومة".