خاص العهد
ورق العنب.. كنز الجنوبيين
حسين كوراني
في ظل أزمة اقتصادية ضربت جميع القطاعات الإنتاجية في لبنان، استعاد عدد من القرى الجنوبية عادات زراعية هجروها بسبب المنافسة الخارجية. المردود المادي وحده كان الحافز الأساسي لهؤلاء من أجل إعادة إحياء زراعة العنب وبيع ورقه نظرًا لكلفتها القليلة وإيراداتها العالية.
أبو علي جعفر المزارع من بلدة ياطر الجنوية أوضح لموقع "العهد"، أن "موسم قطع الفروع يبدأ خلال شهر شباط ويستمر حتى منتصف آذار، ليجري بعد ذلك زرعها وريّها جيدًا كل أسبوعين مرة واحدة بـ 10 ليترات من الماء حتى بداية فصل الشتاء، لمدة عامين فقط"، مضيفًا أنه "في العام الثالث وصاعدًا يجري ريّها كل شهر مرة واحدة من أجل أن تنمو بسرعة وتعطي أوراقًا كثيرة وبرّاقة".
وذكر جعفر أنه "يجب أن يرفع نبات العنب عن الأرض بواسطة قساطل حديد، أو أن يزرع خلف حائط وينمو عليه كطريقة الكروم"، مشيرًا إلى أن هذه الزراعة كلفتها المادية قليلة، إذ لا تحمّل المزارع سوى عبء توفير المياه، كما أن تأقلم النبتة مع كل ظروف الطقس، وعدم حاجتها الى أدوية وأسمدة يسهل الاهتمام بها".
وروت الحاجة أم قاسم بلحص لـ"العهد" تفاصيل عملها اليومي في هذا المجال، وقالت إن "هذه الزراعة تتميز بتكلفتها المنخفضة ومردودها العالي، فخلال ساعتين يمكن أن أقطف 4 كيلو من الورق، الكيلو الواحد في بداية موسمه يباع في ظل هذه الظروف بـ 30 الف ليرة، وقد يصل في آخر الصيف الى 25 ألف ليرة".
ولفتت أم قاسم الى أن "نوعية ورق العنب التي يقدمها أغلبية المزارعين في هذا الموسم مناسبة جدًا للبيع ومرغوب بها ويراعي سعرها الأوضاع، ويسمى هذا النوع من ورق العنب "الجرعاوي" ذات الحجم الصغير والمستدير".
وأشارت إلى أنه "كلما رُويت النبتة أكثر في فصل الصيف، كلما زاد إنتاجها بمقدار الضعفين أو 3 أضعاف"، وذكرت أن "إقبال الجنوبيين على هذه الزراعة ساهم في تنشيط حركة بيع ورق العنب، على الرغم من ان الطلب ارتفع في الآونة الاخيرة، خصوصًا على الورق "الجرعاوي""، علما أن الكمية المتوفرة لدى المزراعين لا تلبي حاجة السوق".