خاص العهد
قرار المجلس الدستوري يخلط الأوراق السياسية في طرابلس.. وناجي يطالب باعلان فوزه
فادي منصور
الصدمة التي أحدثها قرار المجلس الدستوري الاخير انسحبت على مختلف الاطراف السياسية في طربلس من خلال إبطال نيابة "ديما الجمالي" عن المقعد السني الخامس في طرابلس دون الاعلان عن فوز صاحب الطعن "طه ناجي" الذي اعتبر في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن هذا القرار مجحف بحقه بعدم إعلان فوزه كمرشح للائحة وكمقدم للطعن.
واعتبر ناجي كلام رئيس المجلس الدستوري حين قال "نحن اجتهدنا بإعادة الانتخابات علما ان لائحة الكرامة أخذت حاصلا انتخابيا أعلى ولو بفارق ضئيل من الأصوات"، اعتراف منه بمظلوميتنا، مشيراً الى أن موقفه مخالف للقانون الذي بنى عليه رئيس المجلس القرار في وقت لا يوجد فيه اجتهاد مع وجود النص.
بدوره اشار النائب فيصل كرامي، الى أن القرار خطوة اولى في مكافحة الفساد، واصفا ما صدر بالظلم والانحياز لطرف سياسي اذ كان بامكان المجلس اعلان فوز مرشحنا طه ناجي ولا داعي لاجراء الانتخابات فالنتيجة واضحة.
واوضح كرامي انهم سيقدمون اعتراضًا على قرار المجلس بواسطة محامين وقانونيين، معلناً استعدادهم لخوض الانتخابات كاشفاً انه سيبدأ بالاتصالات لعقد التحالفات خلال يومين على أبعد تقدير.
ومن المفترض أن تجرى الانتخابات ليملأ المقعد خلال شهرين من تاريخ اعلان القرار في الجريدة الرسمية حيث تدعو وزارة الداخلية لاجراء الانتخابات لملء المقعد الشاغر في طرابلس وفقا لنظام الاقتراع الأكثري على ان يقفل باب الترشيحات قبل خمسة عشر يوماً على الأقل من الموعد المحدد للانتخابات.
في هذا الوقت تشخص الانظار نحو مواقف رؤساء الكتل السياسية التي تنافست في الانتخابات التي جرت صيف 2018 وما هو الموقف الذي ستحدده وسط أسئلة حول المعركة المرتقبة وحجم التحالفات بين القوى.
مصادر قريبة من النائب فيصل كرامي، وصفت "للعهد" المعركة المرتقبة بالقاسية والانتخابات الفرعية المرتقبة تعيد الى الاذهان صورة الانتخابات التي جرت في صيف عام 2009 حين تحالف تيار المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد كبارة والنائب السابق محمد الصفدي في وجه الرئيس عمر كرامي منفردًا حينها واجه المرحوم ما أسماه حيتان المال والسلطة رافضاً أي تحالف يخالف قناعاته السياسية.
ووصف المصدر القرار الصادر عن المجلس الدستوري بظلم بحق لائحة الكرامة ومصادرة لأصوات شريحة واسعة من الطرابلسيين المؤيدين لخط الكراميين، كما انه استهداف جديد لجمعية المشاريع الاسلامية بشخص رئيسها.
وتشير المعلومات إلى أن كلمة الفصل اليوم هي في موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي أوعز الى ماكينته الانتخابية بأن تكون على مستوى عال من الجهوزية، لافتة الى أن قراره سيحدد بعد لقاء الرئيس سعد الحريري مستبعدة التحالف مع الرئيس الحريري، ومستبعدة في الوقت نفسه أن تكون ماكينته الانتخابية شريكة مع ماكينة الوزير السابق محمد الصفدي التي أعلنت على لسان الوزيرة فيوليت الصفدي دعمها الكامل للنائب ديما جمالي واللقاء بين الطرفين "ميقاتي -الصفدي " غير وارد في هذه اللحظة.
ترجح بعض المعلومات أن يكون للرئيس ميقاتي مرشح محمد نديم الجسر الذي يتمتع بشعبية كبيرة في طرابلس ويتردد اسمه بقوة ليخوض المعركة الانتخابية الفرعية مع العلم أنه بإمكان ماكينة ميقاتي تجيير 20 الف صوت لمصلحة المرشح الذي سيسميه ميقاتي في حال قرر دخول المعركة الانتخابية.
من جهته سرب الوزير السابق أشرف ريفي عبر بعض المقربين منه معلومات عن امكانية ترشحه عن المقعد السني كون الانتخابات ستجرى في طرابلس حيث بينت أرقام نتائج الانتخابات الاخيرة بأنه ما زال يتمتع بتأييد في بعض المناطق الشعبية في طرابلس، فيما رأت مصادر بأن دخوله للانتخابات سيكون له دور في تشتيت أصوات المستقبليين.
من جهة ثانية بدا لافتا بأن النائب محمد كبارة يراقب ما يجري على الساحة ولن يتسرع باعلان موقفه الداعم للرئيس الحريري الا بعد ان تتخذ جميع القوى السياسية مواقفها وعليه سيبني على الشيء مقتضاه، علما بأنه سبق أن طرح اسم نجله كريم للترشح في الانتخابات الماضية لكنه لا يستطيع مواجهة المستقبل منفردا فالتفرد بالقرار سيولد أزمة مع الحكم ولا مصلحة له في مواجهة السلطة كونه شريكا معها.
وترى مصادر متابعة أن المعركة الانتخابية لن تكون سهلة والتحالفات ستحددها مصالح القوى السياسية مع بعضها البعض في المرحلة القادمة وما ستحصده من تعيينات في الدوائر الرسمية وعلى مستوى الوزارات.
بالخلاصة المزاج الشعبي الطرابلسي تغير كثيرًا لناحية دعم المستقبل الذي خسر شارعه بسبب مواقفه وتيار الرئيس ميقاتي يحافظ على شعبيته القوية بينما يتمتع النائب فيصل كرامي بأكثرية صامتة وبقاعدة شعبية لا يستهان بها علاوة على ذلك هناك الصوت العلوي الذي حتما سيدعم كرامي.