خاص العهد
"اسرائيل" تحاصر غزة بالجدران الاسمنتية
غزة - العهد
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً في المرحلة الثالثة والأخيرة من بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة المحاصر منذ العام 2006، حيث يمتد طول الجدار 65 كيلومترا بارتفاع 6 أمتار.
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت في أيلول/سبتمبر من عام 2016، ببناء جدار عازل مع قطاع غزة يتكون من 3 مراحل: المرحلة الأولى تتمثل في بناء حاجز تحت الأرض بطول 60 كيلومترا بدعوى محاربة أنفاق الفصائل الفلسطينيّة، والمرحلة الثانية بناء حاجز بحري بطول 200 متر وارتفاع 6 أمتار على الحدود البحرية الشمالية لقطاع غزة، والمرحلة الثالثة بناء سياج فولاذي على طول الحدود مع قطاع غزّة.
تبلغ تكلفة المشروع بمراحله الثلاث حوالى 3 مليارات شيقل (833 مليون دولار)، واستخدم الإسرائيليون في بنائه الخرسان المسلح وأجهزة الاستشعار. واستبعد الفلسطينيون أن يشكل الجدار الذي بدأ الاحتلال الإسرائيلي ببنائه عائقا أمام فصائل المقاومة في تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلا.
القيادي في حركة المبادرة الفلسطينية نبيل دياب يقول في حديث لموقع "العهد" إن "ما تقوم به قوات الاحتلال من اجراءات وتشييد بناء الجدار الفاصل على حدود القطاع سيفشل أمام إرادة وصمود شعبنا، كما استطاع شعبنا أن ينتصر على الجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بحجة توفير الحماية الأمنية للمستوطنين".
ويضيف دياب ان "الاف الفلسطينيين الذين يخرجون قرب حدود القطاع كل يوم جمعة سيؤكدون حقيقة الانتصار على اجراءات الاحتلال"، موجها ًرسالة قوية للاحتلال "بدلا من اقامة الجدران والحواجز عليه أن يلملم أمتعته ويرحل عن أرضنا".
يتابع "من حق شعبنا أن يهدم الجدر ويكسر الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ 12 عاما.. هذا الجدار يؤكد عنجهية وصلف الاحتلال وفي هذا مخالفة للاعراف والمواثيق الدولية".
ويردف دياب قائلاً "على العالم أن يقف مع شعبنا وخصوصا المؤسسات القانونية والحقوقية الإنسانية لتجرم دولة الاحتلال على ما تقوم به من قمع وقتل المتظاهرين السلميين في مخيمات العودة وكسر الحصار"، معتبراً أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض سياسة الأمر الواقع وتكريس واقع جديد يفرض نفسه في معدلات سياسية قادمة".
بدوره، يقول الأمين العام لحركة الاحرار الفلسطينية خالد ابو هلال لموقع "العهد" إن "إقامة الاحتلال الصهيوني الجدر في البر أو البحر تعكس حالة الرعب والخوف من المستقبل، كما تعكس أن المشروع الصهيوني في انحسار ونحن على يقين بان كل هذه الجدر التي يقيمها الاحتلال لحماية نفسه من المقاومة لن تفلح لأن مشروع الاحتلال دخيل على المنطقة".
ويضيف "إن العدو الصهيوني بعد أن تلقى العديد من الصفعات والهزائم المتتالية من خلال المواجهات المباشرة مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية وصل الى يقين انه غير قادر على المواجهة المباشرة مع ابناء شعبنا والمقاومة بالتالي يلجأ للانكفاء للخلف وحماية نفسه من خلال اقامة الجدر سواء في البر أو البحر".
وشكلت عملية استهداف الحافلة الاسرائيلية في موقع عسكري إسرائيلي شمال شرق قطاع غزة بـ13 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2018، بصاروخ موجه أطلقته المقاومة الفلسطينية تحديا جديدا أمام الاحتلال.
يشار إلى أن قوات الاحتلال اتخذت التدابير الأمنية التي تتمثل في نشر قوات عسكرية قرب العمال وطائرات بدون طيار في المناطق التي بدأ عمال إسرائيليون العمل فيها لبناء الجدار، وذلك بعد تخوفات من محاولات فصائل المقاومة استهداف العاملين في بناء ذلك الجدار، الذي من المتوقع الانتهاء من بنائه نهاية عام 2019.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في 3 شباط/فبراير الجاري، أن الجدار الذي سيزن 20 ألف طن من الفولاذ سيقام على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الحالي، الذي سيبقى مكانه ولن تتم إزالته عقب الانتهاء من السياج الجديد.
وفي يناير الماضي، كشفت "القناة العاشرة" العبرية عن انتهاء الجيش الإسرائيلي من بناء السياج الحدودي البحري الفاصل مع قطاع غزة، خلال فترة استمرت لمدة سبعة أشهر.
وذكرت القناة العبرية أن السياج الفاصل تم بناؤه بارتفاع 6 أمتار، ويبلغ طوله 200 متر، ويحتوي على أنظمة تكنولوجية متطورة، ومصمم لمنع التسلل عن طريق البحر.
وبحسب القناة العاشرة، تم بناء الحاجز بطول 200 متر من الصخور الضخمة التي تم وضعها في البحر، على الحدود الشمالية للقطاع، وتم تثبيت جدار ذكي فوق هذه الصخور، ويحتوي السياج على أجهزة استشعار دقيقة، لاكتشاف الأنفاق وعمليات التسلل.