تعرفة الأطباء في زمن الغلاء.. قدرة المريض تحكم

مهدي قشمر

يوميًا، تزداد الأعباء المعيشية على المواطنين في ظلّ اشتداد الأزمة الاقتصادية الراهنة وتأثير جائحة "كورونا" التي استنزفت جميع الفئات في لبنان. حكمًا، الأطباء طالتهم "المِحنة". ولأن الوضع كذلك، قرّرت نقابة الأطباء رفع معاينة الطبيب الاختصاصي في العيادة الى ٢٠٠ ألف ليرة وطبيب الصحة العامة الى ١٥٠ ألف ليرة، أمّا في المستشفيات، فالتسعيرة الجديدة أصبحت للطبيب الاختصاصي ١٥٠ ألف ليرة، ولطبيب الصحة العامة ١٠٠ ألف ليرة.

أطباء الأسنان: نقص الدعم يستنزفنا

عضو مجلس نقابة طب الأسنان في لبنان الدكتور حسام جسار تحدّث لموقع "العهد الاخباري" عمّا يمرّ به عموم الأطباء بسبب الغلاء الذي أصاب كلّ قطاع، فقال "لم نستطع تثبيت تسعيرة لنضع حدًا أدنى للأسعار بسبب التقلّبات اليومية والهستيرية أحيانًا لسعر صرف الدولار، خصوصًا أن كل المواد الطبية المستخدمة بسعر الدولار"، لافتًا إلى أن المعدات والمواد الطبية لطبيب الأسنان غير مدعومة جميعها باستثناء البنج والذي ساعد وزير الصحة الدكتور حمد حسن في أن يكون مدعومًا لإدراجه تحت خانة الدواء. وأضاف "أغلب الناس بدؤوا بتقبّلون موضوع الغلاء، والعديد من الأطباء يأخذ ثمن المواد الطبية بسعر صرف الدولار بحسب السوق ويأخذ بدل أتعابه على سعر صرف الـ1500 ليخفف عبئًا عن المرضى".

وأوضح "حاولنا أن نتكلّم كثيرًا كـنقابة مع مصرف لبنان، فمشكلتنا قائمة على دعم مواد أطباء الأسنان، لو تمّ دعمها لما شعرنا بوجود مشكلة، إلّا أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفض دعم كل شيء فيما يتعلق بطب الأسنان علمًا أننا لم نطلب دعم المواد المتخصصة في التجميل أو الزرع إنما الأمور الأساسية كالرصّات وعلاجات العصب، ورفض دعم أي شيء متعلق بأطباء الأسنان".

المعاينة بـ50 ألف

المتخصّص في طب الأطفال الدكتور طريف نصر الله بيّن لـ"العهد" كيف تجرى المعاينات اليوم في عيادته كما بعض زملائه في ظلّ الغلاء وارتفاع الأسعار، فلفت الى أنه لا يزال يعتمد كلفة المعاينة على أساس  50000 ليرة لبنانية، على الرغم من أن كافة المعدات الطبية بات سعرها مرتبطا بسعر صرف الدولار، مشيرًا الى أنه يعطي استشارات طبية عبر الهاتف دون مقابل لتخفيف الأعباء على المواطنين، آملًا أن يتحسّن الوضع الاقتصادي في أسرع وقت.

مبادرة إنسانية طبية

بدوره، بادر طبيب الصحة العامة حسن منذر للإعلان عبر العهد" عن جهوزيته لاستقبال المرضى من دون أي تكلفة مادية للمعدومين، معلنًا أن مركز منذر الطبي مفتوح لجميع الناس بأي وقت لاستقبالهم، وقال "في ظل ارتفاع الاسعار أحاول أن أساعد الناس، فلا أعتمد تعرفة للمعاينات الطبية بل حسب قدرة المريض وما يستطيع دفعه"، مضيفًا "للأسف الاحوال الاقتصادية غيّرت العديد من الأمور الحياتية، بتنا نبحث عن الامور الأكثر ضرورة لشرائها ونفكر في القدرة على تعبئة الوقود للسيارات إن وجدت، كما أصبحنا نبحث عن فرص للهجرة في حال بقي الوضع على حاله، فلا نعلم إلى متى يمكننا الصمود هكذا".

نقابة اطباء الاسناننقابة الاطباء في لبنان

إقرأ المزيد في: خاص العهد