معركة أولي البأس

خاص العهد

يمن الإيمان يواجه العدوان بتراحم أبنائه وتكاتفهم
16/05/2021

يمن الإيمان يواجه العدوان بتراحم أبنائه وتكاتفهم

سراء جمال الشهاري

انقضى شهر رمضان المبارك وما انقضت أعمال الخير والبر في يمن الايمان.

عاصمة العواصم صنعاء كانت أنموذجًا زاخرًا بالتكاتف والتكافل خلال الشهر الكريم، ومثالاً لاحسان شعب الأنصار وتماسك صفه الداخلي، وحرائره صنعن فيه بصمة مليئة بالعطاء.

لقد نظمت اليمانيات جملةً من المبادرات الخيرية، تصدرتها مبادرة "الخير بين يديك"، التي نشطت في مجمل أحياء ومديريات أمانة العاصمة، وأُقِيمت ضمن المبادرة حملات احسان متنوعة.

استفتحت مبادرة "الخير بين يديك" أعمالها بتنظيم مطابخ رمضانية خيرية، منها ما كان مركزيًا ووفّر طعام افطار مئات الأسر المحتاجة طيلة الشهر الكريم، ومنها ما انتشر في الحارات الداخلية، واستوعب فقراء هذه الحارات.

توضح رئيسة مبادرة "الخير بين يديك" الأستاذة سماح الكبسي في تصريحٍ خاصٍ لموقع "العهد" الاخباري أن "الأخوات العاملات في المبادرة قمن بإعداد وجبات رمضانية لمئات الأسر المستضعفة في العاصمة صنعاء على مستوى كل مديرية وحارة وحي، وأُقيمت هذه المطابخ في منازل العاملات في المبادرة أنفسهن. وبذلت العاملات الكثير من الجهد والوقت في اعداد الوجبات الرمضانية بحسب الامكانات المتوفرة و على مدار شهر رمضان المبارك. وتنوعت هذه الوجبات ما بين الأرز ومشكل الخضار والخبز وخبز اللحوح اليمني و شرائح السمبوسة وبعض الحلويات".

كسوتي... فرحتي

يمن الإيمان يواجه العدوان بتراحم أبنائه وتكاتفهم

أعطت مبادرة "الخير بين يديك" حيزًا واسعًا من نشاطاتها لاعداد وتجهيز كسوة عيد الفطر المبارك للأيتام وأطفال الأسر الفقيرة، في حملة واسعة كست ما يقارب الألف طفلٍ بحسب أولى الاحصائيات، وما تزال الحملة مستمرة.

ما تميزت به حملة "فرحتي" هو خياط معظم الملبوسات محليًا بأنامل الحرائر، كخطوة أولى في مسيرة الاكتفاء الذاتي، وتنمية الاقتصاد الوطني، فانتاج وتخييط مئات الملبوسات محليًا انجاز آخر يحسب للمبادرة.

الاحسان مسيرة ارتقاء

اختتمت مبادرة "الخير بين يديك" أعمالها بحملة "عيدنا جمعة" والتي دعت أبناء المجتمع إلى تقاسم كعك العيد. هذه الحملة تبنتها الأسر داخل حارات وأحياء العاصمة. حيث أنفقت كل أسرة من كعكها وحلواها، ليُوزع في نفس الحارة على فقرائها.
تنوّه الكبسي أن "حملة "عيدنا جمعة" جمعت كعك العيد من المجتمع وقدمته للفئات الأشد فقرًا وضعفًا ليسعد بالعيد الجميع الفقير والغني".

ومن الملاحظ أن أعمال الخير والبر باتت سلوكًا مجتمعيًا وصفةً ملازمة للشعب اليمني، تنبع من هويةٍ ايمانية وأصالةٍ يمانية. تتحدث الأستاذة سماح الكبسي عن مصدر تمويل المبادرة "بأنه المجتمع ذاته الذي لطالما ينفق في السراء والضراء ويبذل النفس والمال في سبيل الله وفي سبيل تعزيز أسباب الصمود والثبات في وجه العدوان والحصار. وقد تم جمع المال من المجتمع نفسه طوعيًا عبر المشاركات في المبادرة من مختلف مديريات الأمانة".

إن التراحم القائم بين أبناء المجتمع اليمني، هو أحد الأسباب الرئيسية في صمود الشعب اليمني سبعة أعوام من عدوانٍ بربريٍ لا مثيل له في عصرنا. وعلى ضوء توصيات السيد القائد عبد الملك الحوثي، أصبحت أعمال الاحسان المجتمعية تسير وفق آلية تضمن نجاح العمل واستمراريته، وتشمل مجالاتٍ عدة.

تنوّه رئيسة مبادرة "الخير بين يديك" أن "هناك مشاريع احسان اتجهت نحو أمراض السرطان والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض. ومشاريع أخرى ساهمت في دفع ايجارات منازل الذين لم يستطيعوا ايفاء الايجار، بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. كما قمنا بتأسيس مشاريع صغيرة تعين الضعفاء على توفير لقمة العيش بعيدًا عن التسول و انتظار الغير. ومبادرة "الخير بين يديك" هي من نتاج هذه الأعمال العظيمة".
ومن منبر العهد والمقاومة توصل الكبسي رسالتها للعدوان الأمريكي السعودي "بأننا سنحول قيوده وحصاره إلى فرصةٍ حقيقيةٍ لبناء قدراتنا وتطوير مهاراتنا، وسنتصدى لكل مؤامرته ومحاولاته المتكررة في تركيع عزيمة الشعب اليمني واستسلامه، و تفكيك نسيجه الاجتماعي من خلال الحصار والجوع، لأننا باحساننا وتراحمنا وتكاتفنا سنظل أقوياء وصامدين حتى تحقيق النصر والتمكين بإذن الله".

شهر رمضان

إقرأ المزيد في: خاص العهد