خاص العهد
مخيم "الهول" لعائلات "داعش" في الحسكة: مدرسة أمريكية لصناعة الارهاب
نضال حمادة
على غرار معتقل "بوكا" الامريكي في العراق، الذي شكل الرحم الذي ولد منه تنظيم "داعش" الإرهابي، تدير قوات الاحتلال الامريكي جنوب مدينة الحسكة السورية بحماية قوات سوريا الديمقراطية قسد مخيماً يضم الآلاف من عائلات وأبناء إرهابيي "داعش" الذين قتلوا أو أسروا في الحروب المستمرة التي يخوضها التنظيم في المنطقة منذ أكثر من سبع سنوات.
ويضم مخيم "الهول" حوالي ثلاثة آلاف عائلة من عوائل مسلحي "داعش" تعداد الذكور بينهم لا يقل عن خمسة آلاف تتراوح أعمارهم بين السنتين واحد عشر عاما. وقد وصلت الى المخيم خلال السنة الماضية ومطلع هذا العام الكثير من العوائل من جنسيات عراقية وسورية وجنسيات أخرى، خصوصاً مع اندحار التنظيم عن آخر معاقله في شرق سوريا.
مصادر "العهد" تكشف أن يوم الثلاثاء الماضي وحده شهد وصول مائة وسبعين عائلة من عوائل إرهابيي "داعش" بينهم خمس وسبعون عائلة عراقية وخمس وستون عائلة سورية وثلاثون عائلة من جنسيات مختلفة. وبلغ عدد أفراد هذه العائلات حوالي خمسمائة وثمانين شخصاً، إضافة الى خمسين مسلحاً من الجنسية الكازاخية سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية قسد في جيب "الباغوز". وهذه الأعداد فقط ليوم الثلاثاء الماضي.
المصادر تؤكد أن هناك في مخيم "الهول" اخصائيين امريكيين في علم النفس يتابعون أوضاع عوائل إرهابيي "داعش". وقد قُسِم المخيم على ورشات يدير كل ورشة منها شخص من هذه العائلات تحت اشراف الامريكيين. وتشير المصادر الى بدء انتشار كتب تكفيرية في المخيم تحت الرعاية الأمريكية، ومن هذه الكتب كتاب "ملة ابراهيم" لمؤلفه "المقدسي"، وهو الكتاب الذي كان رائجاً في سجن بوكا الامريكي في العراق وانتج جيلاً كاملاً من التكفيريين كانوا نواة وقادة تنظيم "داعش" لاحقاً بعد اطلاق سراحهم من قبل قوات الاحتلال الامريكي في العراق عند بدء انسحابها الكبير عام 2010.
ما يحدث في مخيم "الهول" تكرار حرفي ونسخة طبق الأصل لما حصل في السجون الاميركية في العراق، ويبدو أن الولايات المتحدة الامريكية تعيد انتاج جيل جديد من السلفية التكفيرية المحاربة تحت عناوين وأسماء جديدة بعدما استهلكت الاسماء والعناوين السابقة. وتختم المصادر حديثها لموقع "العهد" الاخباري بالقول إنه يظهر من أعمار الذكور الموجودين في المخيم أننا أمام جيل سوف يكون النسخة القادمة للتكفيرية المحاربة بعد سبع سنوات الى عشر سنوات على أبعد تقدير، ما يشير الى خطة أمريكية طويلة الأمد في العالم العربي والاسلامي تبقي السلفية الوهابية بنسختيها المحاربة والدينية هي العمود الفقري لها.