خاص العهد
نصيحة "مجرّب وحكيم" حول لقاح "استرازينيكا"
فاطمة سلامة
يُجمع أهل العلم والاختصاص على أنّه لا خلاص من فيروس "كورونا" سوى بتأمين المناعة المجتمعية. تلك المناعة لا يمكن تحقيقها سوى باللقاحات. الأخيرة وعلى رغم أهميتها إلا أنها لا تزال قيد التجربة، الأمر الذي قد يخلق حالة من التردد والهواجس لدى فئة من الناس، وهذا ما يُفسّر حكماً انخفاض عدد الراغبين بتلقي اللقاح والمسجلين على منصة وزارة الصحة اللبنانية. ولا يخفى أنّ تلك الهواجس قد تزداد حيال بعض أنواع اللقاحات أكثر من أنواع أخرى. يأتي في هذا الصدد لقاح "استرازينيكا" حيث تبرز مخاوف لدى البعض في لبنان من تلقيه وسط الأخبار التي تنتشر بين الحين والآخر حول العالم عن حدوث جلطات دماغية لدى أشخاص تلقوا هذا اللقاح ما دفع بدول الى تعليق استخدامه أو حصره بالفئة العمرية التي تزيد عن الـ 65 عاماً.
جباوي: لم أشعر بأي عوارض
وعلى قاعدة "اسأل مجرّب" استصرح موقع "العهد" الإخباري رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي الذي تلقى اللقاح خلال إطلاق حملة التطعيم للأساتذة، فأكّد أنّه لم يشعر بأي عوارض جانبية، لافتاً الى أنّه تلقى لقاح "استرازينيكا" مع مجموعة من رابطة الثانوي ونقابة المعلمين وبعض المدارس الخاصة، وكل الذين تلقوا اللقاح كان الأمر طبيعياً لديهم رغم أنهم من أعمار مختلفة. وفق جباوي، قلة قليلة من الزملاء شعروا بحرارة خفيفة وهذا أمر طبيعي، عكس ما يروّج عن أنّ هناك تداعيات خطيرة وجلطات. بتقدير جباوي، هذا الكلام تجاري ولا علاقة له بالشأن الصحي. ولا يخفي جباوي أنه أجرى اتصالات كثيرة قبل تلقيه اللقاح مع عدد من الأطباء كرئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح "كورونا" الدكتور عبد الرحمان البزري ومدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض وآخرين ممّن لديهم خبرة في هذا المجال، وكان هناك إجماع على أن لقاح "استرازينيكا" كأي لقاح آخر. الجميع نصحني بتلقيه -يقول جباوي- الذي ينصح كافة الأساتذة والناس بأخذ أي لقاح يصل اليهم ليطمئنوا ويكتسبوا المناعة.
مخباط: هؤلاء فقط يُنصح بابتعادهم عن اللقاح
خبير الأمراض الجرثومية وعضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة لمتابعة كورونا الدكتور جاك مخباط يوضح في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ بعض الدول قرّرت تعليق استخدام لقاح "استرازينيكا"، ولكن المؤسسة الأوروبية لمراقبة الدواء عقدت اجتماعاً لها قبل يومين ولم تصدر أي ارشادات بهذا الصدد. الإرشادات الوحيدة وجّهتها فقط لأي شخص لديه استعداداً للجلطات بأنّ عليه الانتباه من هذا اللقاح. وهنا، يوضح مخباط أنّ بإمكان البعض إجراء فحوصات لوظائف صفائح الدم ولكن حتى هذه اللحظة لا يزال الأمر مجرد تجارب ولا شيء مؤكّد. لذلك، يُنصح في الوقت الحاضر فقط الأشخاص الذين لديهم استعدادات للجلطات أو أمراض قد تؤدي الى جلطات أو يتلقون أدوية قد تزيد خطر الجلطات أن يبتعدوا عن اللقاح.
وحول الوفيات التي يُعلن عنها بسبب اللقاح، يقول مخباط: " ثمة وفيات ولكن هذا الأمر ظهر لدى أشخاص جربوا لقاحات أخرى أيضاً، ولم يتبين أن هناك أي زيادة في الأعداد وسط تلقي الملايين "الاسترازينيكا"". برأيه، فإنّ الجلطات التي ظهرت عند من تلقوا هذا اللقاح ليست أكثر من الأشخاص العاديين الذين لم يتلقوا أي لقاح. يذهب مخباط أبعد من ذلك فيسأل: " هل يتحمّل اللقاح السبب في حال أخذته وسرت على الطريق فوقع على رأسي شيء ما من المبنى فقتلني؟".
لم تثبت الدراسات بالوقت الحاضر أي خطورة زائدة من لقاح "استرازينيكا"
اذاً، هل بإمكاننا القول إنّ لقاح "استرازينيكا" آمن؟ يرفض مخباط القول إن هذا اللقاح آمن مئة بالمئة. برأيه، بإمكاننا القول إنه لم تثبت الدراسات بالوقت الحاضر أي خطورة زائدة من لقاح "استرازينيكا". نحن دائماً بانتظار الوعي، ولا ننسى أن هذه اللقاحات جديدة، فحتى لقاح "فايزر" لا نعلم بماذا ممكن أن يؤثر. كل هذه اللقاحات لا تزال بمرحلة التجربة، يضيف مخباط.
وحول لجوء بعض الدول الى منع استخدام لقاح "استرازينيكا" لمن هم تحت الـ65 عاماً، يعزو مخباط السبب لأن خطر التجلطات عند كبار السن موجود ولكنه يبين أكثر عند من هم أقل من الـ65 عاماً وخصوصاً النساء.
أنصح الناس بأخذ أول لقاح يتمكّنون من الحصول عليه
وفي الختام، ينصح مخباط الناس بأخذ أول لقاح يتمكّنون من الحصول عليه. المرض والوباء من وجهة نظره أصعب بكثير من أي أمر آخر. لم نكن نتوقع أن تكون المواجهة مع "كورونا" بهذه الصعوبة خاصة لدى الأشخاص الذين يدخنون أو لديهم أمراض ثانوية أو سمنة أو يعانون من سكري وما شابه.