خاص العهد
أبناء الشمال بلا كهرباء.. وأصحاب المولدات يتحكمون برقابهم
محمد ملص
على خطى معمل الزهراني، سار معمل دير عمار شمال لبنان، حيث أطفئت محركات المولدات وبات عاطلاً عن العمل، بعد نفاد مادة المازوت والفيول اويل التي تعمل عليها المجموعات الغازية والبخارية، وهو ما تسبب بزيادة ساعات التقنين.
المعمل الذي من المفترض أن تبلغ قوته التشغيلية ٤٥٠ ميغاوات تعمل على إعطائها أربع ماكينات من نوع التوربينات الغازية، أوقف اثنان منها منذ قرابة الأسبوعين للتخفيف من استهلاك مادة المازوت، واستمر العمل بمجموعتين فقط: الأولى غازية وتولد ١٥٠ ميغاواط فقط، والثانية البخارية وتولد ٧٠ ميغاواط أي ما مجموعه ٢٢٠ ميغاواط من أصل ٤٥٠. لكنه اليوم بات لا ينتج وهو تحت معدل 0 ميغاواط!
عند الساعة الثامنة من صباح الخميس 1 نيسان أطفأت الشركة المشغلة لمعمل دير عمار المولدات والمجموعات البخارية داخل المعمل. أحد المهندسين العاملين في المعمل قال لموقع "العهد": تبلغنا عبر رسالة خطية من مدير المعمل أن مادة المازوت تكفي حتى الثامنة صباحًاً، وعليه سنضطر الى إطفاء المجموعة الوحيدة التي كانت تعمل الى حين تأمين مادة المازوت، من دون أي ذكر لتاريخ العودة الى العمل، وهو يوحي أن الأزمة ربما ستطول لأيام أو لأسابيع.
إطفاء معمل دير عمار زاد من ساعات التقنين، حيث وصلت ساعات التغذية الكهربائية الى 4 ساعات في الـ24 ساعة فقط، الأمر الذي دفع بأصحاب المولدات الى استغلال الظروف، فلجأوا الى زيادة الضغوط على المواطنين، وعمدوا في مختلف المناطق اللبنانية كما طرابلس والبداوي والمنية الى زيادة ساعات التقنين، (تصل ساعتين وتنقطع ثلاث ساعات)، إضافة الى زيادة تعرفة الكيلواط الواحد والذي وصل الى 1000 ليرة عن كل كيلو، هذا عدا عن الرسم الثابت عن كل عداد الذي ارتفع الى 25 الف ليرة. ولدى الاستفسار عن أسباب ارتفاع الأسعار، تكون حجة الدولارحاضرة، وأن قطع الغيار وما الى هنالك من بضائع "نضطر الى شرائها بالدولار حصراً".
أمام تلك المعضلة يعيش أبناء طرابلس والشمال، حالة من الفوضى، حيث باتوا يترقبون عودة الكهرباء لتسيير أمورهم الحياتية والعملية، خصوصًا أصحاب المصالح التجارية والمختبرات الطبية وأطباء الأسنان إضافة الى أن المعاناة ازدادت على الكثيرين من المرضى الذين يعانون من إصابتهم بفيروس كورونا، ويستخدمون آلات الأوكسجين التي تعمل على الكهرباء.
مصادر خاصة لموقع "العهد" توقعت أن يعود معمل دير عمار الى العمل غداً السبت، حيث سيصار الى تفريغ باخرة محملة بمادة المازوت، لتعود معه ساعات التغذية للتحسن تدريجياً، لكن حتى الساعة لا معطيات أكيدة تشير الى أن المعمل سيعود الى العمل غدًا، خصوصًا أن الاعتمادات المفترض فتحها للبدء بإفراغ مادة المازوت لم تنجز.. أقله حتى الساعة.