ابناؤك الاشداء

خاص العهد

 كورونا..لبنان يتحضّر لموجة ثالثة وعدّاد الإصابات إلى ارتفاع 
26/03/2021

 كورونا..لبنان يتحضّر لموجة ثالثة وعدّاد الإصابات إلى ارتفاع 

فاطمة سلامة

لا يزال البعض يعتبر فيروس "كورونا" مزحة. لم يتّعظ من كافّة الأوضاع المأساوية التي تحيط به. كل ما حولنا يُنذر بالأسوأ القادم. عدّاد الإصابات لا يزال مرتفع، وعدّاد الوفيات كذلك. وفي الوقت الذي من المفترض أن يُبدي فيه كلّ مواطن حيّزاً عالياً من المسؤولية، لا يزال الإستهتار سيّد الموقف لدى كثيرين. ولا يزال الإلتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة خارج الإهتمامات. الأمر الذي يُدخل لبنان في صورة أكثر قتامة إذا ما بقيت الأمور على حالها، وفق ما يؤكّد مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة الدكتور جوزيف الحلو لموقع "العهد" الإخباري. وفق الحلو، إذا بقيت الأوضاع كما هي، ذاهبون الى مرحلة سيضربون فيها المثل بـ"النموذج اللبناني" وليس الإيطالي.

الحلو: الوفيات بأعداد غير طبيعية وكارثية

حسناً فعل مجلس الدفاع الأعلى حين قرّر الإقفال التّام خلال فترة الأعياد، يقول الحلو الذي يتحدّث بحرقة وغصة وألم وأسف على كلّ الجهود التي بذلت وتذهب سُدى. يلفت الحلو إلى أنّ المشكلة الأساسية لسوء الحظ تكمن في أنّ الشعب اللبناني لم يتفهّم بعد خطورة المواجهة مع كورونا والتي تصل حد الموت. وفق الحلو، ثمة إصابات كبيرة وموت بأعداد غير طبيعية وكارثية. حتى أنّه لو أجريت فحوصات أكثر لتبيّن لدينا إصابات أكثر. يسترجع المتحدّث فترة عيدي الميلاد ورأس السنة الماضية والتي أحدثت ما يشبه الإنفجار الكبير في الإصابات. وقتها حاول المواطنون التّذاكي في فترة الإقفال العام على القانون، فاستحصلوا على استثناءات للخروج، لندفع جميعنا الثمن اليوم كضريبة لهذه التصرفات. وهنا يسأل الحلو: لماذا التذاكي وتزوير الهويات للخروج من المنازل؟.

 كورونا..لبنان يتحضّر لموجة ثالثة وعدّاد الإصابات إلى ارتفاع 

وضع المستشفيات حرج

ويوضح الحلو أنّ أوروبا تتحضّر لموجة ثالثة ورابعة، ولبنان كما بقية الدول سيشهد موجة جديدة تزداد معها أعداد الإصابات، فيما القدرة الإستيعابية للمستشفيات تقل يوماً بعد يوم. يوضح الحلو أنّ لدينا اليوم حوالى 1150 سريراً في العناية الفائقة بالمستشفيات، بعدما بدأنا منذ عام بـ340 سريراً أي بات العدد أربعة أضعاف. بتقدير الحلو، حتى لو جرى تحضير 2000 سرير سيمتلؤون جميعهم إذا بقينا على هذه الحال. وهنا يلفت مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة إلى أنّ القدرة الإستيعابية لأسرة العناية الفائقة امتلأت ما بين الـ 80 بالمئة إلى ما يفوق الـ90 بالمئة في بعض المناطق. كما يشير إلى نقطة مهمة حيث أنّ مرضى الحالات العادية يحتاجون أيضاً لأسرة عناية فائقة ما أوجد مشكلة في هذا الإطار إذ لم يعد هناك متّسع لهؤلاء المرضى. ولا ينكر الحلو أنّ وضع المستشفيات حرج في بعض المناطق خاصّة في هذه الفترة الزمنية حيث تختلط عوارض الرّشح وإلتهابات الرئة والقصبة الهوائية مع الكورونا.  

ويحذّر الحلو من خطورة المرحلة القادمة خاصةً أنّنا قادمون على جملة أعياد عائلية تجتمع فيها العائلات، وهنا الخطر القادم إذ إنّ أكثر حالات العدوى تحصل بين العائلات وهذا ما نخاف ونحذّر منه، وهو الأمر الذي دفع لجنة الكورونا إلى الطلب من مجلس الدّفاع الأعلى منع التجول في فترة الأعياد. وفي هذا الإطار، يشدّد الحلو على ضرورة المحافظة على أنفسنا ومحبينا. يستذكر مواقف مؤلمة وحرجة كيف أنّ أهالي مرضى كثر يقومون بوساطات ليتمكنوا من رؤية أهاليهم خلف الزجاج. يستذكر كيف أنّ مريض الكورونا يتوفى دون أن يودّعه أحد، وهذا أمر صعب في مجتمعاتنا الشرقية. يسأل عن الحال الذي سيكون عليه أي شخص  بعد وفاة أمه أو أبيه أو أحد من عائلته إثر نقله العدوى لهم. بالطبع سيعيش كل عمره في خضم عذاب الضمير، يضيف الحلو الذي يشدّد على ضرورة أن يكون كل شخص خفير   وعسكري على نفسه لتنجح الوقاية الشاملة، أما إذا تعبنا كمعنيين ليلاً ونهارا مقابل الإستهتار الحاصل فكأنّ شيئا لم يكن. 

وفي الختام، يوجّه الحلو التّحية للطواقم الطبية والتّمريضية والصليب الأحمر والهيئة الصحية والإعلام والقوى الأمنية وكل من يتعاطى في هذه الحرب التي تُخاض ضدّ عدوّ خفي.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد