خاص العهد
"أسترازينيكا" في لبنان .. ماذا في مضاعفاته؟
مهدي قشمر
من الواضح جداً أنّ انطلاق عملية التلقيح في كلّ المناطق اللبنانية يجب أن تترافق مع التزام صارم بالإجراءات الوقائية، وإلاّ فإن عدد الإصابات بالفيروس لن ينخفض بل سيواصل ارتفاعه، وبالتالي فإنّ التلقيح لا يعني انتهاء الوباء، بل يجب أن يتزامن مع جهود مضنية مجتمعياً من أجل السيطرة عليه، خاصة أن عملية تأمين اللقاحات لضمان المناعة المجتمعية ستستغرف وقتاً، في وقت يدور الحديث عن تعليق استخدام لقاح "أسترازينيكا" في بعض الدّول الأوروبيّة لإرتباطه بجلطات دمويّة خطيرة بعد تَلَقيه، فيما أعلن وزير الصحة حمد حسن عن وصول 125 ألف لقاح أسترازينيكا في نهاية آذار، وأشار إلى أنّ الوزارة اعتمدت هذا اللقاح بعدما اعتمدته منصّة كوفاكس ومنظمة الصحة العالمية.
وفي هذا الخصوص، لفت رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي في حديث لموقع "العهد" الاخباري إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بمواصلة التطعيم بلقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، وذلك خلال التحقيق في أسباب تجلط الدم عند استخدام اللقاح.
وأضاف عراجي "يجب أن يتواصل إعطاء لقاح "أسترازينيكا" لعدم وجود سبب يستدعي عدم استخدامه وأن التجلطات التي حدثت ليست بسبب اللقاح".
كذلك أيّد عضو لجنة الصحة النيابية الدكتور علي المقداد ما ذهب إليه عراجي، وقال في حديث لـ "العهد" إن "هذه الدول علّقت التلقيح باللقاح لكنها لم تلغِ العملية"، مشيرًا إلى أنها قامت بذلك لتجري مزيد من الدراسات، واليوم أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اللقاح آمن ولا علاقة له بالجلطات التي أعلن عنها البعض".
النائب المقداد تحدّث أيضاً عن تأثير اللقاحات التي تمّ تلقيها حتى الآن في لبنان، ولفت إلى أنّه بحسب متابعته لم تظهر عوارض سوى على ممرضة والعوارض كانت حساسية وحرارة متوقعة، موضحًا أنه حتى الآن لم يتبلّغ عن ردّات فعل قاسية بعد تلقي اللقاح.
وحول ما يتعلّق بالشركات الخاصة التي ستستورد اللقاح، بيّن عراجي أنه على اتصال دائم مع وزير الصحة وأن الوزير أعطاهم أذونات لاستيراد اللقاح، لكن المشكلة بالشركات في الخارج بعدم التعاون معهم بما يخص تحديد وقت للتسليم، لافتًا إلى كلام منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بعدم وجود توزيع عادل للقاحات.
وفيما أكد عراجي أن "الحلّ هو باللقاح"، حذّر من أن "بعض الدول تحتكر اللقاح لتلقّح شعوبها وتعطي الفتات لباقي الدول".
وأضاف "عملية التلقيح ستبقى بوتيرة بطيئة طالما هذه الدول تحتكر توزيع اللقاحات".
إلى ذلك، لفت عراجي إلى أنّ المستشفيات ممتلئة وأنّ البعض من المرضى يجلس على الكراسي ليأخذ الأوكسيجين، مشيرًا إلى أنّه منذ الأمس نبحث عن أسرّة لـ 12 مريضًا وحتى اليوم لم نجد لمريضين مكانًا.
وطالب عراجي من المواطنين الإلتزام التام ليبقى البلد مفتوحًا، موضحًا أنه "بدون الالتزام بالإجراءات الوقائية لا يصح أن يبقى البلد مفتوحًا، وإذا بقي الوضع بهذا الشكل فنحن سنخسر الصحة والإقتصاد".
وحول ما يُثار عن انقطاع الكهرباء آخر شهر آذار وتأثير ذلك على القطاع الصحي، اعتبر عراجي أننا "سنواجه إذا حصل ذلك كارثة كبيرة"، مشيرًا إلى أن "إنقطاع الكهرباء لثوانٍ قد يودي بحياة الكثيرين في العناية الفائقة".
الصحةفيروس كوروناوزارة الصحة اللبنانيةعاصم عراجيلجنة الصحة النيابيةلقاح كورونا