معركة أولي البأس

خاص العهد

02/03/2021

"العهد" في مخيمات الأكراد الفارين من عفرين: أين المنظمات الدولية؟

محمد عيد

مرّت أكثر من سنوات ثلاث على قيام الجيش التركي ومرتزقته بإحتلال مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية في ريف حلب ما تسبب بتهجير عشرات الآلاف من أبنائها إلى مناطق أكثر أمنًا.
"العهد" دخلت إلى مخيم "العودة" الواقع في قرية "الزيارة"، وهو واحد من المخيمات في ريف حلب الشمالي واستطلعت آراء مهجري عفرين القاطنين في هذا المخيم.

عفرين القريبة البعيدة

حين يعاندك الواقع وتضيق بيدك الحيلة يصبح التمني مجازك نحو المستقبل المرجو، ولهذا السبب أطلق أكراد عفرين المهجرين منها إسم مخيم "العودة" على الخيام البائسة التي لا تستطيع أن تداري جراحهم على أمل العودة المرجوة والتي لم تحرك لأجلها "الإرادات" حتى، وبقيت مجرد اسم لمخيم.

"العهد" في مخيمات الأكراد الفارين من عفرين: أين المنظمات الدولية؟


 
على خطى الفلسطينيين إذا يسير أكراد عفرين السوريين، مدينتهم التي هجروا منها في العام 2018 بسبب فائض القوة التي استعملها الجيش التركي الغازي ومرتزقته الذين نال الأهالي على يديهم الكثير من البطش والتنكيل، تبدو قريبة وبعيدة في الآن ذاته. بينهم وبينها مدرعات ومرتزقة و"أمجاد أردوغان وأحقاده التاريخية على الأكراد" كما قال أبو أران لموقع "العهد" الإخباري.
 
يبكي الرجل وهو يعرض لنا على جواله مقطعًا سجله أحد المرتزقة في بيته وأرضه التي كانت يومًا ملكه في عفرين، وعندما هدأ بكاؤه وخف أنين صوته المتهدج ملك من جديد رباطة جأشه متوعدًا "الغزاة والمرتزقة" بالعودة القريبة وتحرير الأرض والدار.

"العهد" في مخيمات الأكراد الفارين من عفرين: أين المنظمات الدولية؟


 
ينسحب الأمر كذلك على أم أران التي سردت على مسامعنا ذكرياتها عن أيام قطاف الزيتون في عفرين والذي يسرقه المرتزقة ويقومون بأخذه إلى تركيا فيباع هناك على اعتباره زيتًا تركيًا نقيًا. يحز الأمر كثيرًا في نفس أم أران التي تخفي دموعها وهي تنضح مياه الأمطار والوحل المحيط بخيمتها قبل أن تضيف "حولنا أردوغان من أعزاء في بيوتنا وأراضينا إلى مجرد مشردين على باب المنظمات "اللاانسانية" التي تعطينا القليل وتسرق الكثير باسم نزوحنا".

تخبرنا أم سليمان عن الأنباء السيئة التي تصلهم من عفرين والتي شاهدوا بعضها بأم العين قبيل نزوحهم، فخطف الأطفال والنساء والإعتداء على الرجال حالة يومية في عفرين "لم يكتف الجيش التركي بسرقة بيوتنا وأراضينا بل وجد في ابتزاز الباقين هناك فرصة للتكسب وأخذ مال الفدية، والعالم صامت تجاهنا وكأننا لسنا من سكان هذا الكوكب".

أين المنظمات الإنسانية؟

بلغ العدد الإجمالي للنازحين الوافدين إلى قرى ريف حلب الشمالي منذ بدء الإحتلال التركي لعفرين أكثر من ربع مليون نسمة حسب لجنة الشؤون الإجتماعية المشرفة على المخيمات يعيش منهم حاليًا أكثر من 133 ألف نازح في المخيمات والقرى بريف حلب الشمالي منهم ما يقرب من 120الف نسمة يقطنون في منازل فارغة غير مؤهله للسكن على إعتبار أنها كانت مسرحًا للمعارك على مدى ثلاث سنوات ما بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة.

"العهد" في مخيمات الأكراد الفارين من عفرين: أين المنظمات الدولية؟

وتذكر الإحصائيات أن نسبة النساء والأطفال داخل هذه المخيمات تتجاوز الـ 55 في المئة. المخيم الواقع تحت سيطرة "الإدارة الذاتية الكردية"  بائس لدرجة لا تخطئها العين، مياه الأمطار جعلت من إمكانية التنقل بين الخيام عسيرة للغاية، والخدمات في المخيم في حدود ضيقة جدًا وأكثر ما يؤلم الأهالي هو تواضع التعليم المقدم لأطفالهم على ما يقول هوزان لموقع "العهد" الإخباري.  

يستاء الأهالي هنا كثيرًا من ذكر "المنظمات الإنسانية" التي لا ترعى شؤونهم كما يجب، وما يؤلمهم أكثر غياب التغطية الإعلامية لقضيتهم، ويرون أن هذا العالم يتواطأ مع القوي و"يساير" أردوغان في "ظلمه وتجبره".
لكنهم مع ذلك يؤكدون أن عودتهم إلى عفرين هي مسألة وقت ليس أكثر .

 

الأكراد

إقرأ المزيد في: خاص العهد