ابناؤك الاشداء

خاص العهد

18/02/2021

"العهد" في "نُبل والزهراء" في الذكرى الخامسة لفك حصارهما

محمد عيد
يحتفي أهالي مدينتي "نُبل والزهراء" الواقعتان في ريف حلب الشمالي بالذكرى الخامسة لتمكن الجيش العربي السوري بمساعدة حلفائه من فك الحصار المطبق الذي فرضته الفصائل الإرهابية عليهما لتطوى صفحة أليمة في تاريخ البلدتين الصامدتين اللتين دفعتا ثمنا باهظاً قبل الوصول للحظة النصر المؤزر.

انتصرنا بالإيمان

"العهد" في "نُبل والزهراء" في الذكرى الخامسة لفك حصارهما

في العام 2012 أطبقت مجموعة من الفصائل المتشددة ومن بينها جبهة النصرة الإرهابية في حصار مشدد على بلدتي "نُبل والزهراء" في ريف حلب الشمالي، بدت البلدتان حينها معزولتين في بحر من المقاتلين التكفيريين الذين اعتقدوا أن أهاليهما سيستسلمون لمحاصريهم الذين حاولوا استمالتهم بداية بالحديث عن "ثورة الحرية" لكن الأهالي الخبيرين بغدر التكفيريين آثروا الصمود والقتال حتى النصر أو التحرير الذي جاءهم أخيراً بعد تضحيات كبيرة بلغت أكثر من 1500 شهيد ومئات الجرحى فيما كلفت معركة فك الحصار عن البلدتين حوالي 36 شهيداً من "نُبل والزهراء" وعشرات الشهداء والجرحى من رجال الجيش العربي السوري وحلفائه فيما لا يزال هناك مفقودون ومخطوفون من أهالي البلدتين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.

الشيخ جظة لفت إلى أسباب فك الحصار

يستحضر سماحة الشيخ محمد جظة من علماء مدينة "نُبل" ذكريات الحصار المرير على بلدتي "نُبل والزهراء" اللتين عانى الأهالي فيهما  الأمرين من هذه المجموعات الإرهابية المسلحة. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد الشيخ جظة أنه في كل يوم كان يتساقط على المدينتين عشرات القذائف والصواريخ التي كان مبعثها ذلك "الحقد الأسود" المختزن في قلوب الإرهابيين فيما كان الأهالي يعانون من قلة الطعام والشراب ومن شح الأدوية والرعاية الصحية لأن الحصار كان مطبقا.

"الإيمان الموجود في القلوب وحب الوطن والحفاظ على المبادئ والقيم كانا دافعاً كبيراً لصمود الأهالي ولذلك فإنهم تصدوا لهذا الحصار بكل رباطة جأش واستطاعوا في نهاية هذا الحصار أن يحققوا النصر الساحق على هؤلاء الإرهابيين ومشغليهم من الدول الغربية والخليجية" .
 

"العهد" في "نُبل والزهراء" في الذكرى الخامسة لفك حصارهما

سماحة الشيخ أشار إلى مساعي الإرهابيين للغدر بالأهالي عبر إظهارهم الجانب اللين بداية "طبعاً الإرهابيون طلبوا من أهالي نُبل والزهراء أن يقفوا بجانبهم وقالوا لهم إن هذه ثورة ضد الظلم ولتغيير الواقع الحالي وللدفاع عن المستضعفين وكانت كلها ادعاءات لأن أفعالهم دلت على خبث سرائرهم فيما بعد والأهالي جابهوا ذلك بالنصر والثبات وانتصروا في النهاية وهذا سبيل كل الصامدين عبر التاريخ ".
 
شمس الدين شمس الدين إعلامي من أهالي مدينة نُبل عاش الحصار المضروب على البلدتين كاملا وهو أشار في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى أن مهمته كصحفي فرضت عليه  مواكبة  كل الاحداث التي شهدتها هاتان البلدتان من معاناة ومظلومية محاولا إيجاز المشهد.

" توقفت حركة السيارات إلا للضرورة الملحة وتواتر وصول جثامين الشهداء حتى لا يكاد يمر يوم دون تعزية وتشييع من يرتقون نتيجة استهدافهم من الإرهابيين المحاصرين للمدينتين أو ممن يستشهدون في معارك حلب أو غيرها. كان المشفى الوحيد يعمل بإمكانيات لا تذكر في ظل ندرة الأجهزة والخبرات الاختصاصية ولم تصل المشتقات النفطية لتشغيل آليات البلدية التي توقفت مراراً حتى عن نقل القمامة من البيوت والشوارع والتي كان الأهالي المحاصرون  يحتاجونها للافران ولاستخراج المياه من الآبار وارتفعت أسعار البنزين والمازوت والغاز والكاز أضعافاً مضاعفة نتيجة قلتها فيما كانت الخضراوات والفواكه أكثر ندرة"، يتذكر شمس الدين.
رغم كل ذلك لفت شمس الدين إلى أن الأهالي قاتلوا ودافعوا ليس عن أنفسهم وأطفالهم وحسب بل عن "وحدة التراب السوري بأجمعه بدعم كبير من الجيش العربي السوري والأصدقاء والحلفاء لسورية وشعبها".

الأطفال وآثار الحصار

"العهد" في "نُبل والزهراء" في الذكرى الخامسة لفك حصارهما

أبو علي من أبناء بلدة "نُبل" أشار في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى واقع أطفاله أثناء الحصار " لدي طفلتان تعانيان حتى اللحظة من أمراض نفسية بسبب القذائف ولا تزالان تستيقظان مرعوبتين في الليل خوفاً من شدة الأصوات التي كانتا تسمعانها، كنا عاجزين عن الأجوبة عن استفسارات الأطفال عندما يسألوننا (ليش عم يضربوا علينا قذائف ؟!) ولكن بفضل الجيش العربي السوري والأصدقاء وصل السلاح إلينا عن طريق الحوامات، الأمر الذي زاد من همتنا بعد أن أصبح عندنا سلاح متطور وكسرنا شوكة الإرهابيين الذين قاموا باكثر من هجوم واسع وضخم وغزير النيران أملا في اقتحام البلدتين لكنهم فشلوا بفضل الإيمان الكبير الموجود لدى الأهالي وحسن التنظيم للقيادات العسكرية التي أدارها الجيش العربي السوري مع الحلفاء والأصدقاء".

أبو جواد مواطن من بلدة "الزهراء" لفت في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى أن أيام الحصار كانت سوداء بكل ما للكلمة من معنى نتيجة الحصار المطبق على البلدتين "هناك انعدام للغذاء وحليب الأطفال والدواء وأكثر ما يؤلم أن تسعين في المئة من الجرحى والمرضى يستشهدون نتيجة لذلك ".

أبو جواد تحدث عن التدرج في الصمود وأدواته "في بداية الحصار وقبل دخول الجيش العربي السوري وحلفائه على خط الدعم  كان الأهالي يدافعون عن البلدتين بأسلحة الصيد المتواضعة والمتواجدة لديهم وكثير من الشهداء كانوا يرتقون في الأراضي الزراعية فيموتون نتيجة النزيف وانعدام الأدوية ولا يزال حتى اليوم عندنا جرحى يعانون من أيام الحصار".

مواطن آخر من بلدة الزهراء أشار في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى عدم إغفال الجوانب التعليمية والاجتماعية رغم شدة الحصار وهوله .

صمود وعلم

" اضطررنا لإنشاء لجان شعبية للدفاع عن أنفسنا وأطفالنا في الوقت الذي كانت فيه قذائف الحقد تتساقط في كل مكان في المنازل والشوارع وفوق المدارس ومع ذلك بقينا صامدين في مختلف النواحي العلمية والمعيشية والأمنية وقد أصر معلمونا على افتتاح المدارس رغم القذائف رغبة في تعليم أبنائهم الطلبة وعلى الرغم من انقطاع الكهرباء ووسائل التدفئة كان الأطفال يدرسون حتى على ضوء الشموع إذا توفرت والأمهات يصنعن رغيف الخبز من بقايا القمح والشعير الذي كان ينفق بحساب شحيح ".

أهالي "نُبل و الزهراء" أشاروا بحسرة إلى قيام العالم كله بغض الطرف عن مأساتهم أيام الحصار رغم أنه  كان متابعا عبر وسائل الإعلام والفضائيات "ما يسمى المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً ونحن وعينا ذلك فكانت ثقتنا فقط بجيشنا وحلفائه الذين بقوا عند حسن ظننا بهم حينما تمكنوا من فك الحصار وفتح الطريق. كانت أياما ظالمة وحالكة لاتنسى أبدا".

نُبل والزهراء

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل