ابناؤك الاشداء

خاص العهد

في ذكرى القادة الشهداء: بوصلة التونسيين تتجه دائما نحو المقاومة
17/02/2021

في ذكرى القادة الشهداء: بوصلة التونسيين تتجه دائما نحو المقاومة

تونس - روعة قاسم

تحمل ذكرى القادة الشهداء الكثير من المعاني والدلالات التي تدعو للفخر والاعتزاز بالمقاومة اللبنانية وتاريخها المشرف، فهؤلاء القادة كانوا من طليعة القيادات التي أسست هذه المقاومة ولهم مكانة نضالية كبيرة ليس فقط في لبنان فحسب بل لدى النخب الداعمة للفكر المقاوم عربيًا وتونسيًا أيضًا. ويأتي استذكار أيام الشهداء هذا العام في خضم مخاض صعب تشهده المنطقة مع تعدد المتآمرين والمطبعين، مما يجعل المسؤوليات أكبر من أجل السير على درب هؤلاء القادة الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء من أجل تحرير الأوطان من رجس الاحتلال الصهيوني.
 
من المشرق الى المغرب العربي.. المقاومة واحدة
 
وتقول القيادية التونسية مباركة البراهمي لـ "العهد" إن دماء القادة الشهداء لم تذهب هدرًا رغم تواطؤ النظام الرسمي العربي. وتتابع "نترحم على جميع الشهداء الذين التقوا على درب مقاومة العدو الصهيوني وعلى درب مقاومة الهيمنة الأمريكية والنظام الرجعي العربي المتواطئ على الحقوق العربية وحقوق الأمة الإسلامية والمتآمر على فلسطين ونقول إن دماءهم لن تذهب هدرًا طالما أن خط المقاومة قائم ويتمدد وينتصر وطالما هناك أوفياء لهذا النهج العظيم ولا يمكن للمقاومة إلا أن تنتصر".

وتشدد البراهمي على "أننا نحيي ذكرى الشهداء والأمة العربية والإسلامية والحقوق التاريخية لهذه الأمة في فلسطين أولًا وحقوقها الطبيعية في الأمن والأمان والاستقرار والازدهار أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى، بحملة التطبيع المنظمة والممنهجة والتي ينتهجها النظام الرسمي العربي. وفي خضم هذا السعي المحموم والسباق بين من يفرط بفلسطين أكثر ومن يسارع الى الارتماء في حضن العدو ومن يركع للعدو والإمبريالية الأمريكية والحركة الاستعمارية في العالم أكثر، وفي نفس الوقت الذي يفرط فيه النظام الرسمي العربي علنًا وتصبح الخيانة فيه على المكشوف، لا يزال هناك شباب ورجال ونساء يذودون بأرواحهم ويتكرمون على الوطن والأمة بدمائهم الطاهرة الزكية".

وبحسب البراهمي فإن "درب الشهداء لا يتوقف وهو مسيرة متواصلة الى أن تعود الحقوق الى أصحابها ويندحر العدو مخزيًا مدحورًا والى أن يخرج آخر مستوطن صهيوني من الأراضي العربية والإسلامية وتتطهر المنطقة من المشرق الى المغرب من دنس الإرهابيين التكفيريين الوهابيين وهي حرب واحدة ودرب واحدة"، موضحة أن "هذه الحروب التي تثار هنا وهناك على امتداد المنطقة ليست إلا محاولة لطمس معالم الطريق نحو فلسطين. ولكن هذه المعالم بالنسبة لنا واضحة وألق دماء الشهداء هو الذي ينير الطريق. وحيث وجد العدو وجدت مقاومة وإن شاء الله مثلما نرى الانتصار في سوريا قريبا جدًا، ومثلما نرى الانتصار في اليمن قريبا جدًا، فإن دماء الشهداء الزكية الطاهرة ستقرب أكثر فأكثر الينا القدس وفلسطين، تلك التي استشهد من أجلها ودافع عنها الشهداء الذين توشحوا بسلاحهم وزينوا صدورهم بنياشين المقاومة، من الشهيد راغب حرب الى الشهيد عماد مغنية وقاسم سليماني ومهدي المهندس وكل شهيد تكرم بدمائه على هذه الأرض الطاهرة".
 
ذكرى استثنائية

من جهته، يرى رئيس الرابطة التونسية للتسامح صلاح المصري في حديثه لـ "العهد" أن هذه الذكرى استثنائية في تاريخ المقاومة ضد الصهيونية بالنسبة للبنان والأمة العربية والإسلامية ولكل المقاومين، ويتابع: "الشهيد الشيخ راغب حرب استشهد  في 16 فيفري 1984 بعد دعاء ليلة الجمعة من طرف العملاء، وعرف عنه كلمته المشهورة "المصافحة اعتراف والموقف سلاح". ونفس الشيء بالنسبة للشهيد السيد عباس الموسوي الذي استشهد في اليوم نفسه سنة 1992 وذلك خلال احياء ذكرى الشهيد راغب حرب، وخاتمة القافلة كانت مع الشهيد القائد الكبير الحاج رضوان عماد مغنية الذي استشهد بسب جهوده لنقل أسلوب المقاومة والأنفاق والأسلحة الى غزة حتى يكبّد العدوان الصهيوني الهزائم.

ويلفت الى "أننا كأمة عربية وكشعب تونسي، في ذاكرتنا العديد من الشهداء الذين واجهوا الاحتلال والظلم من بينهم الشهيد فرحات حشاد. فما يجمع الأمة العربية والإسلامية وما يعطيها قوتها وهويتها المعنوية وروحها الانتصارية هم هؤلاء القادة الشهداء. وما يميز القادة الثلاثة أنهم قدموا للأمة أكبر انتصار وهو كسر الهيبة والغطرسة الصهيونية".

القادة الشهداء.. نموذج وقدوة

ويضيف المصري: "القادة الشهداء توجوا جهادهم بطرد العدو الصهيوني وإذلاله في جنوب لبنان حيث كان العدو يعربد ويقتل المسلمين والمسيحيين واللبنانيين جميعًا. واليوم، بعد 37 سنة على استشهاد الشهيد راغب حرب وتقريبًا 29 سنة على استشهاد عباس الموسوي و13 سنة على استشهاد الحاج عماد مغنية، الرسالة الآن هي أن الدرب واضح وعلى أمتنا أن تستكمل روح المشروع الذي جاهد من أجله القادة الكبار. وأمام الهجمة الصهيونية في المنطقة ومحاولات زج باقي الدول العربية في مسار التطبيع، فإنه لا يمكن للأمة الا أن تستعيد هذه الروح العظيمة التي قاومت في ظل ظروف صعبة جدًا وفي ظل هجمة صهيونية كبيرة في الثمانينيات. وعلى أمتنا أن تخلد هؤلاء القادة وأن تأخذهم كنموذج وقدوة".
 

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل