خاص العهد
ما الهدف من استهداف سراي طرابلس؟
فادي منصور
ليلة عنف جديدة عاشتها طرابلس لليوم الرابع على التوالي حيث ظلّت الوجهة الأساسية للمحتجين سراي المدينة التي تُعتبر من أهمّ المرافق التي تحتوي سجلات حيّة تعود لأبنائها فضلًا عن تراخيص قانونية تعود إلى مؤسّساتها، وعشرات آلاف الملفات ومعاملات تخصّ أهل طرابلس وساكنيها.
والأخطر ممّا يجري هو إقدام شبّان على إلقاء قنبلة مولوتوف حارقة باتجاه المحكمة الشرعية السنية ما أدّى إلى احتراق السور الخارجي، ووصلت ألسنة النيران لتطال بعض الغرف الداخلية، الأمر الذي دفع القضاة الشرعيين إلى رفع الصوت، حيث اتّهم الشيخ مصباح الحنون ومعه عدد من المشايخ العاملين في قلم المحكمة حزب "سبعة" بوقوفه وراء عملية الإحراق، خصوصاً أنّ هذا الحزب دائمًا يطالب باستبدال المحاكم الشرعية بمحاكم مدنية ضمن خطة لطالما دعا إليها هذا الحزب بتطبيق قانون الزواج المدني.
ويرى متابعون أنّ الهدف الرئيس من استهداف سراي طرابلس هو أن تُصبح المدينة بلا سجلات، بلا أرشفة أو تاريخ، فإحراقها أو إلحاق الأذى والضرر بها هو أشبه بشخص يضرب تاريخه وماضيه وحاضره.
مصادر سياسية وصفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري ما يجري في طرابلس بالكارثة، داعية إلى ضرورة وضع خطة إنقاذية شاملة لوقف النزيف الحاصل في البلد.
ورأت أنّ المدينة تدفع ثمن حرمان يمتدّ عمره لأكثر من 30 عامًا من الإهمال المتعمّد بهدف استخدام طرابلس كصندوق بريد لتصفية الحسابات السياسية عندما تدعو الحاجة.
وفيما دعت المصادر الأجهزة الأمنية كافّة لأنّ توحّد جهودها وتطبق خطّة أمنية شاملة للسيطرة على الوضع، لفتت إلى أنّ ما يجري على الأرض هدفه الضغط للإسراع في تشكيل الحكومة بأسرع وقت والبَدء بحملة واسعة تستهدف العهد ورئيس الجمهوية.
وكانت مدينة طرابلس شهدت أعمال عنف اشتدّت بعد الإعلان عن وفاة الشاب الثلاثيني عمر طيبة متأثرًا بإصابته خلال مواجهات أمس الأربعاء مع القوى الأمنية، وأعقب عملية تشييعه مظاهرات جابت منازل نواب طرابلس سمير الجسر فيصل كرامي والنائب السابق أحمد فتفت حيث أضرم المحتجون النار حول منازلهم وقاموا بتحطيم كاميرات المراقبة وغرف الحرس.
وانطلق بعدها المحتجون نحو سراي طرابلس حيث بدأوا بإلقاء أربع قنابل يدوية وزجاجات المولوتوف ومفرقعات نارية أسفرت عن سقوط جرحى من العناصر الأمنية وإحراق عدد من السيارات في باحة السراي الخارجية.
وردّت القوى الأمنية بإطلاق القنابل المسيّلة للدموع وجرى لاحقًا استخدام الرصاص المطاطي ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات.
من جهتها، كثّفت وحدات الجيش اللبناني حضورها حول السراي واستقدمت مزيدًا من التّعزيزات لمحاصرة المتظاهرين داخل ساحة عبد الحميد كرامي بهدف منعهم من التّوجه إلى وسط المدينة والإعتداء على مصالح المواطنين التي كانت عرضة للتكسير والإحراق.