معركة أولي البأس

خاص العهد

الثورة الاسلامية بعيون أبنائها
11/02/2019

الثورة الاسلامية بعيون أبنائها

فاطمة ديب حمزة
أربعون عاماً، وشرارة نارها ما برحت تتوقد. أربعون ربيعاً وزهرة حضورها لم تزل تكبر. أربعون صموداً، وبريق الآفاق يميل إلى شمس النصر الأكبر ضد الاستكبار. إنها الثورة الاسلامية الايرانية الخمينية، الممتدة من أول مستضعف حتى آخر مظلوم. إنها ثورة الإنسان القوي العزيز بإيمانه وعزمه. إنها ثورة المجتمع المتماسك ـ المتعاضد، المتين في العلاقة مع قيادته.

أربعون عاماً على الثورة.. ماذا بعد؟

في كل ذكرى تتجدد الصور والمشهدية. مشهدية ذلك اليوم المجيد، يوم عاد روح الله الموسوي الخميني (قده) إلى وطنه حاملاً بين عينيه ثورة ضد الحاكم الجائر المستبد، المستعبد للخارج القريب والبعيد.

في هذا العام، للذكرى خصوصية المرحلة. ربما هي إحدى المحطات الأكثر دقة في تاريخ مواجهة الثورة لأعدائها، ميادينها، أدواتها، تداعياتها، نتائجها، كل ذلك يجعل منها مرحلة تأسيسية ودقيقة جداً بالنسبة للثورة. ربما ايضاً صار الصراع أكثر عمقاً وخطورة بعد أن راكمت سنين المواجهة معرفةً لدى الطرفين أحدهما للآخر.
 

الثورة الاسلامية بعيون أبنائها
المستشار الثقافي محمد مهدي شريعتمدار

وخصوصية المرحلة كذلك تتمثل بنفس إيران. ايران الثورة، ايران الدولة القوية المقتدرة. هنا تحديداً يكمن سر تلك النبتة التي غرسها الإمام الراحل الخميني(قده) يوم زرع في كل نفس فكرة القدرة، وأسس الثورة، حتى لو كان الحاكم يملك العالم كله.

يستجمع محمد مهدي شريعتمدار ـ وهو المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان ـ كل هذه الوقائع، ثم يحدد لموقع "العهد" الإخباري "التحدي الأكبر أمام الثورة في هذه المرحلة، وهو مستوى الصراع مع القوى العالمية الاستكبارية التي لا تريد لايران أن تصبح قوية ونافذة وذات تأثير إقليمي ودولي". أما التحدي الثاني "فهو الحصار الاقتصادي والمالي والضغط على المجتمع الايراني ومحاولة إضعاف مؤسسات الدولة الخدماتية والحد من تأثير الجمهورية الاسلامية في محيطها" بحسب السيد شريعتمدار.

المعركة لا تنتهي اذاً، ما بين شعب أراد العيش عزيزاً، ودول تريد استعباده والاستيلاء على قراره وثرواته، ماذا بعد أربعين عاماً؟

بالنسبة لايران الثورة بقيادة آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام حفظه) فإن وجهة الأمور واضحة. الطريق شقّه الإمام الراحل الخميني (قده) بين أنظمة العالم المستحكمة، فعبر بالثورة ما بين الشرقية والغربية إلى الجمهورية الاسلامية.
 

الثورة الاسلامية بعيون أبنائها
حسين شيخ الإسلام

يقول السيد حسين شيخ الإسلام ـ مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الايراني  لموقع "العهد" "إن هذه الثورة استطاعت منذ شرارتها الأولى أن تحدد مكامن الخطر عليها، كما وحددت نقاط قوتها، فعرفت أن الإدارات الأميركية المستكبرة والنظام الصهيوني هما الخطر الحقيقي عليها، وأن قوة ردعها وعلّة استمرارها هي الشعب الثوري الجاهز دوماً لأن يبقى في الساحات".

أربعون عاماً.. المؤامرة مستمرة

عظيمٌ كان ما حققه ذاك الإمام. رسم كل معالم الدولة القوية القادرة على الصمود لا بل والتقدم. على هداه استكمل "الإمام" الولاية. أربعون عاماً من المؤامرات، والحروب، والضغوط، والحصار، والمواجهات، والمناكفات والجمهورية قوية.. أميركا، مع بعض الغرب الأوروبي وحتى بعض القريب العربي، لم تتوقف عن محاولة ضرب أركان الثورة من الداخل والخارج، منذ ما سمي بـ "عمليات نوجه" التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية من الأردن وبالتعاون مع صدام حسين، والتي كانت تنوي اغتيال الإمام الخميني، ومحاولة إنزال صحراء طبس العسكري، وعمليات إرهابيي "منظمة خلق" و"جماعة الفرقان"، ومنذ الحرب العراقية بدعم أميركي عربي كلي ضد ايران، واغتيالات العلماء وتحركات الشارع المريبة، منذ أربعين عاماً ومحاولات ضرب الثورة أو الحد من توهجها السياسي والصناعي والعسكري، قد فشلت.

أكثر من ذلك، يقول شريعتمدار لموقع "العهد" إن هذه الثورة أرست قاعدة أبدية للشعوب الحرة، تقول إننا قادرون على التغيير وتحقيق الأهداف، والجمهورية الاسلامية الايرانية قادرة على تحقيق ما تصبو اليه من النجاح وكسر الاستكبار رغم كل الصعوبات والضغوط الدولية والعالمية والاقليمية.

يبني شريعتمدار كلامه على أصل مفهوم الثورة، وهو "رسالة بناء المجتمعات الحرة المستقلة". من هنا، يرفع شريعتمدار نبرة الحديث ويجزم بأن ثورة الشعب الايراني - الخميني اليوم، أقوى من أي وقت مضى، وذلك لأنها أسست لدولة مؤسسات تمتلك قرارها، ووسائل الردع عنها، وعلاقة متينة ما بين الشعب والقيادة.

يلتقي شريعتمدار مع شيخ الإسلام في هذه النقطة تحديداً، وحدة القيادة الثورية مع الشعب الثوري. تحديداً هنا يتركز مكمن الاستهداف الغربي الخبيث. لكن يلفت شيخ الإسلام إلى مفارقة تتميز بها الثورة الايرانية وهي "أنها دائماً ما كان يتناسب حجم تقدمها وتطورها مع حجم الاستهداف، هي ثورة تعرف عدوها، وتعرف نفسها، وتستشرف أفقها".

إقرأ المزيد في: خاص العهد