خاص العهد
عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله" علي العماد لـ"العهد": أمريكا أم الارهاب
سراء الشهاري
في اطار معاقبة حركات التحرر في المنطقة، أقرت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على حركة "أنصار الله" في اليمن. ويقرأ عضو المكتب السياسي لأنصار الله ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بحكومة الانقاذ الوطني الأستاذ علي العماد قرار وزارة الخارجية الأمريكية بضم الحركة إلى قائمة الارهاب أنه "يأتي في سياقات عدّة، السياق الأول أن أنصار الله حركة ضمن محور المقاومة، وأنصار الله حركة تتبنى مشروع مواجهة لقوى الاستعمار في العالم، فمنَ الطبيعي أن يظهر بين الحين والآخر من ينتهجون "الديمقراطية" الأمريكية ليواجهوا من يناهض أمريكا ويطلق الشعارات المناهضة لها، إما بحصار للشعوب أو قتلٍ للأبرياء واشعالٍ للحروب، وكل هذا طبعًا حدث منذ اليوم الأول الذي تحرك فيه السيد حسين الحوثي رضوان الله عليه، وهو أكد أن الشعار الذي أطلقته حركة أنصار الله - شعار الله أكبر الموت لأمريكا الموت لـ"اسرائيل" اللعنة على اليهود النصر للاسلام - يأتي في سياق ما تزعم أمريكا أنه عمل ديمقراطي، فلماذا تواجهه؟".
أما السياق الأهم بحسب تصريح العماد لموقع "العهد" الاخباري فهو السياق المرحلي "فالوضع داخل أمريكا والسياسات الأمريكية والنظام الرأسمالي يتخبط بشكل واضح. وإحدى نتائج هذا التخبط هي سياسات الرئيس السابق ترامب، فهذا القرار يعد أحد مؤشرات التخبط وهو كذلك أحد مؤشرات الحركة الجنونية والاستفزازية التي انتهجها ترامب والتي ستدخل أمريكا في مستنقعات أكثر وأكثر. فترامب فضح سياسة أمريكا الكامنة والخفية. أعتقد أنها سياقات مرحلية ليست خطوات استراتيجية مدروسة من قبل واضعي الدراسات واللاعبين الخفيين".
وحول مدى تأثير هذا القرار على الأوضاع في اليمن، يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله إن "هذا القرار جاء في ظل عدوان، فماذا سيضيف أكثر؟ بل هو فقط عرّف المعرف الذي دائمًا ما كنا نقوله منذ أول يوم من أيام العدوان في شعاراتنا أن (أمريكا تقتل الشعب اليمني)، بينما هي كانت تزعم أنها وسيط سياسي يحاول أن يوفق بين الأطراف العربية أو بين الأطراف اليمنية. فما حصل في الأخير هو عبارة عن فضح للمشروع الأمريكي في المنطقة، وكذلك هو عبارة عن تعريف موضوعي لحالة الأنظمة في منطقتنا العربية والاسلامية".
وعن ردود الفعل الدولية بشأن قرار الخارجية الأمريكية يؤكد العماد لـ"العهد" أن "العالم يدرك أن أنصار الله مكونٌ مجتمعي وتاريخٌ متجذرٌ في اليمن، وأن اليمن ذات مماسات جغرافية لا يتناسب معها القبول بمثل هذه القرارات؛ لأنه لن تستطيع أي دولة أن تتحمل تكلفة القبول بمثل هكذا قرارات. هنا اليمن، هنا باب المندب، هنا جغرافيا، هنا سواحل، هنا علاقات اقتصادية، هنا حركة طيران، هنا عمق تاريخي وجغرافي، لا يمكن أن يُعرّف أبناؤه بأنهم ارهابيون وتتحمل الدول تبعات هذا الاجراء الذي سيؤثر على اقتصادها، وسيؤثر على سياساتها، وسيؤثر على علاقاتها، وسيؤثر على قدرتها على التواصل مع باقي دول المنطقة".
ويشدد العماد على أن القرار "اندفاعيٌّ، وربما يحاول ترامب من خلاله أن يُربك المشهد أمام من سيخلفه، مثلما يحاول في الوقت الراهن أن يُحدث فوضى داخل المجتمع الأمريكي من خلال مليشيات وحركاتٍ مسلحة".
ويضيف عضو المكتب السياسي لأنصار الله: "لا يمكن أن يوافق المجتمع الدولي على هذا القرار خاصةً الدول التي لديها تاريخٌ عميق، ربما أمريكا لا يوجد لها تاريخ لكن أوروبا وآسيا وروسيا وشرق آسيا، بشكل عام كل هذه الدول تعرف ماذا يعني أن تُعرّف اليمن واليمنيين بارهابيين - وليست مزايدة - عندما نقول اليمن واليمنيين. فمن يحاول أن يجعل أنصار الله في زاوية بالتأكيد أنه لن يلقى تجاوبا، وقد لاحظنا تصريحات مندوب روسيا وتصريحات منظمات دولية كلهم يدركون أن هذا القرار لا يمكن أن يكون له واقع، ولا يمكن أن يكون له قبول، ونحن كأنصار الله ننظر إلى هذا القرار أنه يأتي ضمن تصرفات اجرامية ومتهورة".
ويلفت العماد في حديثه لـ"العهد" الى "أننا ندرك تمامًا أن ما نعانيه، وأن الحروب التي تشن ضدنا، وأن الحصار الكبير مفروض علينا، وأن القرارات هذه وراءها أمريكا، وما تزال نظرتنا قبل القرار وبعد القرار أن (أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني)، ولهذا بوصلتنا محددة ورؤيتنا محددة، لا يمكن أن يكون للقرار تأثير لا بالضغط علينا في إعادة النظر، ولا كذلك في أن نراجع أنفسنا فيما نحن مؤمنون به وهو (أن أمريكا هي أم الارهاب)، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث ومستجداتها، وتؤكده منهجيتنا التي تربينا عليها، وثقافتنا القرآنية، فلذلك مثل هكذا قرار سيؤثر على من لا زال في قلبه لبس، ولعل هذا القرار يمثل فرصة أخيرة لمن نسميهم المحايدين كي ينطلقوا فيواجهوا رأس الاستكبار العالمي وأم الشر أمريكا و"اسرائيل"".
وفي ما يرتبط بالبعد الانساني لقرار الخارجية الأمريكية يشير العماد الى أن "الشأن الانساني والمساعدات والاغاثات هي معاناة دائمة، لأنها تستخدَمُ بين الحين والآخر في الضغوطات السياسية، وفي مزيدٍ من الحصار عند أي تحركٍ عسكري ميداني، وانتصارات ميدانية. أقصد أننا نعاني مسبقًا في هذا الجانب وربما ينخرط البعض ضمن قرار أمريكا، ونحن نعرف أدوات أمريكا التي تساهم في الحصار مثل السعودية أو الامارات وحتى مصر، كلها أدوات لا تستطيع أن تحرك قارب صيد في البحر، ناهيك عن أن تتواجد عسكريًا، نحن نعرف ماذا وراء الممرات البحرية التي على مستوى العالم".
ويختم: "ربما نلحظ مزيدًا من الحصار وتفاقمًا للأزمة الاقتصادية، لكن ثباتنا وصمودنا ورعاية الله لنا مع حركتنا المدروسة ورؤيتنا الجمعية ستنتج ما يفاجئ هؤلاء القوم بمشيئة الله".