معركة أولي البأس

خاص العهد

تشكيل الحكومة
20/01/2021

تشكيل الحكومة "مكانك راوح"..دياب يبادر لكسر الجليد فهل تُصبح الحركة بركة؟ 

فاطمة سلامة

ربما باتت الكتابة أو الحديث عن الملف الحكومي في لبنان يشبه بعضه البعض. لا جديد، عبارة يُسارع العاملون على خط التأليف لإفادتنا بها لدى سؤالهم عن أي مستجد حكومي. صحيح أن المبادرات جرى تحريكها إلا أنّ الحركة لا تزال بلا بركة، والنتائج مرهونة بضرورة وجود تحول جذري في العقلية لمقاربة هذا الملف. وفق مصادر فاعلة على خط التأليف، لم تعد الحكومة مجرّد استحقاق يجب أن يُنجز ولو بعد حين. كل تأخر في هذا الاستحقاق يُفرغ هذه المؤسسة التنفيذية من معناها، وإن كانت حكومة تصريف الأعمال تقوم بواجباتها، لكنها ليست حلاً في بلد يعاني كل هذه الأزمات. تشدّد المصادر على ضرورة تغيير عقلية التشكيل والبدء من منطلقات وطنية. أيُعقل التعامل مع هذا الملف بكل هذه "البرودة" بينما البلاد تقبع فوق صفيح ساخن وترقد فوق أزمات لا متناهية؟.

وللأسف، من يراقب مسار تشكيل الحكومة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري يجد أن الأجواء الإيجابية بقرب التأليف كانت ممنوعة من الصرف على الدوام. في كل مرة كان يقال "غداً ستتشكّل، والعقد تسير نحو الحل"، يأتي الغد وتزداد الأمور تعقيداً. حتى أنّ المبادرة الفرنسية أم المبادارت -اذا صح التعبير- لم تؤت أكلها لأسباب واعتبارات باتت شبه معروفة ولا يمكن حجبها بالغربال، أسباب تتعلّق بالآلية والعقلية التي تُدار بها عملية التأليف. 

نتائج مبادرة دياب تحتاج وقتاً لتظهر

أمس الثلاثاء، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بجولة شملت رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف. الرئيس دياب تحرك بحسن نية علّه يتمكّن من تحريك المياه الراكدة، إلا أنّ مصادر متابعة لمسار التأليف تلفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري الى أنّ لا شيء جديداً حتى الساعة. وفق قناعاتها، فإنّ نتائج مبادرة دياب تحتاج وقتاً لتظهر. ولدى سؤالها عن إمكانية حدوث لقاء بين الرئسين عون ودياب، توضح المصادر أن "لا شيء في الأفق حتى اللحظة". 

دياب تمنّى على رئيس الجمهورية بوصفه "بي الكل" الاتصال بالحريري واستدعاءه للتشاور  

وفي المقابل، توضح مصادر واكبت اللقاءات الثلاثة التي قام بها دياب أنّ المبادرة جاءت لكسر الجليد بين الرئيسين عون والحريري  والتباعد بين الفريقين الذي ظهر خلال الأسبوعين الماضيين. وتلفت المصادر الى أنّ الأجواء كانت إيجابية. الحريري أبدى كل إيجابية لتجاوز ما حصل مؤخراً، وكذلك فعل الرئيس بري الذي أبدى كل استعداد للمساعدة. ووفق المصادر، تمنى الرئيس دياب من رئيس الجمهورية بوصفه "بي الكل" الاتصال برئيس الحكومة المكلف واستدعاءه الى قصر بعبدا للتشاور بالملف الحكومي. بتقدير المصادر، بهذه الطريقة يتم كسر الجليد. 

وفي الختام، تقول المصادر: "ما جرى يُبنى عليه، لكنه يحتاج الى استكمال".

إقرأ المزيد في: خاص العهد