ابناؤك الاشداء

خاص العهد

الهيئة الصحية تستنفر فرقها: تأهب عالٍ لمساندة مُصابي
15/01/2021

الهيئة الصحية تستنفر فرقها: تأهب عالٍ لمساندة مُصابي "كورونا" ودفن المتوفين مهما بلغ عددهم

هبة العنان

سجّل لبنان المرتبة الأولى عربيًا لناحية عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس "كورونا"، بأكثر من خمسة آلاف إصابة يوميًا و41 حالة وفاة (سجلت يوم أمس فقط)، ما رفع إجمالي الضحايا إلى 1781، الأمر الذي تجاوز طاقات الفرق الطبية والصحية وقدراتها، ولا سيّما لناحية إيجاد أسرّة للمُصابين من الدرجة المتوسطة، أو ممّن تتطلّب حالاتهم دخولًا إلى أقسام العناية الفائقة. 

منذ ظهور أوّل حالة "كورونا" في لبنان، ومع التزايد المستمرّ لحالات الإصابة والوفاة، برزت الهيئة الصحية الاسلامية كجهة داعمة ومُساندة للمؤسسات الصحية التابعة للدولة، في المتابعة والتصدي للفيروس، وتداعياته، وذلك عبر تأمين أجهزة التنفس للمُصابين في المنازل ونقل آخرين إلى المستشفى بحسب ما يتطلّب وضعهم، بالإضافة إلى تولّي عملية دفن ضحايا "كورونا".

وفي هذا السياق، أكد المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية عدنان مقدم أن " الهيئة الصحية هي الجهة الوحيدة التي تصدّت لعملية دفن الموتى جراء الفيروس، إذ تشمل مهمّتها 51 % من حالات الوفاة، فيما تتولّى جهات أهلية تابعة لطوائف معيّنة بعض عمليات الدفن""، مشيرًا إلى أن "فرق الدفاع المدني تعمل باستمرار من أجل خدمة الناس وتأمين دفن الميّت وفق بروتوكول يُحافظ على حرمة وكرامة الميت الى أيّ مذهب وطائفة انتمى".

وذكر مقدم أنه "مهما كثرت حالات الوفاة، فإن الفرق التطوعية في الدفاع المدني حاضرة لتنفيذ مهامها وفق اجراءات بروتوكول الدفن المتّبعة من قبل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي"، مضيفًا أن "الدفاع المدني يتولّى هذه المهمّة مجانًا عندما يتعلّق الأمر بعائلات فقيرة، إذ إن هناك حالات شهدناها وتبيّن أن بعض العائلات لا تمتلك ثمن الكفن للمتوفى".

وتابع مقدم أن "تغطية تكاليف الدفن تتولّاها أحيانا جهات متخصّصة بدعم العائلات الفقيرة كوحدة العمل الاجتماعي في حزب الله أو البلديات في المناطق".

الهيئة الصحية تستنفر فرقها: تأهب عالٍ لمساندة مُصابي "كورونا" ودفن المتوفين مهما بلغ عددهم

نقل المُصابين

وحول عملية نقل المُصابين ممّن تتطلّب حالاتهم علاجًا في المستشفى، أوضح مقدم أن فرق الدفاع المدني تواجه يوميًا عددًا هائلًا من هذه الحالات، وذلك تزامنا مع امتلاء الأسرة في المستشفيات، لافتًا إلى أن "سيارة الإسعاف المخصّصة تضطر إلى الذهاب إلى أكثر من مستشفى لتأمين سرير للمريض ولو كان في قسم الطوارئ".

واعتبر أن الزيادة العالية في الإصابات والوفيات في لبنان خلال هذه الفترة، سببه التفلّت الذي شهدنا في فترة الأعياد وفي المراكز والمحلات التجارية، حيث تهافت الناس على الشراء دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، مشيرًا إلى أن الشعب اللبناني كله يدفع ثمن الفلتان الذي مارسه قسمٌ من المواطنين في وقت سابق.

بتنا ننقل شبابًا وأطفالًا مُصابين!

مقدم تحدّث عن سلالة الفيروس الجديدة التي انتشرت في الآونة الأخيرة وهاجمت فئات عمرية صغيرة، وقال إن فرق الدفاع المدني تنقل بشكل شبه يومي حالات لشباب وأطفال يعانون من مُضاعفات صعبة جراء إصابتهم بـ"كورونا""، مضيفًا أن "هذا الأمر أحدث إرباكًا لدى بعض المستشفيات، إذ إن غالبيّتها غير مجهز لاستقبال هذه الحالات على قاعدة أن الفيروس لا يُصيب الأطفال".

النقص الحاصل في العديد الطبي والتمريضي في بعض المستشفيات يؤخذ بعين الاعتبار، فوفق مقدم "لا نقص في عديد المتطوعين لدينا، وهذه الفرق تعمل على مساعدة العاملين في قسم الطوارئ من أجل نقل المرضى إلى داخل القسم بطريقة انسيابية (أي ليس دفعة واحدة)"، وقال إن في بعض الحالات تضطر إلى الانتظار مع المريض الذي يتلقى الاوكسيجين في سيارة الإسعاف خارج المستشفى، حتى يؤمّن مكان له في أقسامها".

ولفت مقدم الى أن "الدفاع المدني بدأ باستحداث تجهيزات إضافية تساهم في تسهيل مهام فرقه ومراكزه، لناحية أجهزة التنفس والأوكسيجين إضافة إلى اللباس وغيرها من التجهيزات الضرورية، بهدف استيعاب الموجة الجارية  التي ستستمر لـ45 يوما".

تأمين أجهزة التنفس للمصابين في المنازل

مقدم تحدث عن مسألة يسعى الدفاع المدني إلى تغطيتها بشكل كامل، تتعلق بتأمين أجهزة التنفس للمُصابين في المنازل، وقال "نسعى إلى إعارة المحتاجين الأجهزة المخصصة، دون الحاجة إلى أن يدفع المواطن ثمنها الباهظ"، مضيفا "إن هذه الأجهزة وُضعت بتصرف كل الناس بعد تزايد الحالات الصعبة بشكل كبير".

ودعا مقدم المواطنين إلى عدم شراء أجهزة التنفس والأوكسيجين وتكديسها في المنازل دون وجود ضرورة لاستخدامها، خصوصًا أن الطلب على هذه الأجهزة ازداد في الآونة الاخيرة ".

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل