خاص العهد
من الإصابة حتى التعافي.. لا ثبات لدى مصابي "كورونا"
لا شيء ثابتًا في جائحة "كورونا". عوارض الإصابة تختلف من حالة لأخرى، مدّة الحجر والتعافي، والعدوى المحسومة، وإعادة الفحص ثانيةً. التساؤلات كثيرة ومتشعّبة.
الطبيبة المتخصّصة بالأمراض الجرثومية ندى شمس الدين تشرح في مقابلة مطوّلة مع موقع "العهد الإخباري" إشكاليات يعيشها المصابون ويبحثون عن إجابات تطمئنهم وتسكّن حيرتهم.
تقول شمس الدين إن هذا الفيروس يختلف عن غيره، يُصيب كل أجهزة الجسم، ولذلك نرى أن كلّ مصابٍ قد يأتي بعوارض متمايزة عن الآخر، وتُشير إلى أن أعراضًا عصبية تظهر على بعض الأشخاص، ويحكى مؤخرًا عن نتائج عصبية لـ"كورونا" مثل الخرف والنسيان والاضطراب النفسي وغيرها، كما قد تظهر أعراض جلدية على البعض.
وتتابع "هناك تباين في التأثير، إذ إن الفيروس يأتي بعوارض مختلفة بحسب الجهاز الذي يصيبه ويؤثر عليه بشكل أكبر، إلّا أن جميعها تؤثر على الجهاز التنفسي".
14 يومًا لا تكفي لفكّ الحجر
وبشأن توصية منظمة الصحة العالمية بعدم إعادة فحص الـ PCR بعد انتهاء العوارض خلال 10 أيّام، لينتظر المريض 3 أيّام دون تسجيل أية أعراض ويُصار الى فكّ الحجر، تربط شمس هذه التوصية بعدّة استثناءات، إذ إن العاملين بالقطاع الصحي عليهم الالتزام بإجراء فحص الـ PCR للتأكد من الانتهاء من الإصابة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في المناعة أو كبار السن أو من لديه أمراض مزمنة ومن يعيش معهم عليهم التأكد من انتهائهم الكامل من الاصابة قبل فكّ الحجر.
العوارض معيار التعافي
وحول اختلاف مدة الحجر والتعافي بين المُصابين، تُبيّن شمس الدين أن لذلك علاقة بدرجة المرض فالبعض يصاب بأعرض خفيفة والبعض الآخر بعوارض قوية وهناك من يُصاب بنسبة معتدلة، وكلّما كانت العوارض أقوى كلما زادت المدة أكثر، أمّا عند تأثّر أكثر من جهاز في جسم الانسان بالفيروس فتزيد مدّة التعافي، أي إن المصابين الذين عانوا من عوارض قوية فإنهم يحملون الفيروس لمدة أطول من غيرهم.
على صعيد اختلاف العوارض وعدم ثباتها عند جميع المُصابين، تلفت شمس الدين الى أن "أكثر عارض ينسب إلى الإصابة بـ"كورونا" هو فقدان حاستي الشم والتذوق والأعراض المتبقية تشترك مع فيروسات اخرى، وقد تكون مُشابهة للانفلونزا الموسمية، لذلك نلجأ لربط كل حالة بحسب المعطيات، ولا سيّما عند مخالطة أحد المصابين.
هل الإصابة مرة ثانية مُمكنة؟
الإصابة بالفيروس مرة ثانية ممكنة جدًا، تؤكد شمس الدين، وتشير إلى أن نسبة الأشخاص الذين تتكرّر إصابتهم بالفيروس ليست بنسبة موازية لمن يُصاب أول مرة، وذلك لأنه اكتسب المناعة بعد الإصابة الأولى، وقد سُجّلت إصابة ثانية بـ"كورونا" في العديد من بلدان العالم حتى في لبنان، وعليه يجب على الجميع اتخاذ اجراءات الوقاية أُصيبوا أو لم يصابوا بعد.