خاص العهد
العصابات المسلّحة تحرم قرى بعلبك من المياه
يشكو أهالي البقاع شحّ المياه وصولًا إلى انقطاعها في مناطقهم. هؤلاء يُرجعون السبب الى التعديات التي تقوم بها العصابات المسلّحة، فتُمسي 43 قرية محرومة من المياه.
أين تذهب المياه؟
أحد فعاليات بلدة طاريا أبو غافر حمية تحدّث لموقع "العهد الإخباري" عن معاناة أبناء منطقة غرب بعلبك من مشكلة انقطاع المياه منذ سنوات، فقال "نحن نستفيد من مياه اليمونة، إذ أن شلّالها يغذي القرى من دار الواسعة حتى أبلح"، مضيفًا أنه بعد استفادة مناطق أبلح وبدنايل والبلدات المجاورة من الآبار الموجودة لديها لم يعد هناك جدوى لاستفادتهم من مياه اليمونة، فأصبحت قرى شمسطار وطاريا وبيت مشيك والنبي رشادة تعاني من شحّ المياه."
وأوضح حمية أن المياه تصلنا من شهر كانون الثاني حتى آخر حزيران، ومع بداية شهر تموز تبدأ المعاناة مع قطع العصابات المسلحة في المنطقة المياه والسيطرة على مصادرها من أجل ريّ سهول الحشيشة ويستمرّ ذلك حتى شهر أيلول، لتتجدّد المشكلة ويبدأ ريّ البطاطا، ثمّ تتفاقم لتُوزّع المياه على برك البط على حساب مياه الشرب للمواطنين".
وتابع متسائلًا "هل هناك حق لصياد البط ليتمتع بمياه اليمونة وباقي المواطنين لا يحق لهم الشرب!".
ولفت حمية إلى أنه منذ اأسبوعين تفجر نهر الأربعين في اليمونة وملأ البركة الموجودة هناك، لكننا ما زلنا مقطوعين في قرانا من المياه، مُطالبًا الأجهزة المختصة بوضع حراسة مشددة حول مصادر المياه للحدّ من حوادث السيطرة عليها وحرمان المناطق من المياه.
وبحسب حمية، تقدّم أهالي المنطقة بشكاوى لمصلحة المياه في البقاع، فجاءهم الرد بأنهم بحاجة الى قوة لتحفظ خطّ التوزيع لأن السارقين مدجّجون بالسلاح ولا يستطيع موظفو مصلحة المياه الوقوف مقابلهم.
اتحاد بلديات بعلبك: المشكلة في الظروف الصحية!
أمام هذا الوضع، تواصل موقع "العهد" مع رئيس اتحاد بلديات بعلبك علي ياغي لتبيان وإيصال شكوى الأهالي، فتحدّث عن وجود شركة لترشيد توزيع المياه على القرى إلّا أن الظروف الصحية الراهنة تحول دون عملها فعليًا، وقال إن تفشي وباء "كورونا" الذي غيّر الكثير من الخطط واستنزف البلديات.
وتعهّد ياغي بالضغط على المعنيّين للعمل على توصيل المياه بالشكل العادل لكافة المناطق البقاعية.
تهديدات بالقتل
في المقابل، أكد مدير مصلحة المياه في البقاع رزق رزق لـ"العهد" وجود تعدٍّ على خطّ اليمونة، مشيرًا إلى أنه عند توجه الموظفين في المصلحة لفك التعدي يتعرضون للتهديد بالقتل.
واعتبر رزق أن الحلّ يكون بوضع نقاط للجيش لحماية موظفي المصلحة خلال تأدية عملهم، وأن المسؤولية تقع على كافة المواطنين من موظف المؤسسة والناس التي تتعدى والتي تقبل بالتعدّي لأنه يحرم قرى أخرى من مياه الشرب.
ودعا الى تضافر جهود رؤساء البلديات بوجه المعتدين، كاشفًا عن طلب قيادة الجيش بتكليف من مجلس الوزراء حلّ مشكلة التعدي باليمونة وغيرها.